نامه شام تقرر إيقاف حملتها: الإدارة الأميركية غير جادة في وقف حمام الدم في سوريا

قالت حملة (نامه شام) اليوم إنها ستوقف جميع نشاطاتها بعد عامين من العمل على فضح دور النظام الإيراني في سوريا وتنظيم حملات ونشاطات ضده.

وقد ساعدت المجموعة، منذ انطلاقها في شباط/فبراير 2016، على تغيير الخطاب العام عن ما يفعله النظام الإيراني وميليشياته في سوريا، حيث تبنّت العديد من مجموعات المعارضة السورية وصنّاع القرار الغربيون خطاب الحملة ومطالبها.

لكن الحملة تقول إنها لم تنجح في إقناع القوى الغربية، ولاسيما إدارة باراك أوباما في الولايات المتحدة، باتخاذ إجراءات حاسمة من شأنها أن توقف حمام الدم في سوريا وتحول دون تفكك الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى صناع القرار والبرلمانيين ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وأوروبا، سلّمت (نامه شام) تقاريرها المعمقة عن دور إيران في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، مقدمة بذلك أدلة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها في سوريا قوات النظام السوري وسباه باسدران (الحرس الثوري الإيراني) والميليشيات التي يتحكم بها. ودعت الحملة المدّعي العام في المحكمة إلى فتح تحقيق في هذه الجرائم من تلقاء نفسه، بناء على هذه التقارير والمعلومات أخرى المتاحة ذات الصلة، وفقاً لاتفاقية روما التي أنشأت المحكمة.

لكن يبدو أن محكمة الجنايات الدولية لم تستطع حتى الآن البدء بتحقيق كهذا لأن الإدارة الأميركية تمنع ذلك. إذ قالت مصادر أوروبية رفيعة المستوى لنامه شام إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يريد أن يزعج النظام الإيراني ويخاطر بانهيار الصفقة النووية التي توصل إليها مع إيران في تموز/يوليو 2015.

وقال فؤاد حمدان، مدير الحملات في (نامه شام): “لقد شكلت نامه شام مصدراً هاماً للمعلومات لصناع القرار في واشنطن وعواصم غربية أخرى وأثّرت عليهم فيما يخص دور النظام الإيراني وحزب الله في سوريا. وقد أصبح هذا الدور، وكذلك فشل الرئيس الأميركي باراك أوباما في مواجهة هذه المشكلة بشكل جدي، معروفاً للجميع ونجده تقريباً في كل التحليلات والمطبوعات التي تنشرها وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث.”

“لكننا، مع الأسف، لم ننجح في إقناع الإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات جدية من شأنها أن توقف حمام الدم في سوريا، مع أن كثيرين داخل الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية يتفقون مع تحليلاتنا وتوصياتنا. ولا يبدو أن أوباما سيغيّر سياسته خلال الأشهر القليلة المتبقية من رئاسته – حتى إذا دُمرت مدن سوريّة مثل حلب وأحيلت رماداً، وحتى إذا قتل الآلاف من المدنيين الجدد وأجبر مئات الآلاف على النزوح.”

وأضاف حمدان: “لا يزال أوباما مصراً على اتباع سياسته الكارثية في استنزاف إيران وحزب الله ببطء في سوريا على حساب استمرار حمام الدم في سوريا وصعود التطرف وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط.”

على الأرض، ما زال الجميع ينتظر الرئيس أوباما ليفي بوعوده بتسليح وتدريب ما يكفي من الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة، بل كذلك لمحاربة قوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني. كما لا يزال الرئيس أوباما يرفض كل الدعوات إلى فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا تماشياً مع عُرف “مسؤولية الحماية” الدولية.

تكرر (نامه شام) دعوتها للولايات المتحدة وحلفائها بالتعامل مع الحرب في سوريا على أنها نزاع دولي مسلح طرفاه الأساسيان احتلال أجنبي من قبل إيران وروسيا ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي.

كما تدعوهم لدعم إحالة الوضع في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للتحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا.

في الوقت نفسه، يجب الضغط على روسيا من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية والعزل الدبلوماسي من أجل دفعها لفك ارتباطها بالنظام الإيراني ولتصبح جزءاً من الحلّ في سوريا، بدل أن تكون جزءاً من المشكلة.

نعتقد في (نامه شام)، سواء أحببنا ذلك أو لا، أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها من يستطيع إنقاذ سوريا والشرق الأوسط من المزيد من الفوضى والتفتت. وحدها الولايات المتحدة من يستطيع قيادة تحالف دولي جدّي يستطيع مساعدة السوريين في بناء دولة ديمقراطية يسود فيها حكم القانون ولا مكان فيها للأسد وداعميه.

في هذه الأثناء، على سوريا والشرق الأوسط عموماً أن تنتظر حتى يشغل البيت الأبيض رئيس أميركي جديد. تتمنى (نامه شام) أن يلغي الرئيس الجديد سياسة “الاستنزاف البطيء” التي اتبعها أوباما تجاه إيران وحزب الله في سوريا، وأن يتصرف بجدية وحسم أكثر من سابقه.

السابق
هكذا تحوّلت مشاعات الجنوب إلى لقمة سائغة بيد قوى الأمر الواقع
التالي
من هي الفنانة المصرية التي قضت في حادث سقوط الطائرة؟