«جريمة ثأر» عشائرية ردا على «جريمة ارهابية»: أين هي الدولة؟

معروف حمية
شاب لم يتعد العشرين من عمره، قتل اليوم على يد والد الشهيد الذي قتل على يد إرهابيي جبهة النصرة. معروف حمية الذي أبكى قلوب اللبنانيين عندما استشهد إبنه، ها هو اليوم يستخدم أسلوب الارهابيين بقتل حسين الحجيري ظلمًا، فقط لأنّه عرسالي، كما قتل ابنه سابقًا فقط لأنه ابن المؤسسة العسكرية!

بعد حوالي اسبوعين على نهاية الانتخابات البلدية في بلدة عرسال البقاعية، والتي برهن أهلها أنّ بلدتهم آمنة، وانهم يمارسون حقوقهم الديمقراطية تحت سقف الدولة بعد سنوات من الحصار، والاتهام بالإرهاب وتصوير عرسال وأهلها وكأنّهم جزء من منظومة الارهاب «الداعشية» التي تضرب المنطقة.

اقرأ أيضاً: محمد حمية شهيد للمرة الثانية.. والقاتل والده!

هذا الهدوء والتفاؤل من قبل أهالي بلدة عرسال الذين يحاكمون بسبب جغرافية بلدتهم المتاخمة للحدود السورية لم يدما طويلاّ، فرصاصات الغدر والثأر أعادت عرسال الى واجهة الأخبار الملطخة بالدم من جديد. حسين محمد الحجيري إبن 19 عامًا رقد شهيدًا عند ظهر اليوم على ضريح الشهيد محمد حمية  ابن بلدة طليا البقاعية في طاريا حيث مدافن العائلة، لتعود الانظار إلى أمن البقاع ولما ستتركه هذه الحادثة المفجعة من أثر على العيش المشترك بين بلدتي عرسال وطليا.

الشاب الشهيد حسين الحجيري الذي قرّر والد الشهيد محمد حمية إنهاء حياته بـ 35 رصاصة حقد وغلّ، لأنّه فقط إبن شقيق مصطفى الحجيري الملقب بـ«ابو طاقية» الذي ارتبط اسمه بحادثة تسليم العسكريين اللبنانيين إلى جبهة النصرة وداعش، أكد عدد من ابناء بلدته لـ«جنوبية» أنّ «الشاب المغدور ليس له علاقة بأي تنظيم إرهابي أو صلة بحادثة خطف العسكريين، وهو يعمل في محال والده الذي يملك في عرسال محل سمانة».

وروى بكر الحجيري ابن عرسال لـ«جنوبية» ملابسات الحادثة «والد حسين متعاقد مع الأمم المتحدة التي تعطي اللاجئين السوريين بطاقات لشراء مواد غذائية من محله. وحسين كان اليوم متوجهًا إلى رأس العين في بعلبك لحضور اجتماع بدل والده مع الأمم المتحدة، ولكن تمّ خطفه من قبل آل حمية الذين أنهوا حياته ظنًا منهم أنّهم يثأرون لدماء ولدهم الذي قتل على أيادي تنظيم النصرة».

عرسال

وأضاف «وقع الحادثة لم يكن عاديًا على أهالي عرسال، فحالة التشنج والترقب والغضب تعمّ أرجاء البلدة، عمّ حسين قتل أيضًا منذ حوالي الثلاث سنوات على طريق الهرمل عندما بدأ الحديث عن أنّ عرسال تحمي الارهابيين، وأيضًا مات غدرا وظلمًا كما حصل اليوم مع الشاب حسين الحجيري، ولكن وقع هذا الخبر كان الأسوأ على عرسال منذ بداية الأزمة السورية».

وتابع الحجيري «عرسال اليوم تعيش أصعب مرحلة يمكن أن تمرّ بها، فهي بين نارين نار الحرقة على شاب مظلوم قتل من دون أي ذنب، ونار الخوف من تداعيات هذه الجريمة والمحاولة لعدم الانجرار للعمل الوحشي الذي قام به والد الشهيد حمية».

ما حصل مع الشاب حسين الحجيري أدّى إلى استنفار أبناء عرسال الذين لم يتخذوا أي موقف حتى اللحظة، على الرغم من ظهور والد الشهيد حمية معروف حمية على وسائل الاعلام ليعلن مسؤوليته عن قتل الحجيري، معلنًا أنّ ما فعله هو «ثأر لكرامة وشجاعة ودماء إبني بعد عجز وتقصير الدولة، وتوعد بالمزيد من عمليات الثأر من أبو طاقية وأبو عجينة». وأكّد أنه اذا «كان هناك من ردة فعل من آل حجيري فالنار مفتوحة على الجميع».

اقرأ أيضاً: جريمة ثأر والد الشهيد حميّة من بريء تشعل مواقع التواصل

هذه الجريمة بامكانها اشعال فتيل حرب مذهبية – عشائرية بين عرسال واللبوة، غير انها لم تستنفر القوى الأمنية حتى اللحظة لإلقاء القبض على منفذ الجريمة بحق إبن عرسال، بل اكتفت وحدات الجيش بالاستنفار على حدود بلدة عرسال التي تحاول النهوض بعد محاولات كسرها المستمر حتى اللحظة.

السابق
وصلت «الجديد» إلى حمية ولم تصل الدولة
التالي
ديما صادق ويمنى فواز تعلّقان على الجريمة…