لا كلمة تعلو فوق كلمة ريفي في طرابلس يا شيخ!

دخل اشرف ريفي حياته السياسية من المحراب الحريري، رجل بقى وفيا لمبادئ الشهيد الراحل رفيق الحريري. صوته علا، رأيه طغى و أفرد ريشه في التيار الحريري إثر انتهاء ولايته في الأمن الداخلي. و لكن خليفة الراحل لا كلمة تعلو فوق كلمته.

حلق ريفي بعيدًا عن الشيخ، و علت كلمته اكثر، فلم يعد يناسبه أن يبقى في التيار الحريري، و قد أضحى شخصه أصلا، غير مرحب به هناك. فقد علمه شهيد السان جورج أن يبقى عصاميا، ذا مبادئ، غير مرتهن، علمه أن يكون صاحب كلمة حرة تصدح في آذان الوطن، و لكن .. لا كلمة تعلو فوق كلمة الشيخ.

أراد الشيخ سعد في الانتخابات البلدية أن يستثني ريفي في طرابلس. فخرجت لنا طبخة أوقدت على نار هادئة، تحالفات لم تكن أن تحدث، لولا أن ريفي قد أصبح من الضالين، أو ربما من المغضوب عليهم. أرادها المستقبل تحالفات سنية سنية، و لنكن واقعيين أكثر، أراد أن يجعل في الطائفة السنية و خاصة في طرابلس، مصالحات كونية على صعيد الطائفة، كتلك التي حدثت في الطائفة المسيحية، و لكن أشرف ريفي يُستثنى مجددا.

إقرأ أيضًا: طرابلس: شركاء في الجريمة .. حلفاء في المعركة !

شكل ريفي لائحته المدعومة من أهل طرابلس فقط، و شكل سعد الحريري لائحته المدعومة من الأطياف و الرموز الطرابلسية كافة، بدءا بنجيب ميقاتي و فيصل و أحمد كرامي، مرورا بكل من الوزير الصفدي و التيار الوطني الحر، إلى حزب البعث و الحزب القومي و رفعت عيد و الأحباش ثم الجماعة الإسلامية. لائحة يعتليها تيار المستقبل، يشمخ عاليا بالتحالف و يصهل، سنقضي على اشرف ريفي، فلن تعلو كلمة فوق كلمتنا.

بدأت الانتخابات، إنها السابعة صباحا و قد الصناديق قد فُتحت، إثنتا عشر ساعة تمر، و الصناديق تُقفل، إنها السابعة مساء. اعتلى ها هنا الشحوب على كل الوجوه، فخرج ريفي مصرحا “لن تهم النتائج، فالمهم أن الانتخبات قد مرت بلا ضربة كف”. ثم خرج النجيب مبتسما، “غدا يوم آخر و طرابلس للجميع”. هكذا و بدأت الصناديق تتكلم، ريفي متقدم ب أحد عشر مقعدا، ريفي متقدم بستة عشر مقعدا، تبا، انسحاب لمكينة ميقاتي، ريفي متقدم بثمانية عشر مقعدا، سحقا، انسحاب لمكينة الصفدي. نعم، ريفي يفوز بال ثمانية عشر مقعد في طرابلس، مقابل ستة مقاعد للتحالف المجيد.

إقرأ أيضًا: أربع لوائح في طرابلس: وريفي «لجرب المجرب عقلو مخرب»

تحول في الزعامة الطرابلسية قد حل حقا، و صدمة قد اعتلت كل مرشحي لائحة “لطرابلس” و عرابي التوافق. و إذا أردنا أن ننظر بعيدا أكثر، فمقاعد تيار المستقبل النيابية الطرابلسية في خطر، و مهما كانت التحالفات لن تكن اقوى من هذه التي مرت في البلدية، فالثقل الأزرق الطرابلسي قد زال، و ريفي زعيما لطرابلس، أشرف ريفي فقط.

قد فاز ريفي، و طرابلس قد قالت كلمتها، فكما أن برتوكول المستقبل، لا كلمة تعلو فوق كلمة الشيخ، كذلك في طرابلس، لا كلمة تعلو فوق كلمة ريفي يا شيخ.

السابق
فتفت: لم نتوقع نتائج بهذه القساوة في الضنية وريفي شكل ملجأ للمعترضين على التحالف في طرابلس
التالي
العلاقات السودانية – الصينية قديمة متجدّدة لكنها تفتقر إلى العمق الإستراتيجي