اما أن تتغير وتغيِّر وأما أن تبقى مدمنا…

التغيير

قصة الليلة هي من قسمين، قسم يعرض قصة فيلم و قسم من تأليف #ميراز_الجندي يقارب فيه لحال بعض اللبنانيين، فهل هناك من يعتبر ويتقي الله في نفسه ووطنه. شاب أمريكي صور فيلم أسماه سوبر سايزمي ..Super size Me.

اقرأ أيضاً: نديم قطيش: من عاقب من في بيروت؟

ملخص الفيلم أن هذا الشاب يريد أن يبين أثر (الفاست فود) أي مطاعم الوجبات السريعة وخصص بعض من هذه المطاعم بهذه التجربة..
قال أنه خلال 30 يوماً سوف يأگل الوجبات السريعة (فطور، وغداء، وعشاء) ويراقب ماذا يحصل له مع مرور الوقت…
في بداية الفيلم يجري تحاليل لنفسه، يشرف عليها أكثر من طبيب سبق أن أخبرهم بتجربته التي ينوي خوضها…
طبعاً الأطباء تنبئوا أنه سوف يزيد وزنه بعد التجربة، بسبب ارتفاع نسبة الدهون.

آخر-إبداعات-دبي..-النبيذ-الحلال-الخالي-من-الكحول
في الأيام الأولى من تجربته كانت النتائج: أنه يحس بالاكتئاب والكسل والخمول مع إحساس بالجوع والإدمان على هذا الأكل يعني كل مرة يأگل يشعر بالرغبة في المزيد ..
الخلاصة: عندما بدأ يشعر أنه غير طبيعي .
ذهب ليجري التحاليل قبل اكتمال الـ30 يوم …
فماذا كانت النتيجة؟
لقد صُدم الأطباء!
قالوا له: أنت تشرب گحول!
قال لهم: لا…
أشاروا إلى أن الكبد تعب جداً، ولكثرة الترسبات الملحية فيها أصبحت كأنه متشمع! وبدأت تتلف..
وأن نسبة الدهون مرتفعة جداً! وكأنه كبد شخص مدمن.
ووجدوا مادة تسبب الذبحة الصدرية مترسبة بشكل لايحصل إلا عند كبار السن.
وأن مستوى السكر بالدم مرتفع بدرجات خيالية …
صعق الشاب، والطبيب من الصدمة لم يصدق أن كل هذا من الوجبات السريعة لأن تحاليل الشاب كأنها تحاليل رجل في سن الشيخوخة!
طبعاً الأطباء أمروه بإيقاف التجربة فوراً لخطورتها الكبيرة على صحته…

– أما في زمن السياسة والانتخابات وعسل البرامج وسم الوعود هناك إدمان غير مسبوق على الاستزلام والتسليم لواقع ما وإنشاد التغيير من خلف الشاشات ومن خلال “العشوات والغدوات والمراثونات” وحتى بعض التظاهرات… والكلمات الرنانة التي لا تغني ولا تثمن من جوع.
إنه الباطل، أنه التلبية للزعيم والاسترزاق على فتاته متناسين أن الرزاق هو الله …
نعم أدمن بعض اللبنانيين النق، أدمن البعض رائحة النفايات، أدمن البعض مشاهدة وبقاء الزبالة، أدمن البعض الإثم حتى اخذتهم العزة بذلك .
يطلبون التغير ويشتكون من الأحوال ولا يعملون للتغير.
نجلس في مكيفات الهواء ونفتخر بماركة الملابس والجوال… أنه الإدمان وأدمان الشر والسوء لا يكون فقط بالمخدرات والكحول والفواحش وكل ما سبق هذا إدمان الشر المبطن… حتى اختلط الصالح بالطالح، والتفاحة الفاسدة تفسد صندوقا وهكذا الأمور في بلادنا.
ولأننا لا نحب شراء التفاح بالكيلو بل بالصندوق كاملا “زي ما هو” آملا في توفير دون أن نلاحظ أن الصندوق ضربه الفساد من التفاحة الفاسدة.
البائع تاجر لا يتقي الله والشاري أنت عزيزي المواطن فاحرص على الاختيار … واتقي الله في أرضك ووطنك وأولادك.
العبرة واضحة والحكمة أيضا جليه: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” …”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
انتبهوا من الإدمان واعملوا على تجنبه والتغيير للخير.
ابتعد عن الإدمان لأنه يحولك لعبد وفيه ضرر…
عش الحرية فعلا وليس فقط قولا وذلك بالتحرك لذلك دون الاكتفاء بالقول…
انت وحدك تغير وصوتك في الصندوق يصنع التغيير… اما أن تتغير وتغيِّر وأما أن تبقى مدمنا!؟

 

السابق
ما هي أسباب العجز الجنسي عند الرجال‏؟
التالي
السيد الأمين: طرح الكاردينال الراعي جيّد و«لكنه لا يعالج مشكلة المسلمين»