الانتخابات البلدية في البيرة – عكار: محاصصة وكيدية و «بكوات»

لا يمكن اصطفاف الانتخابات البلدية في منطقة البيرة - عكار، في حيّز الإنماء، هي انتخابات عائلية بحتة تحكمها الكيدية والفوقية وصراع النفوذ على حساب المصالح العامة..

في عكار، تنقسم المعركة لـ”بكوات”، و “فلاحين”، أولاً، فيتخذ “المراعبة” موقعهم السلطوي، ويبحثون بالبلدية عن منصب لا انماء، أما الطرف الأخر، وهو الذي ما زالت تحكمه عقدة الـ”بك”، فيبحث بها عن متنفس يقلب من خلاله تاريخ الأجداد.

كثر من المرشحين لبلدية عكار هم من ساكني طرابلس، أو من المنتقلين الجدد لهذه القرية، فلا يعلمون عن حيثياتها إلاّ ما قلّ ودلّ ولا خلفية إنمائية لهم، أما طبقة المتعلمين، فكادت تكون مهمشة إلا عدّة أسماء تمّ إدراجها حياءً.

إقرأ أيضًا: بلديات الجنوب منذ 2004: أكبر سرقة للأرض تحت ظلال «المقاومة» والثنائية
الصراع في عكار لا يقتصر على تبعيات إقطاع الأجداد، فحتى ضمن العائلة الواحدة هناك معركة تندرج ثانيًا، بعدة انشقاقات في البيت الواحد، ليتنافس أولاد العم علنيةً، والعنوان “كرسي بلدي”.

في هذه الانتخابات، لم يطرح أيّ من المرشحين الذين قاموا بجولاتهم على بيوت أهاليهم “في طرابلس” ايّ خطة إنمائية، أو أي رؤيا يمكن البناء عليها، بل لا مبالغة بالقول أنّ قراءتهم للعمل البلدي كما لمنصب المخترة هو “شحطة قلم”.

المال الانتخابي حاضر بقوّة في هذه البلدة، وسعر الصوت قد تمّ تحديده بـ 100$، هي رشاوى لن تكون علنية فعامل القرابة والعائلة الواسعة، تسهّل تداولها دون أيّ شكوك.

إقرأ أيضًا: كفررمان تستعيد «كفرموسكو» وتخوض المعركة البلدية مقابل الثنائية

ببساطة، البيرة – عكار، لن تشهد انتخابات بلدية، وإنّما لعبة عائلات، يمارس بها كلّ سلطته، فيختار “اللواء” من يرى به امتداداً لسطوته، فيما يدعم “المحامي”، من يجد به تكاملاً لحضوره، أما الناخبين ونسبة كبيرة منهم كما ذكرنا هم من سكان طرابلس، ولا يرتبطون بعكار إلا بسجل قيدي، لذا تصويتهم سيكون محكومًا بعدّة عوامل، أبرزها العائلية، وأهمها المادية.

السابق
جيري ماهر يسقط حساب نجل نصر الله وزهري
التالي
لا تزكية..والمعركة تنافسية في البازورية بلدة السيد نصر الله