هادي العبدالله: إدلب يجري تدميرها والتضامن العربي فايسبوكي

من حلب إلى إدلب، مسلسل من المجازر الدموية، فالثورة السورية ما زالت تدفع فاتورة حقّ الشعب بالحرية، وضريبة عرب لا نخوة بهم، ولا يحرك ضمائرهم لا دماء أطفال ولا أشلاء نسوة ولا مستشفيات هبطّت على روؤس مرضاها.

في حلب، كانت المشهدية واضحة والمجازر توثق بالصوت والصورة الأمر الذي أحدث ضجّة إعلامية وإنسانية نظرًا لفظاعة المجازر ولجبروت المجرم الذي امتدّ بطغيانه، فيما إدلب ما زال التعاطي الإعلامي معها خجولاً ممّا لم يحرّك الرأي العام، الذي ظلّ صامتًا مغيّبًا عن دماء تسفك، وعن مدنيين عزل يتمّ دكّهم بالطائرات الحربية.
الإعلامي والناشط في الثورة السورية هادي العبد الله، والذي يتابع المعارك الميدانية عن قرب، أوضح لـ”جنوبية” أنّ “قصفًا شديدًا يستهدف إدلب، والسبب بعدم التغطية الإعلامية هو مساحة ريف إدلب والتي هي أكبر بكثير من مساحة حلب، كما أنّ عدد الإعلاميين غير كافٍ إذ استشهد بعضهم وهاجر البعض الأخر، لذلك لم يتم تصوير المشاهد كما حلب”.
وأضاف” أنّ حلب ما زالت تحت خط النار، وما يحدث في إدلب هو استكمال للمجازر، وهناك قصف لكل المدينة واستهداف للمستشفيات”.
معلقًا “ما يتمّ هو بموافقة دولية إذ هناك اتفاق للضغط على الهيئة العليا للمفاوضات للعودة إلى طاولة المفاوضات، فأميركا قد أعطت الضوء الأخضر لروسيا، وحينما قصف المستشفى الوطني في إدلب قيل سيتم فتح تحقيق، ولكن من سوف يقصف؟ ومن هي الجهة التي تملك الطائرات؟”.

الاعلامي في الثورة السورية هادي العبد الله
الاعلامي في الثورة السورية هادي العبد الله

وعن الدول العربية الصامتة، أشار “هم كما أصدقاء الفيسبوك لايك وكومنت، وحتى اللايك والكومنت لم نعد نراه، ببساطة من باع فلسطين لن يشتري سوريا، ومن باع القدس لن يشتري دمشق، هم دول وظيفية وأدوات لا تقدم على ايّ قرار دون موافقة أميركا”.

إقرأ أيضًا: إدلب تستصرخ: وامعتصماه!
وعن الوضع الميداني في حلب وإدلب، قال العبد الله ” لم يكن من صلاة جمعة يوم أمس لا بإدلب ولا بحلب بسبب شدّة القصف، بشكل يومي تقصف أحياء حلب المدنية بغارات جوية وببراميل متفجرة ويسقط الكثير من الجرحى أكثرهم من النساء والأطفال، وقد سقط يوم أمس أكثر من 500 شهيدًا، 14 منهم على طريق الكاستيلو وهذا تطّور خطير يختلف عن الحملة الماضية، فالحملة العسكرية للنظام تتجدد بتفاصيل أكثر خطورة”.
متابعًا” طريق الكاستيلو مقطوعة بشكل شبه كامل، ويتم استهداف أي سيارة تحاول الدخول سواء بالمدفعية أو بالطيران، أمس استهدفت سيارة نقل تنقل عشرة ركاب واستشهدوا جميعًا، واستشهد أيضًا 4 ركاب كانوا بسيارة مدنية تمّ استهدافها، هؤلاء حاولوا مغادرة المدينة التي أصبحت بحكم المحاصرة وهناك صعوبة بنقل الجرحى خارج حلب أو إدخال الأدوية والمحروقات والمواد الأولية”

وإن كان من عناصر لحزب الله في إدلب، أوضح “بالنسبة لإدلب ما من عناصر لحزب الله باستثناء الفوعة وكفريا فالقصف الذي تتعرض له ادلب قصف طيران وليس مدفعي والمسؤول عنه هما النظام السوري وروسيا، اما في حلب فهناك تواجد لحزب الله لا سيما في ريف حلب جنوبي ويشاركون بالقصف المدفعي من ريف حلب الجنوبي لسائر المناطق”.

إقرأ أيضًا: هادي العبدالله: أنتظر أن أوثّق لحظة استشهادي

وعن إمكانية العودة للمفاوضات لأجل وقف حمام الدم في المناطق السورية لاسيما حلب وإدلب، أكد العبد الله “نتمنى أن لا تعود المفاوضات إن كان هناك من تنازل عن مبادئ الثورة، فحتى حينما كانت حلب تقصف سألت المدنيين هل تريدون الرجوع للمفاوضات للتخفيف عنكم مقابل التنازل عن بعض اهداف الثورة كانت إجاباتهم لا، لا نريد أن نضيع 5 سنوات من الثورة من التعب والموت والقهر، لنقصف ولنموت تحت الأنقاض ولكن لن ننتنازل عن اي مبدأ من مبادئ الثورة“.
وتابع “كما قد وجهت عدة رسائل من عدة وسائل إعلامية بأن لا يتنازلوا ولا يساوموا فالله معنا، والموت تحت أنقاض البيوت افضل بألف مرة من التنازل عن مبدأ الثورة أو عن دم أيّ شهيد”.

السابق
نديم قطيش: واقع الحريري كواقع كمال جنبلاط عشية اغتياله
التالي
هذا ما نسبته الجديد للوزير المشنوق ونفاه!‏