حزب الله يواجه «الغبيري للجميع» بالتخوين والعزل الاعلامي

الغبيري للجميع
بعدما تراكمت فضائح الفساد في لبنان جاءت الانتخابات البلدية فرصة أمام اللبنانيين للتعبير عن غضبهم على أداء السلطة. وبعد تجربتي "بيروت مدينتي" و "بعلبك مدينتي"، اللتين وجهتا ضربة قاسية لأحزاب السلطة وفضحتها بصناديق الاقتراع، وكانت بمثابة رسالة شعبية قاسية ضدّ اداء السلطة السياسي والانمائي، هذا ومن المتوقع أن تأخذ لائحة "الغبيري للجميع" المسار الاعتراضي نفسه.

ببعد محافظة “بيروت” و”البقاع – الهرمل” ستكون “محافظة جبل لبنان” على موعد مع محاسبة السلطة يوم الأحد القادم . وتتوجه الأنظار إلى بلدة الغبيري التي سيخوض فيها المستقلين معركتهم الانتخابية بوجه الثنائي الشيعي “حزب الله” و “حركة أمل” الذي يحتكر فيها العمل البلدي منذ 18 سنة وكان السبب بتقهقر الوضع الاجتماعي والانمائي في تلك البلدة طيلة هذه  السنوات مع وجود نفس الطاقم برئاسة الحاج محمد سعيد الخنسا عضو المكتب السياسي في حزب الله.

“الغبيري للجميع” مجموعة من المستقلين قرّروا عدم الاستسلام للواقع والسعي لإصلاح «ما أفسده الدهر… والمفسدون منذ 18 عامًا، من قبل الممسكين بالشأن البلدي الذين ساروا على النهج الخاطئ في التعامل مع الغبيري وأهلها».

وقد عزمت لائحة “الغبيري للجميع” المستقلة على خوض المعركة البلدية للمرة الثانية على التوالي بعدما استطاعت في الدورة السابقة عام 2010 حصد 40% من الأصوات في وجه التكتل الحزبي في البلدة. ما يترجم مدى التململ لدى ابناء البلدة من أداء البلدية القائمة وعزمهم على التخلص من التسلط والاحتكار الحزبي في البلدة، ولعله سببا كافيا للاضاءة عليه اعلاميا ومن قبل المجتمع المدني الذي لم يوفر فرصة إلا ودعمت “بيروت مدينتي” بوجه لائحة “البيارتة” التي تحالف فيها أحزاب السلطة وعلى راسهم تيار المستقبل.

وفي هذا السياق، صرّح المرشح لعضوية بلدية الغبيري أديب كنج لـ “جنوبية” أن “الهدف الاساسي لـ”لائحة الغبيري للجميع” هو اجتماعي وانمائي بحت وليس سياسيا على الاطلاق في وقت الطرف الثاني يركز في في حملته على الشأن السياسي”.

الغبيري

كما عبّر كنج عن “عتبه على الاعلام الذي لم يسلط الضوء على لائحتهم بقدر التركيز على لوائح أخرى مستقلة”. وتابع “لكن يبقى هناك عوامل أخرى تدخل في الموضوع فربما هناك مراعاة لبعض الاطراف السياسية”. مضيفا “نحن لا نستطيع أن نفرض أنفسنا على الاعلام بل هو من تقع عليه المسؤولية البحث عن المستقلين الذين يشاركون في المعركة البلدية”. كما لفت إلى أن “لائحة “الغبيري للجميع” غير مدعومة من أحد ولا تتلقى الدعم من جهات معينة بل نحن من نغطي تكاليف الحملة الانتخابية”.

وعن الضغوطات، لم يخفِ كنج تعرض المرشحين للعديد من المضايقات من قبل الطرف الآخر قائلا أن “الضغوطات مستمرة والتخوين أصبح أسهل اتهام”. وعن نوع الضغوطات كشف أنهم “ينتهجون سياسة الترهيب من خلال الترويج انهم يعملون ضد المقاومة والترغيب مقابل خدمات”.

إقرأ أيضاً: الغبيري: تجاوزات أدّت لتشكيل لائحة قوية ضدّ لائحة حزب الله

إلى ذلك أكد انه “لو مورست ضغوطات على البعض للانسحاب لكن هم يعلمون جيدا ن هناك مرشحين ترشحوا عن اقتناع كامل ونحن لا نتاجر بالمقاومة ولا نريد أحد أن يتاجر بنا”.

