تسونامي ريفي يجتاح طرابلس.. وحرب وحبيش زعامتان راسختان

انتهى الشهر الانتخابي الطويل، وطويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية على تأكيد الخيار الديموقراطي لدى اللبنانيين الذين أكدوا رفضهم تأجيل الاستحقاقات الدستورية وعبّروا عن رفضهم في صناديق الاقتراع. وقد خلطت الانتخابات كل الأوراق والتحالفات وجمعت المتناقضات.

مفاجأة من العيار الثقيل كشفَتها صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية في طرابلس، إذ تمكّنت اللائحة المدعومة من اللواء أشرف ريفي من إحداث صدمة وتسجيل نتيجة كبيرة في مواجهة اللائحة المدعومة من تحالف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي والوزيرَين محمد الصفدي وفيصل كرامي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وتيار “المردة” ونواب المدينة، والحزب “القومي” والحزب “العربي الديموقراطي”.

فخطفَت طرابلس الأنظار وانعكس التنافس الحاد بين لائحة “لطرابلس” ولائحة “قرار طرابلس” في نتائج فرز الصناديق حيث كانت النتيجة تصبّ لصالح لائحة ريفي.

وسيطر حبس الأنفاس مع تقدّم الفرز الذي استمرّ حتى ساعات الفجر الاولى، حيث أشارت النتائج الأوّلية إلى تقدّم كبير حقّقته لائحة ريفي، بحيث أكدت ماكينته الإنتخابية فوزه بـ17 مقعداً مع فرز 250 صندوقاً من أصل 295.

النتائج الأولية في الفيحاء رجّحت الكفة التوافقية المتمثلة في لائحة “لطرابلس” على أن تتبلور اليوم صورة النتيجة النهائية الرسمية بعد الانتهاء من فرز كامل أقلام الاقتراع.
وفي هذا السياق، أكّد ريفي أنّ “طرابلس انتصرت وقرارُها انتصر، وفي كلّ الأحوال كانت لنا أهداف من خلال هذه العملية وقد تحقّقت”. أضاف: “أساساً أنا قدّمت استقالتي ومصٍرّ عليها، إنّما أنتظر وضعاً قانونياً يَسمح بقبولها، وأنا لم أعد أشبه هذه الحكومة ولا هي تشبهني”. وخَتم: “نحن نؤسّس للأيام المقبلة”.

اقرأ ايضًا: من خلاصات الانتخابات البلدية: «لا» في وجه الأحزاب.. #كلّن

تنورين والقبيات تخذلان “تحالف معراب”

وإذا كانت رياح الشمال قد غلّبت البعد التوافقي الإنمائي “لطرابلس”، غير أنها على ساحة المعارك المسيحية أتت لتلفح بحماوتها العالية “تحالف معراب” العوني القواتي حاملةً معها نتائج “حزينة” للحلف الثنائي كبحت جماح النزعة الحزبية التي حاول الثنائي فرضها على العائلات والفاعليات المناطقية وتعثر في تحقيقها طيلة مراحل الاستحقاق إلى أن كانت موقعتَا تنورين والقبيات حيث استطاع الوزير بطرس حرب تحقيق النصر الصريح في الأولى، والنائب هادي حبيش وحلفاؤه الفوز المريح 15 3 في الثانية.

واتجهت الأنظار بقوة نحو الأبعاد والتداعيات السياسية والحزبية التي اتخذتها المعارك الانتخابية على الساحة المسيحية تحت وطأة تحويلها إلى لعبة “تحديد أحجام” حقيقية من قبل “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” فارتدت سلباً عليهما بعدما أتت نتائجها بخلاف ما اشتهى تحالفهما.

وإذا كانت نسبة الاقتراع في القبيات تجاوزت الـ55 في المائة وفي تنورين 60 في المائة، فان دلالة المواجهة في هاتين المدينتين في قضاءي البترون وعكار، حملت خذلاناً لتحالف معراب.

 

تزامناً، أثبت النائب هادي حبيش بجدارة أنه “الرقم الأصعب” في القبيات بعدما حققت لائحة “القبيات بتقرر” المدعومة منه ومن حلفائه النائب السابق مخايل الضاهر و”الكتائب” والعائلات فوزاً صريحاً ومريحاً بواقع 15 – 3 في مقابل اللائحة الحزبية المدعومة من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. في حين حقق حبيش فوزاً كاسحاً على الساحة الاختيارية مع فوز 8 مخاتير يدعمهم من أصل 8.

كذلك حقق النائب حرب انتصار في معظم بلدياته بينما فاز حزب “الكتائب اللبنانية” وتيارا “المستقبل” و”المردة” في معظم بلديات الوسط والساحل علماً أنّ اللائحة المدعومة من حرب في تنورين فازت بفارق أكثر من ألف صوت في “أم معارك” القضاء.
وفي محصلة نهائية للاستحقاق البتروني نجحت اللوائح المدعومة من حرب و”الكتائب” و”المستقبل” و”المردة” في 14 بلدية أما الحلف الثنائي العوني – القواتي فنجحت لوائحهما الحزبية في 8 بلديات فقط، في حين حازت العائلات على بلديتين لم تشهد أي تنافس حزبي بين الجانبين، بالإضافة إلى نجاح 5 مخاتير مدعومين من حرب من أصل 5 في تنورين بعدما كان فاز 3 بالتزكية سابقاً.

اقرأ ايضًا: الانتخابات البلدية في لبنان تفضح السلطة الفاسدة…

بشري.. “القوات” تؤكد وجودها رغم الخرق

شهد قضاء بشري حملة انتخابية غير تقليدية على رغم فوز لوائح “الإنماء والوفاء” المدعومة من حزب “القوات اللبنانية” بالتزكية في بلدات: بان، بقاعكفرا، حدث الجبة، قنات، وطورزا. وتنافست في بشري تحديداً لائحتا “بشري موطن قلبي” برئاسة جوزيف خليفة و”الإنماء والوفاء لبشرّي” برئاسة فريدي كيروز، اي بين “قواتيين” وقواتيين مستائين.
ولفتت “النهار” إلى فوز مخاتير مناوئين للنائبة ستريدا جعجع في بشري. وبدت معركة بلدة بشري مثيرة حيث لا معركة فعلية، وقد اكد “قدامى القوات” ان معركتهم ضد “كليوباتره” وليس ضد القيصر، اي ان معركتهم ضد النائبة ستريدا جعجع بسبب “شخصيتها الديكتاتورية” وليس ضد زوجها”. فيما كانت هناك تعليقات من مؤيدي اللائحة الرئيسية، وعلى اساس انه لولا ستريدا لما بقيت هناك “قوات لبنانية” لان جعجع امضى 11 عاماً في الزنزانة كانت كفيلة بذر “القوات” في الريح.

السابق
ماذا لو كان نبيل الحلبي ممانعًا؟
التالي
فتفت: لم نتوقع نتائج بهذه القساوة في الضنية وريفي شكل ملجأ للمعترضين على التحالف في طرابلس