عرسال الداعشية: أعيدوا لنا الكرز والمشمش والتفاح

إعلاميًا، عرسال هي البلدة موطئ الدواعش والإرهابيين الخارجين عن سلطة الدولة، عرسال المحتلة بجرودها لطالما مثلّت للإعلام اللبناني مادةً يروّج بها لصورة ضبابية لا تمّت للواقع بصلة، وإنّما خدمة لخلفيات سياسية وحزبية، غير أنّ كل الافتراء الاعلامي الممنهج أسقطته المطالبة المتكررة للأهالي بتواجد القوى الأمنية.

لتحرير الجرود، واستعادة الأرزاق حوالي 70% من العائلات شاركوا في تظاهرة اليوم، رُفعت الرايات المطالبة بأقل الحقوق، لم تسمع طلقة رصاصة ولا “َضربة كف”، عرسال طالبت اليوم جيشها بالعدالة والأمان وبطرد المحتلين “حزب الله والنصرة” من جرودها، فهل يسمع مطلبها؟

في هذا السياق صرّح المهندس والناشط الاجتماعي خالد الحجيري لـ”جنوبية” أنّ “التظاهرة جاءت تحت عنوانين، العنوان الأول مقتل الشاب حسين الحجيري وطريقة تعاطي الدولة الإعلام معه، والعنوان الثاني هو موضوع الجرود والبساتين والمقالع التي لا يتمكن أهالي عرسال من الوصول لها والاستفادة منا”.
أما عن تجاوب السلطة مع هذه المطالب المحقة أشار أنّ “الكل يتمنى أن تتحقق هذه المطالب ولكن الدولة ضعيفة، والتوازن الطائفي في المنطقة يتيح لطرف معين أن تكون كفته (طابشة)”.

إقرأ أيضًا: أهل عرسال يسألون: هل سيتجرأ الجيش ويعتقل معروف حمية؟
وعن استمرار التحركات لتحقيق المطالب، لفت الحجيري إلى “إمكانية حصول تحرّك على مستوى البلدية وأعيان البلدة”
وفيما يختص بموضوع معروف حمية وعدم محاسبته، وعن حدوث ثأر مقابل، قال الحجيري أنّ “أجواء عائلة الشاب الذي قتل لا توحي بهذه الصورة، ولكن ليس بالإمكان استبعاد الأمر تمامًا كون الثأر من طبيعة العشائر، غير أنّ برأيي الخاص لن يذهب في هذا الحيز”.
وعن دور الإعلام في قضية عرسال وملفها، علّق أن “التعاطي الإعلامي الذي لا يبصر الأمور الإيجابية في عرسال ويعمل على شطينتها وعلى دعشنتها”.

تظاهرة عرسال
تظاهرة لعرسال

في سياق آخر، شكلّت الانتخابات البلدية الأخيرة، نمطًا تغييرًا لعرسال التي انتخبت بنسبة اقتراع قاربت الـ60% مجلس بلدي جديد يعكس طموح البلدة وأهدافها، وكان الأكثر إيجابية بهذه العملية الانتخابية هي المرشحة “ريما كرنبة”، والتي أكدت بنيلها العدد الأعلى من الأصوات وبتوّليها مسؤولية نائب الرئيس، أنّ داعش عرسال “الوهمي” أكثر تمدنًا من العديد من البلدات فحزب الله مثلاً لم يرشَح أيَ امرأة منتسبة إليه على لوائحه، وكذلك خلوات حاصبيا الذين رفضوا ترشح المرأة والتصويت للوائح التي تنزل بها.

إقرأ ايضًا: أهالي عرسال يتظاهرون اليوم ضد مصادرة أرضهم ودفاعًا عن لقمة العيش

هذه المرحلة الجديدة لعرسال، وما رافقها من طموحات لتحرير الجرود واستعادة الأرزاق، مُنيت في الأيام القلية الماضية بثلاثين طلقة ثأرية على جسد الشاب حسين محمد الحجيري، والذي أكدّ القاصي والداني اعتداله وسعيه الدؤوب لتحسين علاقات بلدته مع الجوار.

الجريمة، والتفاخر الإعلامي بها، والتقاعس من قبل أجهزة الدولة، لم يجرّوا عرسال العشائرية (كما ال حميّة) للوقوع في فخ ثأري، ولم يستسلم أهلها لا للدعشنة ولا للشيطنة، إنّما وعلى العكس تمامًا خرجوا اليوم بكثافة لتحرير ما يزيد عن ألفي شجرة كرز ومشمش وتفاح في الجرود المحتلة، ولمطالبة الدولة اللبنانية تحقيق عدالتها بجريمة معروف حمية.

السابق
ضابط في جيش لحد فاز على لائحة المقاومة في كفرحونة
التالي
المتهم بعمالة لحد: كان قواتيًا