جو معلوف وإعلام حزب الله: صورة واحدة ..

عندما شاهدت فقرة حكي جالس عن الفيديو المفبرك، استذكرت لا تلقائيًا استغلال اعلام المنار ومن لف لفيفهم لعدة صور مفبركة تمّ زجّها في مذبحة مضايا وحلب لتبرئة الجريمة والنظام.

من بعد محاولات جاهدة لتبييض صفحة عماد الريحاوي المتهم بشبكة الدعارة من قبل اعلام المؤسسة اللبنانية للإرسال ومرافعات الإعلامي جو معلوف تحت عنوان “الحيتان الكبيرة”، هذه المحاولات التي بدأت من لقاء خاص، لمناظرة مسرحية يظهر بها الجلاد ضحية والضحية كاذبة، وصولاً لاتخاذ مهام القوى الأمنية وتسخيف دورها فتقف خلف الأبواب بانتظار لحظة السكوب وتسليم المتهم مباشرة على الهواء تحت مانشيتات استعراضية، ها هي اليوم قناة ال LBCI، تعرض علينا فيديو يدحض التعذيب، بكونه لا يمت للحادثة بصلّة.

نعم، الفيديو مفبرك، كما صور مضايا وحلب، ولكن دليل خاطئ لا يسقط الجريمة، مضايا جوعت وحلب دمرت وأطفالها قتلوا، وكذلك ضحايا شبكة الاتجار من التبعية السورية تعرضن لأسوأ أنواع الاستغلال والهتك والضرب والاعتداء.
ذلّة خاطئة لا تنفي الحقيقة، ودليل غير دقيق لا يمكن له أن يمحو التهم ولا أن يحوّل الضحايا إلى “عاهرات”.

جو معلوف ما زال متابع في ملفه هذا تحت عناوين قانونية، ولكن جميعها تبرئ المشغلين، وتتاجر كما المتاجرين بأجساد استغلت وأعراض هتكت وفتيات لا ذنب لهنّ إلا أنّهن بلا حول ولا قوّة.

في كل حلقة من “حكي جالس”، يصبح المنطق “أعوج”، وتصبح الحقيقة ضبابية والإنسانية وأخلاقيات المهنة محور تساؤل.
هل يستحق عماد الريحاوي أو أيّ كان من معلوف هذه المحاضرات اللامنطقية وهذا التشويش على القضية والتي هي قضية رأي عام وقضية “انسان”؟ وهل يؤمن معلوف فعلاً أنّ الضحايا “قد” تحتجب عنهن صفة الضحايا!

السابق
الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية؟
التالي
مشاهدات من داخل قلم الاقتراع: هكذا يهان الكبار وهذه مدارسنا الرسمية