وخلص كنج إلى أن “نتائج الدورة السابقة كانت مشجعة لخوض المعركة من جديد، خصوصا أنه وبالرغم من امكانياتنا المتواضعة أمام التكتل السياسي الوحيد والأقوى في المنطقة، استطعنا كسب 40% من الاصوات في انتخابات عام 2010”.

الغبيري للجميع
الغبيري للجميع

أما المرشح علي ناصر على اللائحة المستقلة نفسها “الغبيري للجميع”، فأكد على “تجاوب اهالي الغبيري معهم وأن الاكثرية منزعجة من الوضع وتطالب بالتغيير و أملنا كبير لان الاهالي ملوا من سيطرة نفس الطاقم على العمل البلديمدة 18 سنة مع نفس الادارة والوجوه وما يمكن قوله أنهم أنه طيله هذه المدة كان يمكن انجاز الكثير نظرا لقدرة الصندوق البلدي وغناه بالإيرادات، لكن النتيجة كانت ان البلدة تأخرت سنوات عن غيرها من البلدات بسبب تقاعس المسؤولين في البلدية”.

وعن عدم تسليط الضوء على “الغبيري للجميع” من قبل الاعلام والمجتمع المدني قال “نعم لا يقوون على ذلك مشيرا، إلا ان الاعلام لا يعطيهم حصة حتى ولو كانت قليلة”.

وخلص إلى أن “مشروع “الغبيري للجميع” هو انمائي بحت، نحن مع مشروع المقاومة ولكن يجب على هذا المشروع ان يلتفت للبشر كما الحجر”.

إقرأ أيضاً: لائحة «الغبيري للجميع» لإصلاح ما أفسده المفسدون

اسعد ذبيان
اسعد ذبيان

ولإستيضاح المجتمع المدني حول سبب تقصيره عن دعم أو اعلان تأييده للائحة “الغبيري للجميع” كما حدث بالنسبة لـ”بيروت مدينتي”، أوضح الناشط الاجتماعي في حملة “طلعت ريحتكم ” أسعد ذبيان أن “حملة طلعت ريحتكم ستدعم كل اللوائح والأفراد المستقلين بما فيهم لائحة “الغبيري للجميع” التي نحن في صدد الاعلان عن دعمها مع اقتراب موعد الاستحقاق في جبل لبنان”. موضحا أن “التركيز كان على بيروت ايضا لانها العاصمة وأكبر بلدية لذلك لا يقارن وضعها مع غيرها”.

وشرح ذبيان ان حملة “طلعت ريحتكم” في محافظة بيروت دعمت “بيروت مدينتي” و “مواطنون ومواطنات”. وتابع أن “التركيز كان أكثر على محافظة بيروت من البقاع ومن غيرها من المحافظات لمواجهة لائحة البيارتة التي حشدت السلطة فيها كل طاقاتها وتحالف فيها الاحزاب السياسية ضد المستقلين”.

وخلص ذبيان “لطالما كررنا شعار ” كلن يعني كلن” وما زلنا على هذا الموقف”. مؤكدا أن طلعت ريتحكم ملتزمة بدعم كل اللوائح والاشخاص المستقلين في مواجهة هذه السلطة الفاسدة”. وأضاف “ان هذه الشائعات التي طالما لاحقتنا آن الاوان لانتهائها ونحن لسنا بحاجة لصك براءة من أحد”.

إقرأ أيضاً: الانتخابات البلدية في جبل لبنان تخلط أوراق وتطيح بتحالفات‎

ومن جهة أخرى، وبحسب معلومات “جنوبية” الخاصة هناك اتجاه مبدئي إلى تأليف لائحة ثالثة مصغرة مؤلفة من 7 مرشحين فقط مدعومة من رئيس بلدية الغبيري محمد الخنسا الذي تمّ استبعاده من قبل حزب الله من الانتخابات الحالية» وستكون برئاسة شقيق رئيس البلدية الحالي محمد الخنسا، ويقول متابعون ان هذه الحركة ليست اعتراضية على لائحة السلطة “التنمية والتحرير”، ولكنها تكتيك يقال ان حزب الله اتبعه من أجل حرف بعض الأصوات المستقلة كي لا تستقطبها اللائحة المنافسة القوية “الغبيري للجميع”.

السابق
مقتل 79 عنصرًا من قوات النظام و«حزب الله» والإيرانيين
التالي
بالصور: قتلى وجرحى بإنفجار في فرنسا