هكذا يوثقنا الإعلام: والد جندي شيعي قتلته النصرة يذبح شابا سنيا على قبره ويتفاخر عبر الإعلام

أشار موقع (CNN) بالعربية إلى جريمة آل حمية، وتساءل في مادة نشرت له تحت عنوان “لبنان: والد جندي شيعي قتلته النصرة يذبح شابا سنيا على قبره ويتفاخر عبر الإعلام”، هل يستمر القتل والقتل المضاد من أجل الثأر ويغذي الألم والغضب نار الانتقام، ليتصاعد التوتر بين عائلتي حمية الشيعية والحجيري السنية بما يهدد السلام الهش في البلاد ويفاقم الصراع المذهبي بالمنطقة؟

وأشار الموقع، أنّه “قد بدأت القضية بأسر مجموعة من جنود الجيش اللبناني بينهم الجندي الشاب، محمد حمية، على يد عناصر من “جبهة النصرة”، وأنّ الخاطفين قد قتلوا حمية مع جندي آخر.
وأنّ معروف حمية، عُرف بتحميل مسؤولية مقتل محمد للشيخ مصطفى الحجيري، المعروف بـ”أبوطاقية”، وتوّعد حمية بالثأر لابنه والانتقام من الشيخ الحجيري في وقت كان الخلاف المذهبي يتصاعد في البقاع حول بلدة عرسال التي تقطنها غالبية سنية وسط محيط شيعي يغلب عليه مناصرة حزب الله”.
وأضاف أنّ “القضية عادت بعد العثور على جثة الشاب محمد الحجيري، ابن شقيق مصطفى الحجيري، على قبر الجندي محمد حمية ليتدخل الجيش منتشرا في المنطقة منعا لتصاعد العنف وتفجر الوضع بعدما خرج معروف حميه على وسائل الإعلام ليتفاخر بإعلان مسؤوليته عن خطف وقتل الحجيري والتأكيد بأنه سيواصل قتل أفراد من عائلة الحجيري لتحقيق ثأره متحديا القوى الأمنية أن تصل إليه بمنزله.”
ولفت إلى كلمة مصطفى الحجيري التي حمل فيها “حزب الله مسؤولية مقتل الحجيري”، مطالبا بـ”توقيف القاتل،”
كذلك حصل الموقع على تصريحات حصرية حول القضية من باسل الحجيري، رئيس بلدية بلدة عرسال، الذي أكد أن “الأجواء في عرسال مبدئيا هادئة، وعائلة الحجيري مفجوعة بابنها، إذ كانت صدمة كبيرة، مقتل شاب عمره 18 سنة، ليس له ذنب في كل المشاكل السابقة، راح ضحية العقلية الجاهلية والتفكير الخاطئ. بيت الحجيري يعتبرون مبدئيا أن الدولة هي المسؤولة عن محاسبة المجرم،” ورغم إشارته إلى ما وصفها بـ”حالة الضعف” التي تمر بها الدولة، ولكنه أكد أن عائلته “تُحمل المسؤولية للدولة اللبنانية، لتتابع القضية عبر الجهات المختصة.”

وأضاف: “نحن نضع الجريمة ضمن إطارها الجرمي والجنائي، لا نقول إنها مذهبية أو طائفية أو مناطقية. مجرم ارتكب جريمة، والجريمة هي الجريمة، ليس لها دين أو مذهب أو طائفة،” مضيفا: “حتى مقتل ابن (معروف) حمية، مقتل الجندي حمية نعتبره جريمة، ومشكلة والد الشهيد حمية، أنه كان يُصنف بأنه والد الشهيد محمد حمية وأصبح يصنف اليوم قاتلا ومجرما، رد على الجريمة بجريمة، وعلى الخطأ بخطأ، ولذلك خسر تعاطف الشعب معه، إلا القلة الأغبياء اللذين يعتقدون أن ما فعله يعد بطولة.”

وحول موقف عم القتيل حسين الحجيري، “أبوطاقية”، السياسي، قال الحجيري: “لنفرض أن أبوطاقية عضو في جبهة النصرة، هل يبرر ذلك قتل حسين؟ لا أبداً، من غير المبرر قتل حسين بهذه الطريقة الوحشية. حتى الشيخ أبوطايقة لم يستضف محمد حمية، الشيخ استضاف الدرك، قوى الأمن الداخلي. محمد حمية تم اختطافه من مركزه العسكري ولم يمر على منزل الشيخ أبوطايقة حتى يتحمل مسؤوليته.”

