المسيحيون في طرابلس أكبر من كرسي بلدية..

لا شكّ أنّ عدم وجود التمثيل المسيحي والعلوي في الانتخابات البلدية حسب نتائج الفرز الأولية هو أمرٌ منبوذ ولا يتلاءم مع وجه طرابلس الحضاري، إلا أنّ النائب روبير فاضل كان لهم موقفًا حاسمًا من هذا التوّجه غير المقصود فقدّم استقالته من تمثيله النيابي في المدينة..

مسيحيو طرابلس وإن لم يحصدوا كرسيًا بلديًا (رغم أنّ النتائج الأخيرة توحي بمفاجآت) إلا انّ وجوديتهم بطرابلس أكثر متانة وتمثيلاً من ورقة اقتراع ومنصب بلدي.
30 ألف مسيحي في طرابلس،هم  جزء منها ومن كيانها، 35 كنيسة بطرابلس تمارس شعائرها، وشوارع بأسماء “المطران والراهبات والكنائس ومارمارون والسيدة ومارالياس” تعكس روحية المدنية وانفتاحها.

بعيدًا عن الإعلام الفتنوي طرابلس لا طوائف بها، فأهلها “طرابلسية” وهذه هويتهم الوحيدة، ولائحة الوزير ريفي انتصرت بأصوات المسيحيين ودعمهم كما السنة.
والجدير بالذكر أنّ ريفي لم يقدم نفسه في لحظة كزعيم لـ”سنة طرابلس”، وإنّما كـ “أشرف ريفي” أحد أبناء طرابلس.
لأبواق الفتنة نقول “خيطوا بغير هالمسّلة”.

إقرأ ايضًا: كيف علق الناشطون على استقالة روبير فاضل؟

أما للنائب روبير فاضل، فرسالة أهل طرابلس بكافة ممثلياتهم له أنّه قد تأخر وقد أسقط نفسه في فخ الطائفية، إذ لو أنّه من الغيورين على المدينة لدفعته سنوات من الفشل الإنمائي إلى الاستقالة، لحثته عليها جولات الحروب بين الجبل والتبانة.
لو كان فاضل محبًّا لطرابلس، لاستقال احتجاجًا على الاعتقال التعسفي وعلى المظلمة، على الفقر والتشر والبطالة.
لو كان موقفه (كما يعتبره البعض) وطنيًا، لرأيناه أقدم عليه حينما أصبحت طرابلس تحت خط الفقر، وسوّق لها الإعلام على أنّها ارهابية، في حينها لم يخرج النائب روبير فاضل عن صمته لم يعترف بفشله ولم يقل أنّ مدينته لا تليق بها التهم الطائفية.

إقرأ أيضًا: هذه طريقكم للثأر من اشرف ريفي

روبير فاضل قد استقال اليوم لا لأنّه خائف على البلدية والتعددية، ولكن لوضع ثغرة بخطة إنمائية، وحجّة التمثيل المسيحي ذريعة طائفية لا مبرر لها!
ملاحظة “نصف أبناء طرابلس كانوا يجهلون قبل لحظة الاستقالة أنّ هناك نائب يمثلهم اسمه روبير فاضل”

السابق
إعلاميات من مدرسة «الجديد»: التطرف انتصر بانتصار ريفي!
التالي
بالصورة: نجل ريفي لأبيه.. وترت كبيرهم وأرعب صغيرهم‏