العلاقات الجنسية المحرمة تغزونا…فما هو السبب؟

صور من الإنفلات العلائقي بين الجنسين ليس الشرعي أو العاطفي أو الطبيعي، بل المحرّم والمستنكر. ما هو السر؟ وكم نحتاج من أبحاث لنستكشف خلفيّة هذه التغييرات التي أصابت مجتمعنا في الصميم؟

يشهد المجتمع اللبناني بشكل عام حالات من الإنفلات الأخلاقي المُفجع جدا لدرجة انه لم يعد ثمة ضوابط ولا حدود لبيئة عُرف عنها أنها بيئة محافظة على الأقل ظاهرّيا. وكانت “جنوبية” قد عالجت في نصوصا عديدة حول الموضوع، منها الإضاءة على أسباب ارتفاع حالات الطلاق، والعلاقات غير الشرعيّة تحت غطاء الإلتزام الديني، اضافة الى أنواع الزواج المُغلّف بغلاف الشرعيّة.

لكن ما يحصل من أحداث ينبئ اننا وصلنا الى حد الهاوية، ان لم نكن قد وقعنا فيها، فالقصص والروايات التي نسمعها او يحكيها أصحابها أفظع من ان تُنقل او تُروى. فلم تعد المسألة مسألة حبّ او غرام او خطوبة او زواج متعة او زواج عرفي سري وغيره، حيث العلاقة هنا مبررة نظرا لتحليلها، بل وصل الأمر الى ان تتنقل إحداهن مثلا بين صاحبها القديم وخطيبها الشرعي (زوجها) وبين زوج أمها، فتحمل لكن دون ان تدري ممن وتجهض جنينها.
ويحدث ان تُصاحب إحداهن، وهي مطلّقة شابا لفترة قصيرة من أجل 20 ألف ليرة، وفي الوقت عينه تُصاحب صديقه من أجل عشاء و”شمّة هواء”، وان تُصاحب هي نفسها خطيب أختها بنيّة ان أختها “ما بتستاهل هيك شخص معه مصاري”. ويحدث ايضا أن يُصاحب أحدهم الأم ويلاحق ابنتها سعيّا لإقناعها بالعلاقة رغم علمه أنها علاقة محرّمة لو وقعت، لكن الفتاة ترفض الأمر.
ويحدث ان تصاحب إحداهن رجلا خمسينيّا لأجل العلاقة الجنسيّة في ظل سفر خطيبها الذي يمدّها بالمال وينتظر أن يتزوجا. ويحدث ان تتعرّف سيدة ملتزمة على شاب عبر الواتسآب وتخرج معه رغم انها متزوجة بحجة أنها تحبه مبررة لنفسها حاجتها للحب.

الخيانة
ويحدث ان “تتواقح” إحداهن بالتصريح بعد فضح علاقتها بشاب غير زوجها انه يحق لها ما تفعله وان من حقها أن تحب. ويحدث ان يُقيم رجل علاقة مع عدد من النساء في الوقت عينه، في ظل وجود زوجته التي تهتم بالبيت والأولاد.
ويحدث ان تتزوج امرأة من شاب أحبته رغم انها لا زالت في عدتها الشرعيّة بعد طلاقها من زوجها الأول. ويحدث ان تهرب إمرأة متزوجة الى منزل حبيبها وتبيت الليل عنده دون أن يرف لها جفن.

ويحدث ان يقبض أهل الزوج بالجرم المشهود على زوجة ابنهم الذي تخونه وهو المسافر للعمل. ويحدث ان تقضي الزوجة الليل في “النايت” رغم انها مُحجبة لأن زوجها في بلاد الغربة بعيدُ عنها.

ويحدث أن تصاحب احداهن 3 شباب معا وهي التي تحولت من عذراء الى ثيب دون ان يرف لها جفن. وعندما تخطب رسميّا لأحدهم فانها تطلب الطلاق لأنه يغار عليها.
كثيرا ما يحدث ويحدث ويحدث، لكن ما السرّ؟ ولماذا نتسرع بالزواج طالما أننا غير راضين عن أزواجنا؟ وعن زوجاتنا؟ ولماذا “يستحلي” الرجل دوما امرأة غيره ويُقفل على زوجته؟ ولماذا تخرج المرأة على زوجها؟

إقرأ أيضًا: الضاحية مهدّدة.. وارتفاع جنونيّ في الإقبال على شققها!

والأغرب من هذا وذاك ان هذه العلاقات باتت غير مُغطاة، ولو بغطاء من حياء أو ستر، فعندما يطلب الرجل العلاقة مع إمرأة ما فإنها باتت تفاصله في ما ستحصل عليه منه كبدل ماليّ ومصاريف حيث صار الأمر أشبه بالدعارة.
بل ان أحد الأشخاص اعترف انه يتبادل العشيقات مع أصدقائه، فيدلّون بعضهم البعض على هذه وتلك، وبلغة فاضحة غير مستورة.
الله يستر.
والأغرب من هذا كله ليس إكتشاف بيوت الدعارة هنا وهناك في أماكن كان يُعتقد انه من المستحيل الوجود فيها، بل انتشار مقولة “روح على سورية جيب واحدة بـ500$ وتعا”.

هذه المقولة اللاإنسانية تفضي الى ان الحرب التي ضربت سورية قضت على مجتمعها وأفقرته، وضربت مجتمعنا معه وخلّعته شرّ تخليع. فالفقر والحرب حين يدخلان من الباب تخرج الضوابط من الشباك.

إقرأ أيضًا: «سكن» حزب الله…أم ترميم لمجتمع محافظ ينهار؟!

فمعاملة الزوجة الصغيرة و-المتدنيّة المهر- كسلعة في بيئتها بسبب الحرب والعوز باتت مسألة مفروغ منها، لكن الفضائح في العلاقات غير الشرعية والرخيصة، إضافة الى انتشار معلومة مؤكدة ان كل من يذهب الى سورية من اللبنانيين ليقاتل اتخذ له زوجة هناك، كونه يقضي معظم أوقاته ذهابا وإيابا. بسبب تدنيّ مستوى المعيشة مما يمّكن هؤلاء الذاهبين الى الموت من اتخاذ قرار الزواج الثاني او المؤقت كحلّ لأزمة غربتهم ووحدتهم وهو أمر متعارف عليه في المعارك أينما كان.

لكن ما ينتج بعد ذلك؟ لا أحد يدري، وما هي الحلول الخاصة به؟ لا أحد يدري أو يفكر بها؟
الله يستر..

السابق
وهاب ردًّا على نعيم قاسم: هذا تدمير لحلفاء حزب الله!
التالي
حولا وفية ليسارها وتستعد لمنازلة لائحة السلطة في بلديته