وأضاف الحجيري: “الشيخ مصطفى يدافع عن نفسه، نحن لا ندافع عنه، نحن ندافع عن حسين، الشاب الصغير الذي راح ضحية حسابات بعيدة عنه لا مبرر لها حتى لو كان الشيخ مصطفى عمه، مع جبهة النصرة، أو مع غيرها.”

وتابع الحجيري: “بكل الأحوال، يفترض أن عندنا الدولة اللبنانية التي يجب أن تتحرك بشكل سريع. وإذا ما تحركت الأجهزة الأمنية، أو تعاملوا مع القضية باستهتار وبالمماطلة، يعني ذلك أن هناك أبعاد خفية للموضوع، وهناك تغطية على القتلة، وربما يكونوا قد تحركوا بعون من طرف ما، وعندئذ يصبح عندنا تساؤلات، وعلامات استفهام كثيرة حول دور الأجهزة الأمنية.”

وعلق الحجيري على قدرة وصول أجهزة الأمن اللبنانية إلى حمية، قائلا: “يستطيع الصحفيون اليوم التواصل مع معروف حمية والوصول إليه وتصويره وهو يستقبل المهنئين، كيف إذا لا تستطيع السلطات الأمنية الوصول إليه؟ يعني ذلك أن هناك مشكلة، ربما تريد الأجهزة الأمنية وقتا حتى تهدأ الأوضاع قليلا، ولكن إذا مر الوقت ولم يُعاقب حمية، حينها سنصنف الجريمة بأنها جريمة منظمة، ولم تعد فردية،” ورفض الحجيري تسمية الجماعات التي قد تكون وراء هذه “الجريمة المنظمة” في حال ثبت ذلك مبدئيا.

وقال: “مع الوقت، إذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن معالجة الموضوع، حيث أنه من المعروف أنه هناك جهات قادرة على جعل الدولة عاجزة، وإذا رفعت يدها هذه الجهة السياسية، ستقدر الدولة على معالجة الموضوع،” وعندما سئل عن أي جهة يُشير إليها، قال: “الجهات السياسية الفاعلة بالوسط الشيعي والقادرة سياسيا وأمنيا، ولها دورها الفاعل، نطالبهم بمساعدة الأجهزة الأمنية اللبنانية بإلقاء القبض على المجرمين، لأن ما حدث لا يمت بصلة للشرع أو القانون أو العادات الجاهلية حتى،” ويُذكر أن أكبر جهة سياسية شيعية ذات نفوذ قوي في الدولة هي “حزب الله”.

وعن جهود الدولة في القبض على معروف حمية، قال الحجيري: “تلقينا اتصالات على مستوى عال في القيادة بالجيش اللبناني، قالوا فيها إنهم يتابعون معروف حمية وإنه سيحاسب. ولكنني فوجئت في تلك الليلة بأن حمية يعيش نشوة النصر ويستقبل المهنئين، فتساءلت عن هذه الوعود بالجهود الأمنية، إذ أن الرجل جالس في منزله يستقبل الضيوف والصحافة ويهدد باستمرار مهمته في الحياة بقتل” المزيد من أفراد عائلة الحجيري، وخاصة الشيخ مصطفى.

وعن حزب الله، قال الحجيري: “أنا لا أتهم حزب الله بالعملية، ولكن أطالبه بضبط الوضع الأمني، إذ عنده القدرة على مساعدة الدولة اللبنانية بإلقاء القبض على معروف حمية أو يرفع يده ويكشف الغطاء لتستطيع الدولة التصرف، إذا عجزت الدولة عن التصرف، يعني ذلك أن هناك غطاء سياسي، والجهة القادرة على بناء هذا الغطاء هي حزب الله،” وشدد الحجيري: “أنا لا أتهم حزب الله بشكل مباشر، لكن أطالبه باستخدام نفوذه لإطفاء نار الفتنة.”

