ماذا بعد اتهام حزب الله لـ«مصرف لبنان» بالانصياع للإنتداب الأميركي؟!

طرأَ أمس، تطوّر دراماتيكي أشاع القلق في الأوساط السياسية والمالية والاقتصادية، تَمثّلَ بالتهديد العلني الذي وجّهه "حزب الله"، من خلال بيان "الوفاء للمقاومة" إلى كلّ مِن الحكومة ومصرف لبنان والمصارف التجارية كافّة، ردّاً على التعاميم التي أصدرَها المصرف المركزي لجهة التزام قانون العقوبات الأميركي الأخير ضده.

خاض “حزب الله” خلال الساعات الأخيرة معركة نيابية وزارية ضد القطاع المصرفي الوطني، موجها اتهاماً تخوينياً صريحاً إلى حاكم المصرف المركزي رياض سلامه بـ”الانصياع لسلطات الانتداب الأميركي النقدي” على خلفية تعاميمه المصرفية المتعلقة بموجبات أحكام العقوبات الصادرة على الحزب، قبل أن يعود فيضغط مساءً على مجلس الوزراء لدفعه باتجاه اتخاذ إجراءات تنقذه مصرفياً وتلتف على المفاعيل الناتجة عن هذه العقوبات. معتبراً أنّ التزام المصارف اللبنانية العمل بموجب أحكام قانون العقوبات الأميركية الصادر بحقه يؤسس لما وصفها “حرب إلغاء محلية يُسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف”.

وكان لافتا لانتباه عدم تطرق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لقضية القانون المالي الأميركي بعنوان “منع التمويل الدوليّ لحزب الله”، فيما كانت كتلة “الوفاء للمقاومة” ترفع الصوت عاليا رفضا لهذا القانون، على مسافة قريبة من الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها مساعد وزير الخزانة الأميركيّة لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر إلى بيروت.

وأوضحت مصادر معنية لـ”السفير” أن بيان “الكتلة” يضع العلاقة بين “حزب الله” وحاكمية مصرف لبنان عند مفترق طرق:

السيد حسن نصرالله
تمثلت المفاجأة بالنسبة إلى “حزب الله” بصدور تعميمَين عن مصرف لبنان، يفيد أولهما باطلاع المصارف اللبنانية المصرف المركزي على إقفال حساب أي مواطن لبناني، وذلك بدل أن يكون أمر الإقفال بيد المصرف المركزي نفسه .

أما التعميم الثاني، فقضى بدعوة جميع المصارف اللبنانية إلى الالتزام بالمراسيم التطبيقية للقانون المالي الأميركي، بما في ذلك التراجع عن قرار الإجازة للمصارف بفتح حساب بالعملة الوطنية للأشخاص والمؤسسات التابعة لحزب الله، بذريعة أن المراسيم نصت صراحة على شمول الحظر فتح الحساب بالدولار وبأية عملة أخرى!

إقرأ أيضاً: غموض يحيط باغتيال بدر الدين.. إسرائيل ام رفيق الحريري؟

وهذه النقطة تحديدا أثارها النواب مع الرئيس بري من زاوية أن العديد من الاقتراحات ـ المخارج التي طُرحت لبنانيا حول سبل تدارك تداعيات القانون الأميركي “فجأة وجدناها في صلب المراسيم التطبيقية الأميركية، لكأن هناك جهة لبنانية سواء في بيروت أو في واشنطن، تبادر إلى تسريب هذه الاقتراحات، لنجد أنها صارت فجأة في صلب المراسيم الأميركية!”

إقرأ أيضاً: كيف علق مناصرو حزب الله على اغتيال مصطفى بدر الدين؟
وقالت المصادر المعنية إن الرئيس بري علّق على هذا الأمر بالقول: “للأسف صار في عنا أميركان وصهاينة في لبنان أكثر من الأميركيين والصهاينة”! وكشفت أن ثمة “لوبي إسرائيليا ـ لبنانيا ـ عربيا” يتحرك في واشنطن يوميا بإشراف مباشر من مكتب وزيرَي خارجية الإمارات عبدالله بن زايد والسعودية عادل الجبير، فيما يلعب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة دورا رئيسيا في ملاحقة بعض الخطوات ضمن دوائر الكونغرس الأميركي ومع وزارة الخزانة الأميركية “والمؤسف في الأمر أن جهات حزبية لبنانية تلعب دورا سلبيا في هذا الاتجاه”!

وبعدما تواصل “حزب الله” مباشرة مع حاكمية مصرف لبنان ولم يحصل على أجوبة مقنعة، تقرر أن تكون الخطوة الثانية عرض الأمر في أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء (أمس)، حيث سبقها صدور بيان كتلة “الوفاء للمقاومة.

السابق
«المعتدل» حسن روحاني يشيد بـ «بطولات» قاسم سليماني
التالي
حزب الله ينعي خمسة من عناصره سقطوا في سوريا