دحلان: إسرائيل ستلهث وراء الفلسطينيين للقبول بـ«حلّ الدولتين»

حمل القيادي الفلسطيني والنائب محمد دحلان مسئولية نمو الإرهاب في المنطقة للأخطاء الكارثية للسياسة الأمريكية موضحا أن أوروبا تعاني من الإرهاب نتيجة مشاركتها لأمريكا  في هذه الأخطاء..

وأوضح دحلان في محاضرة ألقاها في جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس، أن المأساة الكبرى إلى جانب هذه الأخطاء التي أقر بها كل من  بوش الابن وتوني بلير في العراق ، وكذلك اعتراف أوباما بالخطأ الجسيم في ليبيا ، تكمن في تعمد أمريكا وأوروبا حتى اللحظة بعدم إيجاد علاج حقيقي لتداعيات هذه الأخطاء التي أودت بحياة الملايين.

وفي مقارنة  حول عدد سكان مصر الذي يقترب من المئة مليون نسمة وتعداد سكان العراق وسوريا وليبيا مجتمعة والذي يبلغ ستين مليون نسمة، أنه لولا قرار الشعب المصري والجيش المصري بالانتفاضة على مؤامرة امريكا وحلفائها، ولولا  القرار التاريخي والشجاع لدولة الامارات العربية المتحدة ولسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  في دعم ومساندة إرادة  الشعب المصري سياسيا وماليا متجاوزا اعتبارات خاطئة ومضللة روجتها امريكا وحلفائها لتمرير وتسويق حكم الإخوان في مصر ، لكانت  النتائج وخيمة على مصر وشعبها وعلى العالم وتحديدا اوروبا من حيث الأعداد الضخمة للإرهابيين  والإعداد الضخمة للضحايا وملايين المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا.

وأوضح دحلان أن أوروبا تمتلك هياكل أمنية ولكن غير كافية لمعالجة ظاهرة الإرهاب فيها ، موضحا أن أوروبا وفرت لجماعة الإخوان المسلمين المناخ المناسب للنمو فيها من خلال الجمعيات والمراكز التي تعمل في كافة البلدان الأوروبية مبينا أن لجماعة في فرنسا وحدها 350 (ثلاثمائة و خمسين ) جمعية ومركز. منوها  أن أكثر من نصف قيادات الجماعات الإرهابية المتطرفة كانوا أعضاء في جماعة الإخوان قبل انتقالهم إلى هذه الجماعات ، وأضاف أن الأشد وطأة  من ذلك هو  أن أوروبا وفرت ملاذا آمنا  لبعض الهاربين  الملطخة أيديهم بالدماء والإرهاب في بلدانهم بذريعة أنهم معارضين سياسيين ومن اجل استخدامهم لابتزاز دولهم .

وشدد  دحلان على ضرورة أن تقوم  أوروبا بإقناع  المسلمين القاطنين فيها والعالم الإسلامي أن حربها  هي على الإرهاب وليست على الإسلام، وان على أوروبا أن تفتح المجال وتشجع الإسلام الديني والروحي  الوسطي غير المتعصب ،  وأن تغلق  المجال على  ” الاسلام المسيس”   ممثلا بالاخوان المسلمين  الذي كان ومازال بداية ” الكارثة المسماة ” الاسلام السياسي ” منذ عشرينات القرن الماضي   ، مؤكدا إدانته لكل من يوظف اي دين أو مذهب من دين لأغراض سياسية .

وفي ختام محاضرته تطرق دحلان  إلى آليات العلاج والتي رأى أن من  أهمها هو قيام  أوروبا فورا  بمعالجة تداعيات أخطائها  في المنطقة وان تعلن تحالفا حقيقيا مع دول المنطقة التي لديها الخبرة والإرادة في مكافحة الإرهاب وتحديدا مصر، موضحا ما تقوم به من جهد في  سيناء ، والأردن ونجاحه  الباهر في اربد ، ودولة الإمارات وما حققته رغم الصمت والتعتيم المريب من نجاح باهر في  القضاء على دولة القاعدة  في المكلا  .

وأكد دحلان  أن جميع هذه الحلول ستكون ذات جدوى أعلى واكبر إذا تم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية التي هي مصدر الألم والمرارة لكل شعوب المنطقة وهي القضية التي يستغل فيها  المتطرفون  معاناة الشعب الفلسطيني لأهدافهم وغاياتهم .

واختتم  دحلان  محاضرته بتوجيه نصيحة للإسرائيليين بأن عليهم أن يعيدوا  أحياء حل الدولتين الذي تسبب ناتنياهو بموته، هذا الحل الذي تنازل فيه الجيل الحالي من الفلسطينيين عن الكثير من حقوقهم في سبيل السلام .

وأضاف ان هذه النصيحة للإسرائيليين عليهم الأخذ  بها الآن لأنهم في المستقبل  سيلهثون وراء الجيل الفلسطيني القادم للقبول بهذا الحل، لآن الأجيال الفلسطينية تزداد صلابة وعلم ومعرفة  مع تقدم الزمن .

جاء ذلك خلال ندوة أورو متوسطية،  نظمها المركز الدولي للدراسات الجيو سياسية والاستشرافية وبالتعاون مع مركز الثريا للاستشارات والبحوث  ” أبحاث ” ومجلة أفريقيا- آسيا ، في جامعة السوربون في باريس ،  وقدم فيها نخبة من القادة والمفكرين  أوراق عمل ومحاضرات.

السابق
حزب الله بين تغيير قيادته … أو الإنهيار
التالي
نشرة «المستقبل» تسأل المتحمسين للتغيير: هل التغييرفي بيروت حصرا