ياغي: حزب الله اضطر ان يستخدم الرشاوي في بعلبك

كما كانت التوقعات شهد الاستحقاق البلدي بقاعا معركة "كسر عظام"، وعلى الرغم من فوز اللوائح المدعومة من تحالف "حزب الله" وحركة "أمل" في معظم المدن وخصوصاً في بعلبك وبريتال والهرمل، إلا أنه لم يكن استحقاق أمس يوما سهلا على الثنائي الشيعي.

عكست نتائج الانتخابات البلدية في منطقة البقاع مدى دقة الوضع، حيث فازت لائحة “الوفاء والتنمية” المدعومة من حزب الله في مدينة بعلبك بكامل اعضائها الواحد والعشرين بفارق 700 صوت فقط عن أول الخاسرين في اللائحة المنافسة “بعلبك مدينتي” التي يرأسها رئيس البلدية الأسبق غالب ياغي والمؤلفة من ممثلين عن العائلات.

واستنادا الى الماكينات الانتخابية للاحزاب، فانه حوالي 46% من أهالي مدينة بعلبك أدلوا بأصواتهم ضد حزب الله إذ لم يتمكن الحزب من جذب أصوات أهالي بعلبك لصالحه على الرغم من حشد طاقته للتحالف مع “أمل” و”القومي” و”البعث” و”التيار” و”جمعية المشاريع” لخوض المعركة ومبارزة لائحة ياغي المتمايزة سياسيا.

لائحة بعلبك مدينتي
لائحة بعلبك مدينتي

هذه النتيجة، رأى فيها المراقبون بمثابة فضيحة كبيرة لحزب الله، لأن هذا الرقم يعكس انحسار القاعدة الشعبية للحزب في المدينة بشكل كبير بحيث بات يمكن الجزم أن بعلبك بدأت تشهد انقلابا تاريخيا وهو الذي فاز في دورة 2010 ، بفارق بين آخر الفائزين وأول الخاسرين بنحو 1500 صوت في وجه لائحة ياغي.

لم يكن فقط انحسار الفارق هو البارز فحسب، انما أيضًا تشكيل حزب الله تكتل حزبي واسع في مواجهة اللائحة المنافسة بخلاف المرة السابقة حيث كانت اللائحة مدعومة من أمل وحزب الله فقط.

وفي هذا السياق، علق المرشح المنافس للحزب غالب ياغي على نتيجة الاستحقاق لـ “جنوبية” أنه “بمجرد الوقوف بوجه هذا التكتل الكبير واحراز هذا الفارق يعتبر نصرا كبيرا لنا. خصوصا أننا حققنا هذه الأرقام من محبة الناس ولن نلقى دعما من أي جهة كانت”.

وأشار ياغي إلى أنه ” كان التوقع من قبلنا فوز لائحة بعلبك مدينتي واحداث الحزب وحلفائه خروقات، لكن عنصر المال لعب دوره أمس باعطاء الرشاوي مقابل التصويت للائحة الحزب”.

إقرأ أيضًا: بعلبك (1998 – 2016): هل ينتصر الإنماء على سلاح حزب الله مجددًا؟!

وتابع “لا نود أن نظهر وكأننا نبرر الخسارة لكن نحن نعتبر أننا فعلنا ما يجب فعله للحفاظ على كرامة بعلبك التي أصبحت مهمشة وتعاني من تردي الأوضاع المعيشية والامنية، بسبب هيمنة الحزب”. مشيرا الى أنه “تسود في بعلبك نقمة كبيرة وهذا ما دفعنا لخوض المعركة في وجه تحالف الحزب وأمل”. وأضاف “لا أريد أن الوم الناس لكن الجوع كافر”.

غالب ياغي
غالب ياغي

وخلص ياغي بالتأكيد إلى أنه “ما من شيئ يؤثر على مبادئنا واننا باقون على مواقفنا ازاء التجاوزات والهيمنة القائمة”. شاكر جميع من وقف إلى جانب لائحته المستقلة بالرغم من كل الضغوطات والمضايقات التي مورست عليهم”.

ومن جهة أخرى، شكلت لوائح العائلات مأزقا كبير لحزب الله بعدما زاحمته في المعارك البلدية في بريتال واللبوة، وقرى وبلدات أخرى وصولاً إلى الهرمل، حيث تدنت نسب الاقتراع في هذه المدينة فضلاً عن إشكالات وإطلاق نار كما تردّد.

إقرأ أيضًا: أهالي بعلبك يردون على حزب الله ويشكلون بلدية «بعلبك بالقلب»

إلى ذلك، ترجم تراجع “حزب الله” بلديا بقاعا مع تراجع نسبة البلدات التي فازت بالتذكية، ففيما سجلت في العام 2010، محافظتا البقاع وبعلبك- الهرمل، أعلى نسبة مجالس بلدية فازت بالتزكية. إذ فاز من أصل 155 مجلساً بلدياً 55 بالتزكية، أي ما نسبته 35.5 في المئة. انخفضت النسبة في الدورة الحالية، فلم يفز بالتزكية غير 17 مجلساً، في حين أجلت الانتخابات في 4 بلدات، هي تربل (إلى حين فصل سجلاتها عن إشهابية الفاعور، وهي بلدة مستحدثة) وعين عطا وحوش الحريمي وجديتا.

السابق
ناشطو الحرك المدني يشبهون أصوات البيارتة بالنفايات
التالي
المختار ليس لتصديق الأوراق.. الرفاعي لـ «جنوبية» ترشحت لأكون أبًا للحدادين وحاميًا لها