انتخابات بيروت… انتصار بطعم الهزيمة ام ماذا؟

انتهت الانتخابات البلدية ليل أمس في بيروت لتظهر عدة اتجاهات جديدة، او محاولات جديدة، في سبيل تغيير التركيبة السياسية البيروتية. انتهت هذه الانتخابات بدلالات كبيرة قد تؤسس لهذه التغيرات والتي قد تعكس عاملين مهمين يعمل بعض الداخل والخارج على تحقيقهما، وهما اضعاف الحريرية السياسية في سبيل شرذمة القرار السني في لبنان، وتحقيق السيطرة الشاملة للمحور الإيراني على مفاصل السياسة اللبنانية عبر اطباقها وحلفائها على القرار السياسي اللبناني.

اقرأ أيضاً: «بيروت مدينتي» تشتكي من تجاوزات: نسبة التصويت 13% !

في قراءة أولية لنتائج فرز هذه الانتخابات تبين ما يلي؛

انعكس صراع تيار المستقبل مع خصومه وخلافه مع الحلفاء، ترجمة حقيقية في صناديق الاقتراع البلدية فتخلت عنه احزاب 14 آذار المسيحية، ولحقت بـ (حركة امل، حزب الله، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، وغيرهم) الذين صبوا معظم اصواتهم للائحة المعارضة (بيروت مدينتي). غير ان الكتلة السنية البيروتية أتت لتنقذ المستقبل وتهدي الحلفاء الذين خذلوه انتصاراً محققا.

سعد الحريري

لم يتغير شيء كثير في هذه الانتخابات عما سبقها. فقد بقيت الكتل الطائفية والمذهبية مكانها، وبقيت وفيّة لأحزابها. ولا بد من الإشارة الى ان الظروف التي وصل اليها البلد وبيروت خصوصا منذ لحظة “تسييس” الحراك المدني بسبب ازمة النفايات (والتي تمت ادارتها في مكان ما) والى لحظة انتصار “الهزيمة” في الانتخابات البلدية في بيروت، كانت العامل الأساسي بجانب عوامل أخرى عمل “مهندس” الوضع الداخلي والإقليمي على تصميمها بشكل كامل لتصب في مصلحة أهدافه.

ان هذا “المهندس” يعلم جيدا ان بيروت منذ هذه اللحظة تصبح قسمة على ثلاثة حسب دوائرها الثلاث في الانتخابات النيابية. وهذه النتيجة تؤسس لضرب المستقبل كلياً في دائرة وجزئياً في دائرة اخرى. فالهدف لم يكن ابداً نفايات وبلدية (مع احترامنا للقضيتين ووجود الكثيرين من الشرفاء). الهدف كان وما زال منذ شباط 2005 وموجة الاغتيالات التي حصلت، هو في السيطرة على المجلس النيابي تمهيداً للسيطرة التامة.

اقرأ أيضاً: طريق الجديدة انتخبت «البيارتة» بديمقراطية… وكسل!‏

ان ما حصل في هذه الانتخابات لا يمكن ان يمر مرور الكرام وهو بدون شك سيؤدي الى تحالفات جديدة في الانتخابات القادمة، غير انه ومن المؤكد ايضاً ان الرياح لا تجري دائماً كما تشتهي السفن.

 

السابق
ارتفاع وتيرة تقديم طلبات الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب
التالي
الاصلاحيون يتمددون في البرلمان الايراني الجديد