فارس كرم… بلا «سكس» بلا بطيخ

فارس كرم

تفاعل فارس كرم مع الوحدة التي تعيشها الأغنية اللبنانية في هذه الفترة، فقرّر مواساتها، وأطلق فيديوكليب أغنيته الجديدة «بلا حب وبلا بطيخ» الذي فرحت لدى مشاهدته كلّ علب الفياغرا على رفوف الصيدليات، وابتهج لدى مشاهدته زارعو شرش الزلّوع ومتابعو «Dan Bilzerian» و«CandyShopMansion» على موقع «انستاغرام».

بشرفي متل ما عم خبركن، بأول مشهد، كان فارس كرم قاعد مع خطيبته بالصالون، قرّب حتى يحكيا فتغنّجت عليه المخلوقة وبرمتلو ضهرا، وبما إنو رجل شرقي وعقلاتو دكّ، حمل حالو وضهر من البيت وشطبا من حياتو.

و«تو ييرز لايتر» (أو بعد سنتين) جاب مخرج الكليب كل البنات يلي أمّنتلو ياهن الـAgency وخلّاهن يلعبو دور عاهرات ويزيّنو حياة فارس كرم يلّي قرّر يبطّل حبّ ويعيش عا راسو. بس قديشكن مضطرين تصورو البنت بهيدا الرخص كرمال تفرجو صورة التحرّر.

وبتاني مشهد، بعلمَك فارس كرم قاعد على البيسين بطقّة الضهر بحرارة شي 42 مع شي دزينة بنات بتندقلن النوبة عم بغنّيلن شو بدّو يعمل فيهن وكلّن كاتبين «FK» على تيابُن وكأنّن ناسيين يكتبو «UC» بالنص، وإذ بيطلع على أوضتو وبتتطوّع 3 شلخات ليلبّسو جاكيت صوف وجلد وفرو، وكأنو تارك لهيب كاليفورنيا وجايي دغري عالقرنة السودا. شوَي بينزل من القصر وبيطلع بسيارة «رولس» بتسوقا «MILF» لابسة كيلوت أصفر.

بالمشهد الثالث بيوصل إلى مدينة فارس كرم، وبعدا الشمس طالعة والبنات مزلطة وهوّي لابس نفس الجاكيت، وبس تمرق السيارة قدّام «مستشفى فارس كرم» بتبيّن ممرضة ضاهرة طازة من فيلم أكشن وبتبلش تبعتلو بوسات.

وبيكمّل طريقو وبيوقف على إشارة سير، وبتصير تمرق من قدّامو بنات ضاهرين من «جامعة فارس كرم» وعالأكيد من Course البورنوغرافيا المعاصرة وأفضل البوزيسيونات، ونيّالو بيصيرو يبعتولو بوسات كمان. وبعدين بيتلاقى بفوج الإطفاء والشرطة، وكلّن بنات مقصّرين الشورتات وفاتحين على صدرُن وبدُّن جسدو، وهوّي لابس الجاكيت… مَنّك مشوّب يا زلمي، أنا قاعد بالـAC عم إحضر الكليب وضرَبِتني الشمس.

إقرأ أيضًا: سلمى المصري ترفض رؤية صورة الحريري: هو سبب في خراب بلدي..

وبالمشهد الأخير، بيضهرو شي 6 بنات إختصاص Latex وBDSM وأقلّ وحدي فيهن حاقنة 750 cc سيليكون بصدرها وبيرقصو لوحة كوريوغرافية على أساس هنّي البوديغاردز تبعو يلّي بدّن يحمو من كيد الحبيبات، وبيخلص الكليب على هيدا المستوى من التيستوستيرون.

يواصل فارس كرم مشواره بنفس اللون والمضمون الجريء والمميز الذي نجح فيه، لكنه لم يكن مضطراً في هذا الكليب إلى استخدام مهارات مخرج يجمع دماغه وأعضاءه في عضو واحد يتولّى إدارة الكاميرا.

السرقة الفنيّة والتأثر بالأفلام الإباحية وبعض الصفحات الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي واضحة للغاية. وبلا كلام فولكلوري بلا أكل هوا، هذا ليس إسمه تشبّهاً بالمجتمع الغربي، هذا إسمه تشبّه بالمجتمعات المتخلّفة التي يعيش المخرج إدوارد بشعلاني في تردّدات ثقافتها… ولا يمكن لأي مجتمع أن يقبل Objectification (تشييء) أخته أو والدته أو أي فتاة يعرفها.

وإذا كان المخرج يظنّ أنه يقود صناعة الفيديوكليبات اللبنانية نحو الحداثة والتطوّر، فليعلم أنه سقط في خندق التخلّف، لأننا لسنا مضطرين أبداً لأن يُفرغ بشعلاني كبته وتخيّلاته علينا، ولا يمكنه أن يعامل المشاهد على أنه ورقة كلينكس أو واقٍ…

ليس مقبولاً أن تشوّه الصورة الأغنية الشعبية وتأخذها إلى عوالم لا تنتمي إليها، خصوصاً أنه لا يوجد في نيويورك بيتزا على قاورما. وليس مسموحاً أن يقترن لحن للموسيقار ملحم بركات بصورة تظهر فيها الذكورية بأبهى تجلياتها .

(الجمهورية)

السابق
الشيعة جزء لا يتجزأ من شعوب أوطانهم… و «ولاية الفقيه» السياسية ليست عابرة للقارات!
التالي
الحرس الثوري يدعو الإيرانيات للتطوع في سوريا «بشروط»