اقرأ ايضًا: أهل عرسال يسألون: هل سيتجرأ الجيش ويعتقل معروف حمية؟

واستطرد الحجيري: “وحتى أصحح مفهوما عند الناس، الجريمة ليست بطولة، هذا عمل إجرامي وشائن وبشع، خطف شاب عمره 18 عاما، وإطلاق النار عليه بهذا الشكل الوحشي ليس عملا بطوليا.. ولو استطعت التحدث مع معروف لقلت له أنت تؤذي ابنك، الشهيد محمد، لقد أذيت روحه في قبره.. غضب والده جعله لا يأخذ بحق ابنه بل جعله يرد على الجريمة بجريمة.. نحن نعتبر محمد حمية، شهيد الجيش وشهيد الوطن، وقتله كان جريمة كبيرة، من قبل المسلحين الذين اجتاحوا عرسال، واعتدوا على الجيش اللبناني، نردد كل يوم أن ذلك كان خطيئة بحق الجيش اللبناني وبحق عرسال.”

وعن البعد الطائفي للقضية، قال الحجيري: “عرسال بلدة سنية، والمحيط شيعي، ونحاول منذ وصولنا إلى البلدية في هذه الأيام القليلة الماضية، أن نعمل على إقصاء البعد الطائفي من كل مشكلة تقع، لكيلا يتحول الموضوع إلى جهة سنية وجهة شيعية، سني وشيعي يعني بوادر فتنة، والفتنة شيطان نائم، لعن الله من أيقظها، نحن نحاول إخماد نارها بشكل نهائي، بين أهلنا في عرسال وأهلنا في القرى المجاورة. ربما يكون هناك من يريد فتح باب للفتنة من خلال الشعارات المذهبية أو الطائفية ولكن ذلك ليس من مصلحة أحد.”

كذلك لفت الموقع، أنّ الحجيري لم يستبعد في حال وجود نفوذ قوي لأي من العائلتين في سوريا، تسخير ذلك للقضية، قائلا: “ربما، إذا كان هناك نفوذ قوي فعلا لكل فريق، الحجيري وحمية، حيث يقدر استخدام نفوذه على الجبهات، ممكن أن من له نفوذ قوي عند جبهة النصرة أو حزب الله، حيث يتصل بوجود عسكري في سوريا ليثأر لنفسه، ربما يحدث ذلك،” ولكنه شدد أن “كل ما يحدث ضمن سوريا بعيد عن عرسال ولا ينعكس سلبا على المنطقة بلبنان.” ويشار إلى أن بلدة عرسال تشترك مع سوريا بخط حدودي يبلغ طوله 50 كيلومترا.

وعن تهديدات معروف التي قال فيها إن “(قتل حسين) نقطة في البحر ولن يهدأ لي بال إلا إذا وصلت إلى أبوطاقية، و أبوعجينة (علي الحجيري ورئيس بلدية عرسال السابق)، أكد باسل الحجيري أن عائلته “غير معنية بكلام حمية، وأنه يقول كلاما أكبر منه،” على حد تعبيره، مؤكدا أن عائلته وأهالي المنطقة على “علاقة جيدة وطبيعية،” ومضيفا: “تلقينا اتصالات من الوسط الشيعي تستنكر الجريمة، وتدين الفعل الوحشي، ويتبرأون مما فعله معروف.”

إقرأ أيضًا: دفاعًا عن القاتل معروف حمية؟!

وأكد الحجيري: “لسنا تحت التهديد من حمية في الوسط الشيعي، وعائلة الحجيري تبلغ تقريبا 20 ألف شخص، لا يحاسبها معروف حمية أو يهدد كل عائلة الحجيري، ما بيطلعله، حجمه أصغر من ذلك، وإذا اتبعنا نهج التهدئة وانتظرنا من الدولة القيام بواجبها، فلا يعني ذلك أنه خوف، نحن فقط نريد الهدوء لأهلنا وضيعتنا ومنطقتنا،” معلقا: “نحن نستطيع قطع الطرقات وشل البلد، وليس فقط في عرسال، وهناك ناس تنتظر بسؤال ماذا تريدونا أن نفعل، ولكننا لا نريد من أحد فعل شيء، حتى لو ضحينا، نريد التوصل إلى حل يريح كل الناس.”

(cnn عربية)

السابق
تحالف «عون -جعجع» الإلغائي…غير مرحب به بلديا‎
التالي
حزب الله: قانون الـ60 فاشل وهو الوجه الآخر للتمديد