جو معلوف: سقط حيث لم يسقط الآخرون!

مقدمة أفلاطونية تحت عنوان "نجرؤ حيث لا يجرؤ الآخرون"، وتأكيد أنّ القناة لا مشكلة لديها باستضافة عماد الريحاوي للمرة الثانية، لا سيما أمام كلام بعد وسائل الإعلام التي تعمل خدمة لبعض الأجهزة عن معرفة أو دون معرفة، هكذا استهل مايستر المؤسسة اللبنانية للإرسال حلقته.

عماد الريحاوي ومن خلال حلقة ليل أمس من حكي جالس، أكد أنّه قرر تسليم نفسه لأنّه يملك الأدلة، والتي من بينها رسائل من الفتيات تطلب بموجبها العمل بالدعارة، ليعدد جو معلوف من جهته المسببات التي قد تدفعهن لممارسة هذه المهنة بطريقة مسرحية وليقرر ختامًا أنّ جميعها لا يبرر الدعارة.
وفي محاولة غير مشروعة لتبرئة الريحاوي من التهم المنسوبة إليه، ولإدانة البنات بالجريمة، كان الهواء مفتوحًا للمتهم والجلد قائم للفتيات ضحايا شبكة الإتجار، وبعنفوانية مطلقة طلب معلوف من الريحاوي أن يقول كل ما يريد، وأن يسمي كل الوقائع.
ليتحوّل المتهم في سياق “حكي جالس”، وفي سيناريو جو معلوف المسرحي، إلى ضحية، أراد أن يتوقف منذ زمن من هذا العمل، ولكن التهديدات إن بأطفاله، أو بعائلته، هي ما أرغمته على الاستمرار.

حلقة السكوب، لم تتوقف هنا، إذ تمادت المهنية الإعلامية للزميل معلوف، بأنّ سمح لأحد الضحايا أن تدخل بمداخلة هاتفية ليحوّلها بالتنسيق مع الريحاوي لمدانة، ولمتسترة عن الحيتان الكبار، أمثال موريس وغيره.
بسخرية لاذعة، دعا معلوف المشاهدين للحكم على الضحية “سالي”، معلقًا، “احد ضحايا الاتجار بالبشر تدافع عن العصابة الكبيرة”، ومردفًا “في حدا عم يلقمك الكلام بدينتك”.

إقرأ أيضًا: بين سبايا «che Maurice» وسبايا داعش… أوجه شبه

وأصبح الريحاوي بدوره، قاضيًا يحاكم الضحية علنية على الهواء، ومن منبر “حكي جالس”، مدعّمًا بتشكيكات جو معلوف التي لخصت بعبارات “مين في حدك، في صوت، عم نسمع صوت”، ومتهمًا الصحافية ساندي عيسى بأنّها بالقرب منها.

عماد الريحاوي

حلقة حكي جالس ليل أمس أخذت “وسام” من الريحاوي، إذ وصف البرنامج بأنّه “برنامج حق”، وقرر أن يسلم نفسه للقضاء عبره، ولسخرية الواقع اللبناني، ولتكتمل مسرحية “تبرئة الريحاوي”، كانت السلطات الأمنية خارج المقر، تنتظر أن يعطي معلوف الإشارة للمتهم فيخرج إليها، مع تأكيد مايسترو الحلقة للمشاهدين أنّه لن يقبل بأن يتحمل الريحاوي الجريمة وحده.

إقرأ أيضًا: عندما يبيض جو معلوف جريمة الريحاوي..

من النقاط أيضًا، التي تستوقف المشاهد أثناء متابعته لهذا “السبق” هو السائق “وائل حسن”، والذي اعتمد معلوف على شهادته ليبرئ الريحاوي على حساب الفتيات، دون الأخذ بالاعتبار صحة هوية المتصل، أو دوافعه.
ببساطة، جو معلوف اليوم لم يجرؤ حيث لا يجرؤ الأخرون، وإنما سقط حيث لم يسقطوا، فحينما تجلد الضحايا على الشاشات لأجل تحقيق سكوب، وحينما يحجم دور القوى الأمنية لأجل تلميع صوة متهم، لا بد أن نتساءل أي قانون يحكم؟ وأي شريعة بروباغندا ترتهن إليها مؤسساتنا الإعلامية والأمنية؟

السابق
في شاتيلا: قاصرٌ يغتصبها والدها منذ ست سنوات!‏
التالي
سوزان رايس: هذه نقاط الاتفاق والخلاف مع روسيا حول سوريا