الانتخابات البلدية تهزّ تحالف «القوات – التيار».. وجونية لم تفضح عون

شكّلت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، أمس، اختباراً حامياً للقوى المسيحية مجتمعة، في أول امتحان شعبي لـ"تحالف معراب" بين "التيّار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية" الذي عجز عن تشكيل كاسحة في العمق المسيحي، حيث مُني بهزات بلدية كان أشدّها وقعاً في سن الفيل على يد حزب "الكتائب اللبنانية" والنائب ميشال المرّ.

انتهت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان الى مشاركة كثيفة، ونسبة اقتراع عالية برزت مؤشراتها في طبيعة المعارك الانتخابية، ومدى تداخل المحلي والعائلي بالحسابات السياسية، لم تخلُ من إشكالات “تقليدية” لم تخرج عن المألوف، تولّت القوى الأمنية، معالجتها بشكل سريع وحاسم.
وقد سجّل جبل لبنان النسبة الأعلى مع اقتراع 56% من الناخبين، وكانت النسبة الأعلى في منطقة جبيل مع 65% وكسروان 62% وقضاء المتن 58,24% والشوف 53,50% وقضاء عاليه 52% وقضاء بعبدا 50,20%. وفق ما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في ختام اليوم الانتخابي مع التأكيد على فوز 474 بلدية بالتزكية و310 مخاتير، في محافظة جبل لبنان.

ومن جهة ثانية، شكّلت الانتخابات في جبل لبنان، اختباراً حامياً للقوى المسيحية مجتمعة، في أول امتحان شعبي لـ“تحالف معراب” بين “التيّار الوطني الحرّ” و”القوات اللبنانية” الذي عجز عن تشكيل كاسحة في العمق المسيحي، حيث مُني بهزات بلدية كان أشدّها وقعاً في سن الفيل على يد حزب “الكتائب اللبنانية” والنائب ميشال المرّ اذ كانت نتائج صناديق سن الفيل مخيّبة تماماً لهذا “التحالف”.  فيما سجّل النائب السابق فريد الخازن بالتحالف مع “الكتائب” فوزاً كاسحاً في غوسطا (قضاء كسروان) في وجه اللائحة المدعومة من ثنائي “التيّار” – “القوات”.

القوات التيارومع نسبة الإقبال العالية كانت المشاركة المسيحية الكثيفة  لافتة سواء في البلدات التي شهدت معارك كسر عظم سياسي، أو في البلدات التي تجاوزت فيها المعركة الترسيمات السياسية. هذه المشاركة المسيحية مضافة الى عدم انسحاب اتفاق معراب على كل المدن والبلدات في جبل لبنان، وانكفاء الأحزاب أمام الحدة المحلية والعائلية في بلدات كثيرة، لا بد أن ترخي بظلالها على الأحزاب التي بدأت تعيد حساباتها وتقيّم دورها وقدراتها وستكون لها تداعياتها على الاستحقاقات المقبلة.

وارتسمت في العديد من بلدات المتن معالم تفاهم أبرمه رئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل مع المر، ردّاً على “تفاهم معراب”، وما أثاره من خشية من اكتساح “الثنائي الماروني” للبلديات المتنية، فيما سعى “الطاشناق” الى دعم المر حيث اقتضى الأمر، علماً أن بلدية برج حمود فازت بالتزكية.

 

المتن يجدد الزعامة للمر
في المتن، أثبت لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر، قوته الانتخابية والسياسية في ساحل المتن الشمالي من الدكوانة إلى سن الفيل، وصولاً إلى أنطلياس وضبية وجل الديب والزلقا، صعوداً إلى بتغرين وبسكنتا وبكفيا التي فازت برئاسة بلديتها إبنة الرئيس إمين الجميّل السيدة 3نيكول.

فقد حصد النائب المرّ حصد 41 مجلساً بلدياً و64 مختاراً، بينها 23 بلدية بالتزكية و19 بالمعارك، فيما فاز الكتائب بالمجالس الأخرى..

اقرا ايضًا: الانتخابات البلدية في جبل لبنان تخلط أوراق وتطيح بتحالفات
تقدم “الكتائب”
إلى ذلك، سجّلت ماكينات انتخابية متعدّدة تقدماً لحزب الكتائب والعائلات على حساب “تحالف معراب” في معظم أقضية محافظة جبل لبنان، مقابل تراجع عدد المجالس البلدية المحسوبة على “التيار الوطني الحر”.

وقد حاول الكتائب تغليب العامل الإنمائي على البعد السياسي في الانتخابات، منطلقاً في تحالفاته من هذا المعيار، بالدرجة الأولى. وقد تمكن الحزب بفضل هذه الاستراتيجية من الفوز بالعديد من البلديات والاستحواذ على مقاعد في أخرى.
تفسخ في جل الديب
وكما حصل في الأشرفية، أصيب جسم “التيار الحر” في جلّ الديب بالتفسخ البلدي، حيث دعم النائب نبيل نقولا لائحة ريمون عطية بالتفاهم مع ميشال المر، فيما انضمّ رئيس هيئة قضاء المتن في “التيار” هشام كنج الى لائحة اندره زرد، مدعوماً من ابراهيم كنعان!

 

اقرا ايضًا: الإنتخابات البلدية: جنبلاط متضايق.. والقوات – عون أمام لحظة الحقيقة

انتخابات جونية: المعركة الرئاسية تطيح الانماء
أما جونية فبدت ليل السبت عشية الانتخابات كأنها المعبر الى قصر بعبدا وسط “أخبار” وشائعات اختلط بعضها بالبعض الآخر. ففيما زار العماد ميشال عون مقر لائحة “كرامة جونية” داعماً اللائحة البلدية التي يرأسها الرئيس سابقاً للبلدية جوان حبيش، بث موقع الكتروني يعمل فريقه لمصلحة اللائحة، ان النائب سليمان فرنجية الذي يدعم اللائحة المناوئة حضر أيضاً الى جونية ومكث في زورقه في البحر، في ما بدا مواجهة بين المرشحين الرئاسيين، خصوصاً ان فرنجيه يدعم اللائحة الثانية وهو الذي أطل كسروانياً من منزل النائب السابق الداعم للائحة فريد هيكل الخازن. والقى عون كلمة هاجم فيها السيد جيلبير شاغوري من غير ان يسميه، متحدثاً عن متمول افريقي يدفع الاموال من غير ان يسجل أي عمل خيري في لبنان، غامزاً من قناة دعم الاخير للنائب فرنجية أيضاً.

وظلت نتائج صناديق “عاصمة الموارنة”، حتى فجر اليوم بين مدّ وجزر بسبب الفارق الضئيل في الأصوات الذي أبقى عون “على أعصابه”، بعدما قاد شخصياً هذه المعركة لتنجلي غبار صناديق هذه المدينة عن فوز  للائحة المدعومة من عون بفارق بضع عشرات من الأصوات سترت الجنرال وحفظت ماء وجهه الذي اريق في المتن الشمالي وجبيل.

السابق
اغتيال بدر الدين أبعد من قذائف المعارضة!
التالي
الكل أراد موت مصطفى بدر الدين