أزمة «حزب الله».. «اعلان النوايا» والحرج مع الحليف

قالت “السفير” إنه صحيح أن “حزب الله” حصد غمار ما يزرعه في “ساحته” (النموذج الأبرز في بعلبك وبريتال)، لكن لم يعد خافياً على أحد أن الحزب يكاد يتمنى لو أنه يعفي نفسه من هذا الاستحقاق الذي يجعل بطون معظم القرى والبلدات والمدن الجنوبية والبقاعية (وبعض جبل لبنان) مفتوحة ومشرعة على نبش أحقاد وعصبيات تتناقض كلياً وتضحيات الحزب الكبيرة وما ينبري له من دور على الصعيد الإقليمي.. ومن يقرأ خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، لن يجد صعوبة في قراءة مفردات لم يستخدمها قائد حزبي مثله في أي خطاب من قبل.

ورات “السفير” أن الحزب يدفع أثمان “تحالف رباعي” حوّل ميشال عون إلى “تسونامي مسيحي” غير مسبوق في التاريخ السياسي اللبناني منذ الاستقلال حتى ربيع العام 2005، ومن ثم يدفع الحزب على مدى عقد من الزمن أثمان “تفاهم سياسي” مع “الجنرال”، برغم أن كل طرف يمتلك “فاتورة” مختلفة لحسابات الربح والخسارة، وها هو الحزب يدفع في العام 2016 أثمان “تفاهم معراب”.

لنقرأ ما كتبه الزميل جان عزيز (مستشار عون) في حسابه الشخصي (الفايسبوك)، أمس الأول: “إذا بالرئاسة في هيدي عين (عون) وهيدي عين (سليمان فرنجية) وبزحلة صار في 3 عيون (ميريام سكاف ونقولا فتوش و”التيار”)، لكن بكرا بانتخابات جزين واصلين على السبع أعين… جنرال، سيد، ما بعرف إذا عارفين. واجبي قلكن إنو سوء التفاهم بألف خير!”

لقيادة “حزب الله” وفق “السفير” أن تخوض في أبعاد مثل هذه “الرسائل”، وهي التي كانت قد استمعت جيداً الى شكوى تبرع “ممثلو الرابية” بنقلها إليها احتجاجاً على تسمية مرشح لـ”حزب الله” في لائحة “الكتلة الشعبية” في زحلة. نسي “المتبرعون” أن الحزب قرر في الانتخابات البلدية الماضية في العاصمة أن يضحي بمقعده البلدي احتجاجاً على بلوغ مفاوضات انضمام “التيار” إلى اللائحة الائتلافية البيروتية.. الحائط المسدود.

في العام 2016، أعفى “التيار” نفسه وفق “السفير” من مجرد إعطاء “علم وخبر” للحزب. اكتفى “الجنرال” بتفويض سمير جعجع أن يفاوض باسمه تيار “المستقبل” وكان له ما يريده من “حصة”، فيما كان الحريري يجاهر في يوم الانتخابات أن عدم وجود “حزب الله” في “لائحة البيارتة” شكّل قيمة مضافة لها! هذه “العينة” ويوجد مثلها العشرات، تكفي للتدليل أن قدرة الرابية على الجمع بين “إعلان النيات” و”تفاهم مار مخايل” هي المعيار والأساس. من حق “الجنرال” أن يستفيد من “متراس معراب” لقطع الطريق رئاسياً على سليمان فرنجية، لكن هل يبرر له ذلك أن “يمون” على ما ليس بمقدور الحزب أن يتحمله لا في ثقافته.. ولا في أدبياته؟

ليس من مصلحة “حزب الله” بحسب “السفير” أن يرفض كل ما من شأنه تمتين الوحدة المسيحية وطي صفحة الماضي بين “القوات” و”الجنرال”، وهو إذا تعامل سلباً مع هذا التطور النوعي في الساحة المسيحية، لكأنه يرفض بذلك طي صفحة الماضي بينه وبين حركة “أمل” بكل ما تسببت به من ندوب وجراح في “البيت الشيعي”.

السابق
الخلاف العوني يتفاعل و«التيار» يحقق
التالي
ما الذي حدث في بيروت قبل يومين؟