بعد الاستنفار اللبناني حول توطين السوريين.. الامم المتحدة توضح

لم يكن ينقص لبنان الغارق في أزمات استحقاقاته الدستورية وما تثيره من مضاعفات على مؤسساته وفي ظلّ الفسَح من الأمل التي يتيحها النجاح في إنجاز جولات الانتخابات البلدية، حتى بَرزت أزمة النازحين السوريين التي صعَّدها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يقترح توطينَهم وتجنيسَهم في لبنان وبقيّة الدول المضيفة، ما استدعى موقفاً رسمياً جامعاً يرفض هذا الاقتراح، عبَّر عنه مجلس الوزراء.

الأمم المتحدة تسارع إلى احتواء الحملة: لا أحد يدعو للتوطين والتجنيس في لبنان

بعد السخط الكبير في لبنان حيال طرح موضوع توطين اللاجئين السورين، سارعت الامم المتحدة أمس الى وضع حد فوري لتفسيرات لبنانية للتقريرالذي وضعه الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون تحضيراً لاجتماع في ايلول المقبل حول “التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين”، فنفت نفياً قاطعاً أي اتجاه لديها الى حمل لبنان على تجنيس اللاجئين السوريين أو توطينهم.

اقرأ أيضاً: بري يطرح انتخابات نيابية مبكرة وإحياء لقانون الستين

فنفت الأمانة العامة للأمم المتحدة ما أوردته وسائل إعلام عن التقرير ، مؤكدة أن “أحداً في المنظمة الدولية، وخصوصاً بان، لا يدعو لبنان الى امتصاص اللاجئين السوريين أو اعطائهم الجنسية”. واعترفت مجدداً بأن لبنان “يستضيف هؤلاء بحس هائل من التكافل وبتكاليف باهظة مالياً أو اجتماعياً أو بنيوياً أو سياسياً”. ورداً على سؤال عن تقارير إعلامية في لبنان تتعلق بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان “بأمان وكرامة: التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين”، قال الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن “التقرير ونطاق توصياته عالميان”:

– أوضح أنه لا يشير بالإسم الى أي بلد محدد، وهو يسعى في المقام الأول الى تشجيع مزيد من العمل الجماعي وتقاسم أفضل للمسؤولية من الدول الأعضاء لمعالجة التحركات الكبيرة من اللاجئين والمهاجرين. وشدد على أن التقرير “لا يروج، في أي حالات محددة، للتوطين أو اعطاء الجنسية للاجئين”.

مساعدات اللاجئين السوريين

تلا فقرة من نص التقرير جاء فيها أنه في الحالات التي لا تكون فيها الظروف مؤاتية لعودة اللاجئين، يحتاج اللاجئون في الدول المضيفة الى التمتع بوضع يسمح لهم بإعادة بناء حياتهم والتخطيط لمستقبلهم. وينبغي أن تمنح الدول المضيفة للاجئين وضعاً قانونياً وأن تدرس أين ومتى وكيف تتيح لهم الفرصة ليصبحوا مواطنين بالتجنس” (الفقرة 86). مشيرا إلى أن “هذا يتماشى والفقرة 34 من معاهدة اللاجئين لعام 1951”.

كذلك، لفت دوجاريك الى أن الأمين العام “مدرك لحقيقة كون منح المواطنة لغير المواطنين هو في كل دولة من شأن السياسات والقوانين الوطنية”. وأكد أن الأمم المتحدة “لا تسعى الى الإدماج المحلي كحل للاجئين السوريين في لبنان”.

– ذكر بأن الأمين العام بان كي – مون “ركز خلال زيارته الأخيرة، على أن موقف الأمم المتحدة لا يزال أن الخيارين المتاحين هما عودة اللاجئين الى سوريا عندما تصير الظروف مؤاتية أو إعادة توطينهم في بلد ثالث” وأن “الحل المفضل للاجئين هو العودة الى بلادهم، عندما تسمح الظروف بذلك”.

– أعلن أن الأمم المتحدة “ستدعم عودتهم الى سوريا. وفي غضون ذلك، تتكفل المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين خيارات إعادة توطين اللاجئين الأكثر ضعفاً خارج لبنان، وتعمل على مسارات أخرى من أجل السماح للاجئين السوريين بالذهاب الى بلدان ثالثة”.

هذا وكان كان مجلس الوزراء يعيد التشديد بالاجماع على “رفض التوطين وأي سياسات تقوم على استيعاب النازحين في أماكن وجودهم”. وعلم ان ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ستزور اليوم وزير الخارجية جبران باسيل ثم رئيس الوزراء تمام سلام وستدلي بتصريح عما أثير في شأن منح اللاجئين الجنسية.

اقرأ أيضاً: حزب الله يحشد ترشيحًا واقتراعًا استعدادًا لليوم الأسود

كذلك أشار مصدر ديبلوماسي لبناني أن وزير الخارجية والمغتربين باسيل سيطلب استيضاحاً رسماً من ممثلة بان في لبنان سيغريد كاغ بعد استدعائها، وسيبلغ الديبلوماسية الدولية رفض لبنان الصريح لما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وسيبلغها هذا الموقف باسم الحكومة اللبنانية الذي اتخذ بالإجماع في مجلس الوزراء. وفي المعلومات أن الرئيس تمام سلام سيعلن هذا الموقف نفسه في القمة الإنسانية العالمية التي تبدأ الثلاثاء المقبل في اسطنبول.

السابق
مقتل بدر الدين أم مقتل حزب الله؟
التالي
مساعٍ لعودة الثقة بين حزب الله والقطاع المصرفي… فهل تنجح؟