تحالف عون-القوات نجح…فهل يستمر في بلديات جونية؟

فيما تستعدّ محافظة جبل لبنان لخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، استمرّت القراءات السياسية في أرقام نتائج الانتخابات ودلالاتها في كلّ من بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، في وقتٍ بدأ بعض التحالفات بمواجهة صعوبات، على غرار ما سُجّل أمس من وقائع تشير إلى أنّ التحالف "العوني" ـ "القواتي" مقبل على تنافس في جونية، وذلك خلافاً لتحالفهما في زحلة.

ما ان صدرت النتائج الرسمية لعمليات فرز آلاف الصناديق، حتى تبين ما أثارته النتائج المثبتة لاحقا من صدمات ومفاجآت بدا مرشحاً لاحداث تداعيات سياسية بعيدة المدى.

ومع بدء إعلان النتائج رسمياً انشغلت أوساط خبراء الانتخابات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، والسفارات العاملة في بيروت، وفق في قراءة نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، والتي من شأنها، قبل اكتمالها ان تضيء على المشهد السياسي والنفوذي وطبيعة التحولات والتغيرات في البيئات العائلية والطائفية،وقدرة الحركات المدنية وغيرها على أساس احتمال التغيير من الداخل.

فلم يعد خافياً في ظل ما تضمنته الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري عصر أمس اثر التثبت من فوز لائحة “البيارتة” في بيروت أو اثر “الزلزال” السياسي الذي ضرب زحلة بفعل انتصار لائحة “انماء زحلة” المدعومة من الأحزاب المسيحية الثلاثة على لائحتي “الكتلة الشعبية” والنائب نقولا فتوش بان تداعيات من العيار الثقيل ستتوالى تردداتها طويلا وربما انسحبت على وقائع انتخابية مقبلة في مناطق جبل لبنان والشمال خصوصاً.

مصادر مواكبة للائحة “البيارتة” قوّمت نتائج الانتخابات فقالت ان ما جرى أثبت أن الحريري “اضطلع بدوره كزعيم وطني وليس فقط كزعيم بيروتي. فهو على رغم كل الصعوبات التي واجهها إستطاع خلال 10 أيام فقط إستنهاض الشارع البيروتي فكان الصانع الاول للمعركة الانتخابية”.

إقرأ ايضاً: صفعتان على وجه حزب الله: بعلبك والهرمل قالتا «لا»

سعد الحريري
سعد الحريري

وقالت أوساط نيابية في 14 آذار لـ”النهار” إن انتقادات الحريري في كلمته أمس طاولت من دون تسمية الاحزاب في الاشرفية كما طاولت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. ولفتت الى ان هناك أحباطا من موروثات المرحلة الاخيرة تسبب بالارباك في إدارة المعركة. ولم تستبعد أن تظهر تداعياتها في المرحلة التالية من الانتخابات في جبل لبنان الاحد المقبل وخصوصاً في إقليم الخروب.

من جهتها، أشارت “السفير” إلى أن الحريري خرج من انتخابات بيروت مأزوماً. وكان خطابه أمس يشي بهذه النتيجة. ميشرةً إلى أن الحريري أبلغ بعض معاونيه كلاماً خطيراً قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع في بيروت: “إذا سقطت “لائحة البيارتة” أو اختُرقت، سأعتزل العمل السياسي نهائياً”. هذا الكلام بلغ مسامع قيادات سياسية أخرى أبرزها الرئيس نبيه بري!

كما رأت “الاخبار” أن الرئيس الحريري يعيش واحدة من أسوأ المراحل التي مرّ بها منذ دخوله عالم السياسة. وذلك أن نتائج انتخابات بلدية بيروت أول من أمس كشفت الكثير من الثغر التي ترقى إلى مستوى الفضيحة. «لائحة البيارتة» التي قاد الحريري بنفسه حملتها الانتخابية في أحياء العاصمة، وجمعت غالبية أحزاب السلطة، نالت أقل من 10 في المئة من أصوات أهل العاصمة. أما منافسوه، فحصدوا، متفرقين، نسبة قريبة. إذا صح هذا القول، فهذا يعني أن النتيجة كادت أن تكون أكثر سوداوية لتيار المستقبل مما هي عليه الآن. كان بمقدور قوى 8 آذار وحدها أن تُسقِط لائحته، فيما لو قررت يوم الانتخابات حشد أصواتها لتصبّ في مصلحة «بيروت مدينتي» ونحاس ومرشح «الأحباش»!

زحلة

إقرأ أيضاً: المختار ليس لتصديق الأوراق.. الرفاعي لـ «جنوبية» ترشحت لأكون أبًا للحدادين وحاميًا لها

في زحلة، فان وقع فوز لائحة أسعد زغيب بدا مدوياً، خصوصاً ان اللائحة المدعومة من الاحزاب الثلاثة اكتسحت المقاعد الـ21 جميعا بغالبية 10510 أصوات في مقابل 8896 صوتاً للائحة “الكتلة الشعبية ” و7044 صوتاً للائحة النائب فتوش.

وفي قراءة مجرّدة للأرقام، يمكن الاستنتاج أنّ القوى الخصمة للأحزاب في المدينة جمعت ما يقارب 15800 صوت، أي نحو 60% من المقترعين الزحليين، مقابل نحو 40% للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك نحو الخمسة آلاف شيعي وسنّي (من أصل 6 آلاف مقترع) أعطوا سكاف وفتوش أصواتهم، فهذا يعني أنّ 10800 ناخب مسيحي أعطوا أصواتهم للّائحتين المنافستين للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك ألف صوت سنّي وشيعي صبَّ في مصلحة لائحة الأحزاب، فهذا يعني أنّ اللائحة حصلت على أصوات 9500 مسيحي. والترجمة لذلك، في شكلٍ حسابي، أنّ 10800 مسيحي اقترعوا لسكاف وفتوش مقابل 9500 للأحزاب، أي أنّ الدفّة ما زالت تميل، مسيحياً، لغير مصلحة الأحزاب التي راهنَت على أن تحظى بدعم يقارب 70% أو 80%، بل 86% لعون وجعجع وحدهما، من دون حزب الكتائب.

إقرأ أيضاً: ياغي: حزب الله اضطر ان يستخدم الرشاوي في بعلبك

على الأحزاب أن تدرس أنّ تحالف رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لم يحقّق “التسونامي المسيحي” المطلوب، بل أعطى نتائج عكسية أحياناً.

السابق
بماذا هدد «الحريري» في حال اخترقت لائحة «البيارتة»؟
التالي
الطقس ليوم 11 حزيران غائم جزئيا دون تعديل في الحرارة