على من أطلق النار «ذوالفقار» في حارة حريك؟

لم ألتق به في حياتي لكني سمعت عنه الكثير خاصة ان أحدهم كان يحذرني ويردد على مسامعي دوما انه اذا "كمشك ذو الفقار الله يساعدك" في محاولة لترهيبي على نصوص أكتبها.

كنت أتخيله قصير القامة، نحيلا، عصبيا، عنيدا، والسلاح بيده دوما، ووراؤه تمشي مجموعة من الشباب أقوياء لهم سواعد منفوخة.

اقرأ أيضاً: من هو مصطفى بدر الدين؟ وما هي علاقته بتفجيرات الكويت واغتيال الحريري؟

ولأول مرة سمعت عنه حين كنا في منزل السيد محمد حسين فضل الله في العام 1996 على ما أذكر في زيارة ضمن مجموعة من الجمعيات النسائية بتنسيق مع الرابطة اللبنانية الثقافية لصاحبتها الحاجة عفاف الحكيم. وخلال الجلسة مع السيد انطلق الرصاص ملعلعا في باحة المنزل وتحت الشباك حيث كان يجلس، فلم يحرّك السيد ساكنا أما النساء فخفن.. انسحبتُ انا بسرعة هربا الى حفل في الأونيسكو لمظفر النواب. وقيل حينها ان السبب هو الخلاف المعروف بين ايران والسيد حول المرجعية.

السيد محمد حسين فضل الله

لم يكن مُطلق النار سوى (ذو الفقار) كما عرفنا فيما بعد. لم يتحدث الإعلام بالأمر ربما خوفا منه. ولكن وبعد فترة من الزمن، علمتُ انه خلال وجود السيد محمد حسين فضل الله مريضا في المستشفى في اخر عمره، زاره ذو الفقار باكيّا متذللا حانيا على قدميه، معتذرا عما بدر منه من اقتحام لمنزله ومن اطلاق للرصاص.

بعدها بسنوات علمنا ان ذوالفقار متهم بقتل رفيق الحريري، وقبل ايام قرأت خبر اغتياله على الفايسبوك.

اقرأ أيضاً: ما هي الجملة التي قالها مصطفى بدر الدين بعدما فرضت العقوبات عليه؟

واليوم وبعد اغتياله طالعنا الإعلام بعشرات المقالات حول هذا ‘الشبح’ الذي كان بيننا ولم نره وغاب فجأة، فخرج الى الضوء بشكل غير معقول اطلاقا.

 

السابق
الجديد للـ mtv: تردحون كما «حمى تحمك وسم يسمك»
التالي
الغنوشي يعلن خروج حركة «النهضة» من « الإسلام السياسي» إلى «الديمقراطية المسلمة»