تمزيق صور الشهيدة نور الدين: الشيوعي ممنوع من التمدد‏

قوى الأمر الواقع في النبطية الفوقا تتعدى على مظاهر الاحتفال في ذكرى 25 أيار التي علّقها الحزب الشيوعي عند مدخل النبطية الفوقا

لم تمرّ ذكرى المقاومة والتحرير في النبطية الفوقا مرور الكرام، ففي الذكرى التي ينتظرها اللبنانيون وكافة الأحزاب التي شاركت في تحرير الجنوب في كلّ عام لاستذكار شهدائهم، والاحتفال بهزم العدو الصهيوني في لبنان أصبحت حكرًا لقوى الأمر الواقع في الجنوب التي تمنع أي قوى أخرى بالاحتفال بها النصر في مناطق نفوذها، وهذا ما حصل في النبطية الفوقا.

بحسب مصدر خاصّ لـ«جنوبية» فإنّ «منظمة الحزب الشيوعي التي افتتحت مركزها قبل عام تقريبًا في النبطية الفوقا، قامت بالأمس بتعليق أعلام للحزب الشيوعي ويافطة لتهنئة اللبنانيين بالذكرى 16 على تحرير الجنوب، إضافةً إلى صور الشهيدة وفاء نور الدين ابنة مدينة النبطية عند مداخل النبطية الفوقا، إلاّ أنّ شباب المنظمة استفاقوا اليوم على تمزيق اليافطة وصور الشهيدة بالسكاكين، وإزالة أعلام الحزب الشيوعي من النبطية الفوقا ورميها في بلدة كفررمان على اعتبار انّها معقل الشيوعيين في الجنوب اللبناني».

جمول
وتابع المصدر «ما حصل بالأمس هو رسالة للحزب الشيوعي بعدم التمدّد في النبطية الفوقا من قبل قوى الأمر الواقع التي قامت منظمة الحزب الشيوعي بخوض الانتخابات البلدية ضدّها في النبطية الفوقا»، وأضاف «ما حصل هو فعل معيب ومشين بحق كلّ من يدعي المقاومة، وتمزيق صور الشهيدة وفاء نور الدين التي قامت بعمل بطولي هو عمل صادم لذلك فإنّ كل من قام بهذا الفعل هو عميل لاسرائيل، لأنّ العميل وحده هو يعتدي على رمز من رموز المقاومة التي دفعت الدماء لتحرير لبنان من العدو».

إقرأ أيضًا: موت لحد يحيي أمجاد «جمّول» المنسية

يذكر أنّ وفاء نور الدين التي انتسبت إلى الحزب الشيوعي اللبناني في عام 1981، هي ابنة النبطية في جنوب لبنان وولدت في عام 1962. قادت وفاء بتاريخ 9 أيّار عام 1985، تاريخ استشهادها، مجموعة من جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة (جمّول) وهي “مجموعة الشهيدة لولا عبود”، لمهاجمة دوريّة لميليشيا العميل أنطوان لحد، قائد ما يسمّى جيش لبنان الجنوبي، في حاصبيا، وعندما اصطدمت المجموعة بالدوريّة، حاولت الأخيرة إعتقالهم، فما كان من البطلة إلّا أن عمدت إلى تفجير نفسها بالضابط وعناصر الدوريّة، بواسطة حقيبة سفر مفخّخة.

اعترف العدو الصهيوني على أثر العمليّة التي نفذتها وفاء، بمقتل ضابط مسؤول في الجيش العميل، وقاموا أيضاً باجراءات هستيريّة في المنطقة التي نفّذت فيها العمليّة، فسيّجوا طرقاتها والقرى المحيطة فيها، ووضعوها تحت حصار لم تشهد له مثيل من قبل.

إقرأ أيضًا: رسالة إلى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني

أمّا بيان جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة الذي أعلن فيه استشهاد وفاء نور الدين، فجاء فيه:
“في صباح اليوم الخميس في 9 أيار 1985 قامت مجموعة الشهيدة لولا عبود بقيادة الشهيدة وفاء نور الدين بعمليّة بطوليّة عند مفترق أبو قمحة قرب بلدة حاصبيا ضدّ دوريّة لقوّات العميل لحد. وعندما اصطدمت المجموعة بالدوريّة وحاولت اعتقالها قامت بتفجير نفسها بالضابط وبعناصر الدورية، لتلحق أكبر خسائر بالعدو ولتحمي رفاقها في المجموعة، وقد قتل الضابط وزوجته ومجموعة من أفراد الدوريّة حسب اعتراف إذاعة العدو، واستشهدت الرفيقة البطلة مؤكّدة باستشهادها، مرّة أخرى أن شعبنا وجبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة لن يسمحوا ببقاء جندي إسرائيلي واحد ولا عميل من عملاء لحد وغيره من العملاء على أي شبر من أرضنا الطاهـرة، وسيواصلون النضال حتّى طرد العدوّ وعملائه من كلّ أراضي الوطن”.
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.

السابق
خامنئي يستقبل عائلة بدرالدين
التالي
في كفرصير: الترشح أمام حزب الله… يسبب الطلاق!