تجربة «بيروت مدينتي» تنتقل إلى الغبيري

وصلت المعركة البلدية إلى عقر دار “حزب الله”، في الضاحية الجنوبية لبيروت. تجربة “بيروت مدينتي” ببعدها الإنمائي– البلدي، وابتعادها عن السياسة ودهاليزها، شكل حافزاً للبعض للتمرد، على خيار “الثنائية الشيعية”، التي عادة ما تخوض معاركها البلدية، وفق مبدأ أن صوت المواطن في صناديق الإقترع لا يعلو على أصوات المعارك الحزبية، والقضايا الممتدة من الحدود الجنوبية إلى الحدود الشرقية.

التجربة، عملياً، انطلقت وإن بزخم أقل من زخم تجربة “بيروت مدينتي”، عبر لائحة أطلق عليها إسم “الغبيري للجميع”، تطمح إلى مواجهة النمط السائد في المدينة منذ 18 عاماً، خصوصاً أن استبدال إسم محمد سعيد الخنسا، المنتمي إلى “حزب الله” ورئيس البلدية الحالي، بمعن الخليل، الذي ترأس لائحة “الوفاء والتنمية والإصلاح”، لا يشكل حلاً لكل المشكلات والتقصير الحاصل في الغبيرى.

إقرأ أيضًا: المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية انتهت… والأحزاب انتصرت
يقول المحامي واصف الحركة لـ”المدن” إن “بلدية الغبيري ليست مؤسسة حزبية لهذا الطرف أو ذاك. هي إدارة محلية مهمتها الأساس رفع مستوى العمل الإنمائي وتحسين ظروف الحياة في المدينة”. يضيف: “ثلاث دورات متتالية خاض فيها البعض غمار العمل البلدي بمنهجية بعيدة من مفهوم الخدمة العامة، ولا يجوز العمل في الشأن العام بما ترتضيه المصالح الحزبية الضيقة، خصوصاً أن التجربة السابقة في بلدية الغبيري، أثبتت أن الإنماء لم يكن للجميع بل لفريق دون سواه”.

بيد أن كلام الحركة عن الإنماء، لا يلقى رضى ماكينة “حزب الله” و”حركة أمل” اللذين استنفرا قواهما للمواجهة، على اعتبار أن بلدية الغبيري جزءٌ من “مسيرة الحزب في معركته السياسية، وحتى العسكرية”، إذ يجري الضغط تحت ستار الإنتماء العائلي على بعض مرشحي “الغبيري للجميع” من أجل الإنسحاب. ونجحت هذه الضغوط في سحب ترشيح حسن الخليل، ليصبح عدد مرشحي “الغبيري للجميع” 20 بدلاً من 21 مرشحاً.

الواضح أن المجتمع المدني في الغبيري يخوض معركة بلدية جدية في مواجهة لائحة السلطة، التي لا تحمل أي شعار إنمائي، بل ترتكز في معركتها على الشعارات الحزبية. وهي نقطة الضعف الرئيسة التي تصوب في اتجاها “الغبيري للجميع”، تماماً مثل معركة بيروت. وبالتالي، بات “الحزب والحركة يخوضان معركة وجود في الغبيري”، خصوصاً أن المواجهة بشعارات الإنماء خاسرة، بعد التقصير الممتد على مدار ثلاث دورات انتخابية.

إقرأ أيضًا: قل كلمتك وامش.. بلدية بيروت الجديدة
ويدلل تكليف المسؤول في “حزب الله” الشيخ عباس الحركة وعضو المكتب السياسي في حركة “أمل” مفيد الخليل، على أهميّة المعركة بالنسبة إليهما.

ويشير المرشح في لائحة “الغبيري للجميع” أديب كنج لـ”المدن” إلى أن “لائحة الأحزاب تحاول تسييس المعركة، ولا تحمل أي برنامج انتخابي، بل تستثمر في السياسة من أجل استهداف من يعارضها. ويقول: “من المؤسف أن اللائحة المنافسة تستعمل أسلوب التخوين، كأن من يترشح ضدهم غريب عن النسيج الاجتماعي للغبيري”، مؤكدا أن لائحة “الغبيري للجميع” تواجه بـ”الإنماء”، و”تحمل برنامجاً واضحاً، يبدأ بإعادة العمل البلدي إلى إطاره الإنمائي، وينتهي بحلول محلية لأزمة النفايات من خلال عمليات الفرز”.

ليست الغبيري هي المنطقة الوحيدة في الضاحية الجنوبية التي تقارع تفرد “حزب الله” و”حركة أمل” بالقرار البلدي، إذ تبلورت في برج البراجنة تجربة مماثلة، لكنها تتعرض لكثير من الضغوط التي تفرض على أغضائها التزام الصمت حالياً.

(المدن)

السابق
فلسطيني ولبنانيان شاركوا بإقصاء أول رئيسة للبرازيل
التالي
عماد بزي لـ«جنوبية»: سندعم المستقلين في الضاحية