حزب الله بين تغيير قيادته … أو الإنهيار

عذرا على صراحتي ... ولكن صار يجب أن نتكلم

نؤمن نحن الشيعة بالدليل القاطع أن الوحيد الذي له القدرة المطلقة على الحكم في كل المراحل المختلفة هو الإمام المعصوم الذي أمده الله تعالى بكل ما يحتاجه العباد والبلاد من قدرات علمية وروحية وبدنية .
أما غير المعصوم، فقدرته محدودة بما اكتسبه من قدرات تتفاوت بين هذا وذاك .

ومن المعلوم أن تنظيم شؤون العباد لا يتوقف على ظهور الإمام (ع)، بل يجب عند جميع العقلاء تنظيم جميع شؤون المجتمع في كل زمان ومكان .

وقد لجأ شيعة لبنان في هذا العصر -كغيرهم من الطوائف- إلى تأسيس أحزاب ﻹدارة شؤونهم . حيث أن النظام اللبناني نظام مؤلف من مجموعة أحزاب لمجموعة طوائف، وبالتالي فإن ما يتم الإتفاق عليه داخل كل حزب، فإنه سينقل لمؤسسات النظام ثم يصبح قانونا نافذا .
وبما أن حزب الله اليوم هو الذي يقرر الكثير من الشؤون الشيعية اللبنانية المفصلية، ويأخذ الآخرون الشيعة بهذه القرارات في المفاصل الرئيسية للطائفة، فإن هذه القيادة تتحمل مسؤولية الطائفة في شؤونها الداخلية والخارجية، إعترفت القيادة بذلك أم لم تعترف .

ومن المعلوم أن قيادة حزب الله الحالية وعلى رأسها السيد حسن نصر الله قد مضى عليها أكثر من 24 سنة في قيادة الحزب، وقد أعطت -مشكورة- ما عندها ولم يبق عندها ما تضيفه، كما هو واضح وجلي لكل متدبر فيما يجري وما بات الناس يجاهرون به علنا لكل مستمع غير أصم !!

ومن المؤسف والخطير في آن، أن القيادة الحالية قد عملت جاهدة على جعل نفسها أنها هي حزب الله وأن حزب الله هو هذه القيادة، متجاهلة عن عمد أن الإدارات تأتي وتذهب، بينما المسيرة والكيان والهيكل إذا كان مرضيا من الله تعالى، فإنه باق والقيادات تتبدل كما تبدل من كان قبلهم . حتى باتت هذه القيادة تتهم كل من وجه إليها نصيحة أو طرح عليها رأيا مخالفا ولو كان أحرص من الكثييير من القيادات على المقاومة، بأنه “يهاجم” حزب الله نفسه والمقاومة نفسها، بعدما شخصنت هذه القيادة الحزب وجعلته مساويا لها !!

السيد حسن نصرالله

لذلك، نجد أن الكثير الكثير من محبي وأنصار حزب الله، وبعدما رأوا الإفلاس لدى القيادة الحالية في مختلف الشؤون، ورأوا أنهم باتوا متهمين من قبل القيادة وبكل وقاحة بسبب ملاحظاتهم على ما يرتكب من أخطاء قاتلة ومهلكة، باتوا بين ثلاث خيارات لا رابع لها .

– فإما أن تبادر القيادة الحالية إلى التنحي وتسليم الأمر إلى “مؤهلين مخلصين متواضعين” لقيادة الحزب في هذه المرحلة بعدما أدخلته قيادته في متاهات كبيرة في مختلف الشؤون بسبب فقدها لكفاءة إدارة هذه المرحلة .

إقرأ أيضًا: «حزب الله» عانى الأمرّين بقاعاً..

– وإما تكابر القيادة الحالية، فتتوغل أكثر فأكثر في الأخطاء والإستعلاء التي ستدفع -حتى أبناء مسيرة حزب الله- للإبتعاد عن نفس مسيرة حزب الله كما ابتعدوا عمن سبق من حمام الشيعة في العقود الماضية، كالأحزاب الفلسطينية والقومية والبعثية والشيوعية والبكوات ووو بعدما أصرت على فشلها، والتي ما كان يخطر ببالها وهي في عز قوتها وعز ولاء الناس لها أنها ستخسر ولاء الناس لها بسبب انتهاء صلاحيتها للحكم بعد تغير الظروف وعدم أهليتها لمواكبة المتغيرات التي هي من سنن الحياة البشرية وعدم سماع نصيحة المخلصين لمجتمعهم من الشيعة .

وإذا نحت القيادة الحالية هذا المنحى، فإن الحال سيكون خطير للغاية، لأن الناس -بحسب الفطرة البشرية التي أثبتتها التجارب التاريخية القريبة والبعيدة- لن يستمروا بالانصياع لقرارات هذه القيادة المنتهية الصلاحية، وسيتوجهون لحفظ مصالحهم إما إلى تأسيس هيكلية جديدة، سينتج بسببها صدامات شيعية/شيعية، ﻷن النزاع سيكون على زعامة نفس الطائفة كما حصل سابقا .

إقرأ أيضًا: حزب الله المتفوق برًا وبحرًا وجوًا… استولى على بريتال!

– وإما أن يتوجهوا للإلتحاق بركب جهات أخرى يرون فيها مصالحهم الدنيوية والأخروية التي فطرنا الله تعالى على الحاجة إليها . وسيكون في ذلك عودة للوراء لشيعة لبنان .

وإذا ما وجد الناس أنهم مضطرون للإختيار بين الخيارين الأخيرين إذا لمسوا التعنت من القيادة الحالية في تسليم الأمر ﻷهله وترك المكابرة والتمثيل على الناس من خلال إطلاق الشعارات البالية من على المنابر والتلفزيونات، والتي ما عادت تمر على أحد، فإن ما سيجري عندها حتما ستكون أمور خطيرة وكبيرة .
وقى الله الشيعة شرها!!

السابق
نوال بري تقدّم استقالتها من الجديد والسبب…
التالي
دحلان: إسرائيل ستلهث وراء الفلسطينيين للقبول بـ«حلّ الدولتين»