هل وصلت إشارات ريفي «الحريرية»… للحريري؟!

يجهد الاعلام الممانع في تصوير الانتصار المفاجىء للائحة "قرار طرابلس" التي دعمها وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي على انها هزيمة للحريرية ولتيار المستقبل، مع ان الوقائع تظهر خلاف ذلك وان الهزيمة لحقت برموز لائحة "لطرابلس" التي قادها حلفاء النظام السوري وارتضى سعد الحريري ان يتنازل ويتحالف معها ممثلا بشكل رمزي فيها.

“أمد يدي الى سعد الحريري للتعاون”. و”انا حريري الانتماء السياسي ولا خلاف مع الرئيس سعد الحريري واوجه له التحية”.

هذا ما قاله أشرف ريفي بعد انتصار لائحة “قرار طرابلس” المدعومة منه، والتي حصدت اغلبية المقاعد البلدية في عاصمة الشمال.

لم يدّع أشرف ريفي انه الزعيم، ولم ينسب هذا النصر لغير الحريرية، مفسحا في المجال أمام سعد الحريري للعودة الى “خط أبيه الشهيد” كما قال، وان يبقى الزعيم.

لا شك ان الطرابلسي شعر بإهانة جراء التحالف الانتهازي بين المستقبل والرئيس نجيبب ميقاتي والأحباش والجماعة الإسلامية وغيرهم، والذي ظهر أنه موجّه ضدّ مصلحة أهالي المدينة.

ريفي مسح تلك الإهانة، وهو يدعو سعد الحريري الى العودة لقيادة الخط الحريري السيادي الأصيل والكف عن سياسة تقديم التنازلات التي يتبعها منذ مدة والتي جعلته يقبل بترشيح حليف سوريا الأسد الأول سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وجعلته يسلم قيادة لائحة “لطربلس” المهزومة الى حليف النظام السوري الآخر نجيب ميقاتي مكتفيا بثلاثة مرشحين لتياره، انها إهانة مزدوجة أيضا لتيار المستقبل بلعها مناصروه، ولم تبلعها طرابلس في انتخابات الأحد الفائت.

اقرا ايضا: درس المستقبل في مقدمة «المنار» ومدرسة طرابلس

الاعلام الممانع بدا اليوم محتفيا بما أسماه “تقاسم تركة الحريري” داعيا ريفي الى التحالف مع خالد الظاهر ومعين المرعبي! ما يؤكد ان القضاء على “الحريرية السياسية” التي تمثّل الاعتدال السني في لبنان يبقى هو الهدف الأساسي لأرباب الهيمنة على هذا البلد، من اجل سيادة التطرف وانفلاته لاحقا على الساحة السنية، وهم الذين يتقنون جيدا كيفية تضخيمه إعلاميا ثم تحقيق انتصارات أمنية دعائية عليه.

اقرا ايضًا: جلبة في وجه ريفي والمسيحيون يهددون بالطعن‎…

الحريرية اليوم بحاجة اليوم الى تحجيم “تيار المستقبل” والعقلية الحزبية الفارغة التي بدأت تظهر فيه، فلم يخجل مناصروه أمس من اظهار عدائهم للاّئحة الفائزة في طرابلس، بدل ان يتباهوا ان ظاهرة أشرف ريفي ولدت من رحم الحريرية، فيمارسون النقد الذاتي ويدعون قيادتهم بالمقابل ان تظل تحاكي نبض الشارع المقهور، لا ان تعقد صفقات سياسية مصلحية ضيقة على حساب المصير.

ويبقى السؤال: هل يلاقي سعد الحريري مبادرة  اشرف ريفي على قاعدة العودة الى الثوابت السيادية، والكف عن تقديم التنازلات في ظل سطوة السلاح في المقابل؟ ام يتحقق ما يريده معسكر الممانعة فتندثر آخر قوّة سنية مدنيّة معتدلة في لبنان والمنطقة؟

 

السابق
شارل جبّور لإعلامي المستقبل: اهتموا بالبيئة السنية يلي هجرتكم‏
التالي
مسيحيو طرابلس همشوا ماذا عن مسلمي زحلة