المستقبل وميقاتي: هزمنا بسبب الخطاب السياسي وريفي ليس مرجعًا!‏

انتهت عملية فرز انتخابات طرابلس البلدية لتثبت أنّ الوزير المستقيل أشرف ريفي استطاع أن يهزم جميع الزعامات والأحزاب التقليدية في المدينة. فهل أصبح ريفي زعيم طرابلس وانتهى عهد تيار المستقبل وميقاتي؟

16 للائحة المدعومة من ريفي مقابل 8 للائحة التوافق أظهرت أنّ شرخًا ما قد وقع بين من كانوا يمثلون المدينة سياسيًا وبين قاعدتهم الشعبية. فكيف يقرأ كل من الدكتور مصطفى علوش والدكتور خلدون الشريف نتائج الانتخابات؟

القيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش أكّد في حديث لـ«جنوبية» أنّ «نتائج انتخابات طرابلس هي رسالة لجميع القيادات في المدينة وليس فقط لتيار المستقبل، وواضح أنّ ردّة فعل الناس في الاقتراع تؤكّد أنّ لديها علامات استفهام حول الانماء والسياسة طوال السنوات الماضية لذلك علينا في تيار المستقبل أن نعود للناس ونسمع همومهم لنصحح المسار مع قاعدتنا».
اشرف ريفي
وتابع علوش «وإذا قمنا باستطلاع للآراء الناس حول اختيارهم في صناديق الاقتراع سنجد أنّ الدوافع مختلفة منهم من اختار لائحة ريفي بسبب دعوى “المواقف المتذبذبة” لتيار المستقبل، أو لأن التحالفات في البلدية السابقة أثبتت فشلها على صعيد الانماء، أو بسبب توقف المساعدات عن الناس، وهناك من أرادوا أن يثبتوا أنّ اختيارهم هو من صلب 14 آذار وريفي هو من يمثل هذا الخط برأيهم حاليًا».

وعن امكانية المصالحة بين اللواء ريفي وتيار المستقبل قال علوش «المشكلة ليست من المستقبل، بل عند ريفي الذي يعتبر نفسه حالة مستقلة عن تيار المستقبل ويريد التعاطي معه على هذا الاساس ويريد أن يأتي الجميع إليه، وهذا برأيي غير مقبول، فعلى الرغم من النتيجة إلاّ أنّ ريفي ليس مرجعًا سياسيا».

أمّا عن عدم تمثيل المسيحيين والعلويين في المجلس البلدي لفت علوش أنّ «ما حصل اليوم ليس المرة الأولى، ولا يمكن اعتبار أنّ عدم فوز مرشح مسيحي أو علوي هو استبعاد لهم أو مؤامرة، ولكن هو نتيجة احتدام التنافس بين اللائحتين الذي أدّى بالتالي الى حصول المرشحين السنة على أكبر عدد من الأصوات. وإذا قارنا نتيجة الأصوات نرى أنّ بعض المرشحين العلويين والمسيحيين قد حصلوا على أرقام أعلى من مرشحين تابعين للجماعة الاسلامية وهم سنّة، لذلك القول أنّ هناك تهميش للأقليات في طرابلس هو قول عار عن الصحة لأنّ المجلس البلدي سيخدم الجميع بالطبع».

إقرأ أيضًا: قطار «مدينتي» من بيروت الى بعلبك فطرابلس الاعتراض واحد

وختم علوش مقرا بأهمية ما حصل على الساحة الطرابلسية قائلا «في السابق كنا نقول أنّه اذا استطاع ريفي أنّ يخرق لائحة التوافق فهذا انتصار، أمّا نتيجة الانتخابات فتؤكد أنّ ما حصل هو أكبر من انتصار، وهناك جملة أمور علينا قراءتها وإن لم نستطع تصحيحها فستكون النتيجة في الاستحقاقات المقبلة مشابهة لنتيجة البلدية».

في المقابل رأى مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف في حديث لـ«جنوبية» أنّ «هناك جملة عوامل مجتمعة أدّت لهذه النتيجة في البلدية، أولاّ الخطاب الطائفي والمذهبي الذي بنى على أساسه الطرف المنافس حملته الانتخابية في ظلّ الخطابات المذهبية المتصاعدة في البلد من كافة الاطراف، لذلك ولد شعور لدى الناس أنّ هذا الخطاب هو الردّ الأمثل على الخطابات الطائفية الأخرى».

إقرأ أيضًا: هل وصلت إشارات ريفي «الحريرية»…. للحريري؟!

وتابع الشريف « ثانيًا كذلك هناك سبب آخر هو أنّ تحالف لائحة التوافق نشأت على عجل ولم يتم تقديمها للناس بالشكل المطلوب حتى يتمّ تقبلها، والسبب الثالث ان وسع طيف التحالف أدّى الى استرخاء لدى الجميع بسبب اطمئنانهم أنّ الفوز هو محتّم لذلك لم يسعوا بشكل جيّد إلى حثّ الناس الى الاقتراع، ورابعا واخيرا ان تقنيات المعركة بحاجة إلى إعادة هيكلية».

وعن التفسير الذي اطلقه البعض عقب الهزيمة البلدية حول ضعف شعبية الرئيس نجيب ميقاتي في مدينته، قال الشريف معارك البلدية عادةً لا تأخذ طابعا سياسيا فقط بل تدخل العصبيات العائلية والمناطقية في عملية الاقتراع، وهذا لا ينفي وجود حيثية للواء أشرف ريفي في المدينة، ولكن نحن في لائحة التوافق لم نطلق أي خطاب سياسي، بل احتفظنا بالخطاب الانمائي بعكس اللائحة المنافسة وبالطبع هذا ما أثر على النتيجة».

السابق
من خطط للايقاع بالمشنوق عبر توقيت اعتقال الحلبي؟
التالي
القوميون الإجتماعيون الجدد وعشق قومية الاسد!