ترهيب وتجاهل… يستهدف انصار لوائح المعارضة الشيعية…

لماذا لم تنل معارضات لوائح البلديات في بنية حزب الله، ما نالته لوائح المعارضات المحسوبة ضد الحريري. وكأن الداعمين للمعارضات تأقلموا وسكتوا في مناطق "الهيمنة الشيعية"، ما هي القطبة الخفية؟ هل الجهات الداعمة تتأقلم مع البيئة الحاضنة للثنائي؟! أم أنها تخاف فتتحرك بحريّة أكثر في العاصمة؟

مفارقة لافتة طغت على معارك الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى (بيروت والبقاع). فتمحورت ردود الفعل والتحليلات الصحافية والإعلامية حول (لائحة البيارتة) واللائحة المعارِضة لها (بيروت مدينتي)، وهذا طبيعي لاعتبار بيروت هي عاصمة لبنان واللبنانيين.

غير أن هذا الاهتمام لم يتخط أسوار بيروت. حيث دارت معارك طاحنة في محافظة البقاع، وخصوصاً في البيئة الحاضنة للثنائي الشيعي ورأس الحربة فيه حزب الله.

طغى الصّمت واختفت ردود الفعل. وبلعت وسائل الإعلام حبرها وألسنتها. وسكتت عن الكلام المُباح!!!
فلو طُبقت النسبية لاخترقت لوائح المعارضة في الحاضنة الشيعية البقاعية لوائح حزب الله ونزلت شريكة في كل اللوائح وخصوصاً في بعلبك حيث برزت بقوة لائحة (بعلبك مدينتي) ولم يأت أحد على ذِكر غالب ياغي، أو المعارضين الآخرين، وكأنّ بعلبك تسبِّح بحمد حزب الله. فلماذا الصّمت الشيعي واللبناني والرسمي والإعلاميّ عن فعاليّة هذه المعارضة الشيعية. خصوصاً إذا ما اعتبرنا أن “المذهبية” كانت السّمة البارزة، للانتخابات، فتحوّلت من استحقاق وطني إلى استحقاق مذهبي بامتياز، أو هكذا حوّلته الكتل المذهبية الوارثة.

اقرأ أيضاً: الناخبان السني والشيعي: مستاء من قيادتي، لكن أحتاج إليها

المهم أن المجالات والإمكانات رحّبت بكل صوت ضد لائحة البيارتة، وضد الحريري والحريريّة انفتحت لهذه الأصوات الصفحات والشاشات والتحليلات الصحافية، ولكنها خرست تماماً حين كان الأمر يتعلق بالـ”بيئة الشيعية” الحاضنة. لا لوحات إعلانية، ولا نقاشات على الشاشات ولا أخبار تلفزيونية أو مسموعة او مقروأة، لم يدعم الدّاعمون، المجتمع المدني المنتشر في مناطق الهيمنة الشّيعية. فلم تكن لوائح المعارضات ضد حزب الله محل اهتمام أو تساؤل. ومع سيادة لوائح الثنائي الشيعي التوافقيّة، كان الاهتمام هامشياً بالمعارضات، وباللوائح المستقلة وبالمستقلّين جملة وتفصيلاً. مع أنها أحياناً كثيرة في بعض القرى كانت تخترق لوائح الثنائي، وتأتي بأصوات تعادل النصف أو تصل نسبة 45% كما هي الحال في لبّايا – البقاع الغربي.

الانتخابات البلدية في بيروت

لكن لم يلتفت أحد لهذه المعارضات لأنها ليست تناطح “قطاع المستقبل” وليست تتوحّد في وجه “الحريرية” السياسيّة. فلم يأت على ذكرها أحد.

اقرأ أيضاً: دعوة الماكينة المدنية والإعلامية والإعلانية إلى معركة بلديات الضاحية

إن تهميش هذه اللعبة الديموقراطية للقوى المعارِضة تعكس جوّاً عاماً، وقطبة مخفيّة. إن الداعمين للمجتمع المدني يوجهون دعمهم ضد اتجاه واحد، هو “الحريرية”، ويُريح الاتجاه الآخر: الثنائية الشيعية، وكأن هناك ارتياح لمسيرة الدعوشة. وكأن المنطقة ترتاح لدعوشة المذاهب أكثر، أو هي بدأت تتعايش معها، في المجتمع، والإعلان، والإعلام، والنصر، والهزائم.

السابق
قضية سامر واليسار الـ«فالصو»
التالي
زين العمر لـ عادل كرم: يا هبيلة محل ما بتدعس إجري بدّك الف سنة حتى تحط راسك يا غبي