الحرب

إن كتاب التاريخ سيكون اسوأ محطة يتوقف عندها ابناء الجيل الحالي الذين دافعوا بفخر عن مجرمي الحروب. تماماً، كشعور الألماني حين يُذكره أحد الأذكياء بأن جَده كَان جُندياً في جَيشِ هِتلر.

ففي المستقبلِ سَنكون أمام فرضيتين. الفرضية الأولى إما سَنكون أمام شعوب تَشعرُ بالعارَ مما حَل بسوريا واليمن والعراق، كشعور الشعب الأُلماني حالياً  بالنسبة لـ«متلازمة العار» التي لديه من حقبة النازية.

أو أنّنا سَنكون أمام شعوب تنكر وقوع جرائم حرب في سوريا واليمن والعراق، ويتعاطون مع تاريخ العار هذا ببرودة أعصاب تماماً كما يفعل البعض حين يأتي أحد أمامهم على ذكرِ مَجازر الجيش العثماني بالأقليات والعرب والأكراد.

إن الحرب أداة دمار، وهي بحد ذاتها فكرة إرهابية، وممارستها والترويج لها دليل اِختلال أخلاقي أو إنعدامه. فكيف يتجرأ الكثيرون على طلب المزيد من الحروب، في الوقت الذي بات فيه واضحاً أن المزيد مِنها يَعني ضحايا جُدد سيسقُطون إلى جانب الذين دُفنوا أو بقوا مَطروحين في أرض المعركة.

السابق
رامي الأمين: زعران القوات من مزقوا صورة الشهيدة‏ وفاء نور الدين
التالي
تحالف «عون -جعجع» الإلغائي…غير مرحب به بلديا‎