رواية حزب الله حول اغتيال مصطفى بدر الدين «كاذبة» وتدحضها الوقائع !‏

صباح أمس، تبدلت المعطيات الحزبية المتعلقة باغتيال القيادي مصطفى بدر الدين إثر الإنفجار الذي وقع قرب مطار دمشق.

حزب الله وفي البيان الأوّل الذي أصدره عقب الاغتيال وجّه أصابع الاتهام مباشرة لاسرائيل، ثم عاد واستدرك الوضع في بيان ثانٍ تاركًا الأمر رهن التحقيق.
تبدّل وجهة الاتهام، انعكس جليًّا في تشييع بدر الدين وسط شعارات الموت لآل سعود، ومع الكلمة التي ألقاها نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي أكدّ خلالها أنّهم لن يستبقوا التحقيق الذي سوف تعلن نتائجه في الساعات القليلة المقبلة.

هذه التناقضات تعكس الصراع داخل المنظومة الإيرانية وحزب الله، لا سيما بعد إدانة إيران لإسرائيل في سياق رفضت به روسيا التعليق على التفجير مؤكدة استمرار التنسيق بين موسكو وتل أبيب. حزب الله في هذا الصراع كان أمامه خيارين للإتهام، أو يختار التكفيريين أو يختار اسرائيل وأميركا.
وعلى الرغم ممّا أشار إليه السيد حسن نصرالله من تهديد أمريكي لحزب الله خدمة للمشروع الصهيوني في خطابة الأخير، إلا أنّ إدانة اسرائيل سوف تنعكس ادانة لروسيا وللتنسيق بين الطرفين، فكان الطريق الأسلم للحزب وللحلفاء في الميدان السوري، هو إعادة جدولة الإتهام باتجاه الجماعات التكفيرية.

مصطفى بدر الدين
وهذا ما تأكد اليوم، إذ صدر البيان الحزبي الذي ارتكز لتحقيقات، وتحوّلت أصابع الاتهام للجماعات التكفيرية في سوريا “داعش وفصائل المعارضة”، وجاء به: “التحقيقات الجارية أثبتت أن الإنفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى إستشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم من قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة”.
كذلك أكدت مواقع صحقية، أنّ “جثمان مصطفى بدر الدين وبعد معاينته، تبين أنه قد اصيب بشظايا غير قاتلة في بعض أنحاء جسمه الذي لم يشوه أبدا، وأظهر تقرير طبي أن الوفاة ربما تكون ناجمة عن عصف الانفجار القوي”.

هذا البيان استندت المواقع الموالية للحزب عند نشره إلى قرب مراكز داعش والفصائل المسحلة من الموقع الذي استهدفه التفجير، وأوضحته صحيفة السفير بأنّ “كيلومترات قليلة تفصل هذا المقر وبعض نقاط المجموعات الإرهابية التكفيرية، وأنّ المنطقة مكشوفة أيضا أمام حركة الطيران”.
مضيفة “أنّه وفقًا لإفادات شهود عيان، لطالما تعرضت هذه النقطة في أوقات سابقة لقصف مدفعي مصدره مواقع المجموعات التكفيرية.”

إقرأ أيضًا: كيف تلقت مواقع التواصل الاجتماعي خبر اغتيال مصطفى بدر الدين؟

غير أنّ الوقائع والإمكانيات تشير لاستحالته، فمواقع داعش والفصائل المسلحة في الغوطة، تبتعد عن النقطة المذكورة 20 كلم و 15 كلم، ودقة الإصابة والهدف تشير لتقنيات عالية لا يمتلكها أيّ من الطرفين، ممّا يدل أنّه لا يمكن لأيّ منهما أن يحقق العصف القوي للانفجار الذي يمكن أن يغتال دون أن يشوّه.
من ناحية ثانية، أصدر المصدر السوري ردًّا على بيان حزب الله وتضمن ” علم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر في الفصائل الإسلامية العاملة في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية ومصادر داخل قوات النظام أنه لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولي أو منطقة المطار خلال الأيام الفائتة، كما لم يرصد نشطاء المرصد السوري في المنطقة سقوط أي قذيفة.”

إقرأ أيضًا: وقائع اغتيال مصطفى بدر الدين.. وكيف كانت علاقته بـ«حزب الله»؟ وبالسيد نصرلله؟
وأضاف المرصد أن “كل ما نشره حزب الله حول رواية مقتل قائده العسكري بقذيفة أطلقتها الفصائل على منطقة تواجده في منطقة مطار دمشق الدولي عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً وعلى حزب الله أن يظهر الرواية الحقيقة”.

هذه الوقائع جميعها تزامنت مع الغارة جوية التي استهدفت يوم أمس اجتماعا كان يضم قادة بارزين من “النصرة” في مطار أبو الضهور في ريف إدلب الخاضع لسيطرة الجبهة منذ ايلول العام الماضي، والتي سقط بها عشرات القتلى والجرحى، ونجا منها زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني إذ خرج من مقر الاجتماع الذي استهدفته الغارة قبل دقائق من حدوثها.

السابق
السيد حسن نصرالله وإطلالة جديدة..
التالي
«حزب الله» بين النار والدولار