هل تنجح العائلات حيث فشلت الأحزاب في «البيرة»؟

على سفح جبل في منطقة الدريب في قضاء عكار، شمال لبنان، تقع بلدة البيرة الريفية، هذه البلدة التي تتخذ بها الانتخابات البلدية حيّز الصراع العائلي، بجوّ سياسي لا هيمنة له في هذا الاستحقاق..

حزبيًا، تشتمل هذه القرية على العديد من الأحزاب اللبنانية، فيحضر تيار المستقبل وبقوّة، كما يجد حزب الله وخط 8 آذار انعكاسا له، فضلاً عن أحزاب أخرى تحضر خجولاً في حاضنة محددة، غير أنّ هذا التنوع الحزبي لا يملك السلطة على الجو العائلي البحت في المنافسة.

منذ عدّة دورات بلدية، والفشل هو سيد الموقف، فاللوائح المتداخلة بفعل التشطيب لم تتمكن من أن تؤسس لمجلس بلدي متوافق عليه، في هذه الدورة كانت الرؤية مختلفة فبعد فشل اللوائح التوافقية، وانقسام العائلات، اتخذ المثقفون والمتعلمون بهذه البلدة قرارًا بتشكيل لائحة جامعة لكل ممثليات البيرة تحت عنوان “البيرة للجميع”.

هذه اللائحة التي تضم 15 عضوًا، وتمّ الاتفاق بين أعضائها على مداولة الرئاسة في حالة الفوز “3-3” بين كل من المرشحين الدكتور ابراهيم مرعب مدير مركز الدريب الطبي، والشيخ علاء عبد الواحد مالك مدرسة النور وجمعية النور الاسلامية، تنافس لائحة “البيرة أحلا” التي يرأسها السيد محمد وهبي والمدعومة من 8 اذار ومن جهات تابعة لحزب الله.

إقرأ أيضًا: البداوي «الممانعة» مهددة بالخرق البلدي من جيل الشباب
“البيرة للجميع” بلا اصطفاف سياسي، ولا دعم حزبي، هذه اللائحة وكما صرّح الدكتور ابراهيم مرعب لـ”جنوبية”، “تضم فئة من ذوي الثقافة والشهادة والتخصص ولم يشكلها الوجهاء وإنّما قدّموا لها الدعم بعدما تعرّفوا على الأسماء المطروحة فيها”، موضحًا “هناك برنامج انتخابي وقد انطلقنا بتشكيل اللائحة من مبدأي المساواة والشراكة، وهذه الروحية قد بدأت بالانتخابات وسوف تستمر بعدها في مجالات الإنماء والتطوير”.

مرشح المقعد البلدي ابراهيم مرعب
مرشح المقعد البلدي ابراهيم مرعب

وأضاف مرعب “فئة الشباب هي فئة مركزية ونتوجه إليها أيضًا بالمشاريع بإنشاء ملاعب رياضية، ومراكز ثقافية”.

وفيما يتعلق بواقع بلدية البيرة وبالإشكالات فيها قال :”هناك مشاكل ملحة في البلدة أُهملت لبلديات عدة، منها، تأهيل شبكة الصرف الصحي، اصلاح الطرقات الداخلية والعامة واصلاح الأرصفة، واستبدال الإنارة بالطاقة الشمسية، وتركيب كاميرات مراقبة إذ سجّل حالات اعتداء متعددة”.

كما أكدّ على ضرورة “الاهتمام بالشق الاجتماعي ورعاية ذوي الدخل المحدود”.

وشدد مرعب أنّ “أهم فقرة أُجمع عليها هي العمل على جعل بلدة البيرة عاصمة الدريب، وللوصول لهذا الهدف لا بد من إيجاد فروع لجميع المرافق الحيوية في البيرة من فصيلة درك لسجل نفوس، وصولاً لمصلحة المياه ومصلحة الكهرباء”.

إقرأ أيضًا: الانتخابات البلدية في البيرة…. عكار: محاصصة وكيدية و «بكوات»

وعن الخلافات في العائلة حول اللوائح وانعكاسه في الصناديق، أشار أنّ “اللائحة وفي أثناء جولتها على الفعاليات حصلت تأييد 90% من العائلة، إذ أنّ المرشحين هم ممّن العاملين ولهم تجارب ومن المعروفين في حاضنتهم”؟.

وعن المشاكل التي سجلت سابقًا في المجالس البلدية، علّق “أنا متفائل، فإن فازت اللائحة كاملة سوف تحقق العديد من الطموحات، أما بالنسبة لما كان يحصل سابقًا فهو يعود لكون التداخل كان يتم مع أعضاء ليسوا على مستوى المسؤولية فتحدث الخلافات، لافتًا إلى أنّه هذه المرة الأعضاء من خيرة البلدة وخيرة أهلها”.

السابق
آل حمية مهددون بتفجير انتحاري!
التالي
وهبي قاطيشا للحود: في عهدك خرج الإسرائيلي من الجنوب ليدخل الإيراني‏