الميناء: ثلاث لوائح .. ومنفرد، والمال الانتخابي تحت صفة «مندوب»

من المدائن القليلة لبنانيًا التي تضمّ جميع المرافق الحيوية وجميع الصور الأثارية هي طرابلس، حضارة هذه العاصمة تختصر لبنان بكافة تنوعاته، وللميناء الطرابلسي خصوصية جمالية، وهو مقصد لأهل المدينة أولاً وللوافدين إليها ثانيًا.

إلا أنّ هذا الميناء الذي هو واجهة طرابلس البحرية، مُنِيَ بمجالس بلدية لم تقدم له شيئًا، إذ كانت مساحة للخلافات والصراعات السياسية التي لا تعوّل على الإنماء.
وأسوأ المجالس التي حلّت على الميناء هو الأخير والذي صادر صوت أهل المدينة بتوافق سياسي بين أقطاب 8 و 14 اذار، هذا المجلس الذي انقلب كارثة بعدما احتدت الخلافات بين الرئيس السفير السابق محمد عيسى وغالبية الاعضاء، فكانت الاستقالة وحل المجلس البلدي بعد تقديم عشرة اعضاء من بين واحد وعشرين عضوا استقالاتهم عندما لم يتجاوب السياسيون مع مطلب سحب الثقة بالرئيس وكانت بموجبها مرحلة جديدة من الفراغ البلدي.

إقرأ أيضاً: البداوي «الممانعة» مهددة بالخرق البلدي من جيل الشباب
الميناء اليوم في صورة مختلفة تتنافس بها ثلاث لوائح، ومرشح منفرد، ما بين “الميناء لأهلها” لائحة المستقلين والمجتمع المدني، و”ميناء الحضارة” لائحة التوافق السياسي بين الحريري و ميقاتي، ولائحة “الميناء بيتك” المدعومة من عون وفرنجية، تظهر المعركة الانتخابية لهذه البلدية حامية، ليترشح الشاب “أحمد السعيد” منفردًا في وجه المحدلة السياسية.

لائحة الميناء لأهلها
لائحة الميناء لأهلها

لائحة “الميناء لأهلها” أي لائحة المستقلين يرأسها يحيى غازي، وتضم 21 عضوًا من أصحاب الكفاءات في القطاعات كافة ومن مختلفة الطوائف، هذه اللائحة التي تشكلت بجهود أهاليها والمدعومة معنويًا وإعلاميًا من اللواء أشرف ريفي والذي سبق وأعلن دعمه لصوت المجتمع المدني.

إقرأ أيضاً: في طرابلس تتنافس 4 لوائح تعرفها؟
رئيس اللائحة يحيى غازي وفي حديث لـ”جنوبية”، أشار أنّ”المعركة البلدية لا تشتمل على أيّ احتكاك وهي هادئة، والذي شجعنا على الترشح هو الفشل البلدي السابق نتيجة المحاصصة السياسية، هذه المحاصصة التي تتكرر اليوم بذات النهج وذات المسميات، وهناك استياء كبير من تكرار العملية نفسها إذ لا يحتمل الامر فشلاً جديدًا”.

 

يحيى غازي
يحيى غازي

وأضاف غازي “الست سنوات السابقة كشفت المرض في بلدية الميناء، ونحن قد وثقنا أحوال البلدية ابتداءً من حالة الخلل لسوء العلاقة بين المواطن والإدارة لحالة الاهتراء التي أصابت المدينة بكافة جوانبها إن البنية التحتية أو الفوقية أو النظام العمراني أو المباني القديمة، ولا بد من علاج بالصميم”.
وعن حظوظهم في اختراق المحادل السياسية، أوضح أنّه “كان هناك استطلاع للرأي قمنا به قبل الترشح و 80% من المستطلعين رفضوا المحاصصة، لذا انطلاقًا من هذه المعادلة وإن ترجمت بالصناديق سوف تكون النتيجة إيجابية”.
أما عن دور المال الانتخابي فقد علّق غازي أنّ “العملية تتمّ على قدم وساق تحت حجة المندوبين، والماكينات الانتخابية تستقبل مندوبين أكثر من حاجتها لهذه الغاية”.
في مقابل هذه اللوائح الثلاثة، يطرح في المعترك البلدي في الميناء اسم الشاب أحمد السعيد ابن الـ26 عامًا والذي ترشح منفردًا مدعومًا بطموحاته وبإيمانه، السعيد وهو ناشط اجتماعي وقبل حديثنا معه زودنا بلوحة قد رسموها على أحد جدران الميناء لتجميل ما تتركه صور السياسيين المعلقة.

إقرأ أيضاً: انتخابات طرابلس البلدية تعقد لواءها لميقاتي

أما عن ترشحه منفردًا، فأشار “أنا كل هدفي هو تحسين وجه الميناء الحضاري وأملك أفكار عديدة لكثير من المشاريع، أما عن ترشحي فبداية حاولت المشاركة بلائحة المجتمع المدني إلا أنّها كانت مكتفية، كذلك أحد تابعية سياسي التوافق سخر من مقدرتي وقال لي (أكتر من 50 صوت منك حتجيب بنصحك بالانسحاب)، فقررت الاستمرار بالترشح لأقول له أنّ 50 صوت ضد التوافق أهم من 3000 صوات”.
عن الحظوظ التي يمتلكها، يقول السعيد ” في الشارع وبين الناس الصدى ايجابي إذ أنّ الجميع قد ملّ من المحدلة السياسية لا سيما وأنّ اللوائح جميعها بطابع سياسي وصوت التغيير لا بد أن يترسخ، فإن ترجم الدعم الذي ألقاه معنويًا في صناديق الاقتراع ستكون النتيجة كما أتمناه”.

السابق
المؤتمر العربي الأول من أجل: تضامن الاعتدال على ضفّتي المتوسط
التالي
يلوستون.. أول متنزه وطني في العالم