المعتقلون أولاً

نحن السوريين الذين نجونا بمحض الصدفة من الموت أو الاعتقال، ليس لنا أن ننجو من محنة فقد الأهل والأحبة والأصدقاء بالموت وفي المعتقلات.
السوريون الذين نهضوا لنيل حقوقهم السياسية المسلوبة منذ عقود، يشعرون اليوم، وبعد خمس سنوات جهنمية، أن كل العالم اجتمع على كسرهم، مرة عبر الفيتو في مجلس الأمن، ومرة عبر غض النظر عن جرائم حرب صريحة ترتكب على الأرض السورية، ومرة عبر مقايضة الدم السوري بمصالح سياسية، والنتيجة أن الشعب السوري يعاني الويلات إلى اليوم بعد أن دفع من أبنائه أكثر من نصف مليون ضحية.

إقرأ أيضًا: لأنّ « #المعتقلون_أولاً ».. شاهدوا التعذيب الوحشي الذي تشهده سجون الأسد‏
إذا كان من المستحيل لنا أن نساعد الموتى، فإن من واجبنا الإنساني والأخلاقي أن نساعد عشرات آلاف المعتقلين والمخطوفين السوريين الموزعين على قوى الشر المتكاثرة، كل منها تنتهك حرية وكرامة السوريين بقدر ما تتيحه لها قدراتها الميدانية.
نحن لا نتكلم فقط عن سجناء (بينهم نساء وأطفال) محرومين من الحرية، نتكلم عن آلاف المفقودين والمخطوفين الذين لا يُعرف مصيرهم، وعن آلاف المعتقلين المتروكين للموت جوعاً أو مرضاً أو تحت تعذيب ممنهج، ما يندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية وفق المادة السابعة من ميثاق روما 1998. إننا نتكلم عن كارثة بحجم عالمي، لم يصنعها السوريون بأنفسهم فقط، بل يشارك فيها العالم، ولاسيما قطباه الرئيسيان، روسيا وأميركا.

إقرأ أيضًا: المعتقلون في سوريا ملف من عمر الحرب لم يقفل
السوريون لا يصنعون الطائرات التي تقتلهم، ولا الأسلحة الثقيلة التي تفتك بهم. هناك مسؤولية دولية في استمرار احتجاز المعتقلين والمخطوفين في كل مكان من سوريا، لدى النظام السوري الذي تحول إلى إمارة حرب باسم دولة لها مقعد في الأمم المتحدة وتخالف قرار مجلس الامن الدولي في نص المادة 12 من القرار 2254 لعام 2015. كما لدى أمراء الحرب.
ماذا يحتاج ضمير العالم كي يصحو إزاء ما يجري في بلدنا؟ ألا تكفي الصور المروعة التي جرى عرضها على العالم لسوريين ماتوا بالجوع والمرض والتعذيب، كي يقول العالم كفى؟
إننا ندعو المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وهيئات المجتمع المدني، وكل من يشعر بمسؤوليته تجاه انتمائه الإنساني، للتوحد في وجه مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في سوريا. وندعو بشكل خاص روسيا وأمريكا، لتفعيل مبدأ المسؤولية عن الحماية الذي أقرته الأمم المتحدة في 2005، والعمل الفوري على تشكيل مجموعة عمل دولية لحل قضية المعتقلين والمخطوفين في سوريا.

(للتوقيع من هنا)

السابق
خلافات لبعض الأبراج.. وانفراجات لأخرى!
التالي
نوال بري: هكذا ستطل إعلاميًا بعد رمضان