قالت صحيفة “عكاظ” اليوم في تعليق لها حول كلام المشنوق الأخير عن المملكة وعلاقتها الملتبسة بلبنان إلى أنّ “وزير الداخلية نهاد المشنوق لم يكن في يوم من الأيام حالة وفاقية في الساحة السياسية اللبنانية حتى قبل دخوله إلى نادي الوزراء في حكومة تمام سلام كوزير للداخلية فالرجل الذي برز عندما شغل منصب مستشار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لطالما أثار جلبة كثيرة ومزعجة، وهو ما دفع الحريري إلى إبعاده خارج الحدود اللبنانية وإخراجه من الصورة خوفا عليه أو ربما منعا من الإحراج مع النظام السوري الذي كان في ذلك الوقت مهيمنا على التفاصيل اللبناني.
وفي هجوم مركز على حركته السياسية وتعاونه مع حزب الله أوردت الصحيفة السعودية أنّ “جدلية المشنوق استمرت بعد توليه وزارة الداخلية، فالصقر السياسي في عيون أنصار تيار المستقبل ما إن وطأت قدماه سرايا الداخلية في بيروت حتى فتح يديه معانقا مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، بل وصل الأمر إلى استضافته على طاولة اجتماع كبار القادة الأمنيين في الوزارة، في سابقة لم يجرؤ عليها حتى وزراء الداخلية السابقين، خصوصا حلفاء ميليشيا الحزب الإرهابي.”
وتابعت أنّ “نهاد المشنوق في نسخته الشعبية يلامس أعلى السقوف من انتقاد لـ”حزب الله” ووعيد بالمواجهة وعدم الاستسلام، والمشنوق في نسخته الوزارية يلقبه المنزعجون في طائفته من أدائه بوزير “حزب الله” في الحكومة، وما بين النسختين ترتسم صورة حقيقية لنهاد المشنوق هي صورة تتحدث عن طموح سياسي كبير لرجل ما توقع أحد أن يكون وزيرا للداخلية، فهو الإعلامي السابق الذي لا يجيد فنون الأمن والعسكر”.
وفي انتقاد شديد اللهجة حول كلامه الاخير تابعت الصحيفة “في إطلالته الأخيرة تحول كلام المشنوق إلى حالة شنق ذاتية، فالتصريح الذي يستجلب نفيا من سفارتين كبيرتين لا شك أنه تصريح بمثابة (الدعسة الناقصة) لسياسي يمتلك طموحا بمناصب أعلى مما وصل إليه”.
إقرأ أيضًا: المشنوق: لا أمثل المستقبل.. كلامي يمثل الضمير المستتر
مردفة “فيما يذهب البعض باتجاه معاكس عندما يقول إن المشنوق يدرك أن مفتاح بوابة رئاسة الحكومة بيد “حزب الله” وكل ما صرح به يثير السعادة والقبول لدى الحزب وبالتالي ما قاله جاء عن سبق إصرار وتصميم”.
وأنهت الصحيفة مقالها مستفسرة عن الموقف الحقيقي لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالنسبة لما ساقه المشنوق من اتهامات للسعودية قائلة ان “المشنوق حالة جدلية إلا أنه وسط هذه الحالة يبقى السؤال: أين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من مواقف المشنوق الأخيرة؟ فسيد بيت الوسط ملتزم الصمت، البعض يفسره قبولا والبعض الآخر غضبا.. لكن المؤكد أن في الحالتين ارتباكا كبيرا”.
إقرأ أيضًا: نهاد المشنوق… الصراحة راحة!
صحيفة عكاظ الناطقة بالمناخ السعودي تطلب من الرئيس سعد الحريري توضيحًا، فهل يخرج الحريري عن صمته معلقًا على كلام المشنوق و واضعًا النقاط على الحروف.
فصمت الحريري انقسمت حوله الاراء السياسية في لبنان، هناك من فسّره في آلية التنسيق وتوزيع الادوار، وهناك من وضعه في خانة التحفظ والغضب.
وما بين الحالتين المفترضتين، السعودية تنتظر موقفًا واضحًا من الحريري حول ما صرّح به وزير تياره “الضمير المستتر” كما وصف نفسه.
