المختار ليس لتصديق الأوراق.. الرفاعي لـ «جنوبية» ترشحت لأكون أبًا للحدادين وحاميًا لها

لا ينظر اللبنانيون للمخترة، إلا كوظيفة محصورة بتصديق المعاملات وإصدار بعض الأوراق الثبوتية، فتتلخص بذهنية اللبناني التقليدي هذه الانتخابات بالتصويت لشخص يمضي ستة أعوام بين الختم والطابع، لذا نرى عمومًا الانتخابات الاختيارية لا تحظى بضجّة البلدية.

إلا أنّ المختار كما كلّ موظف في الشأن العام إن أراد أن يقدّم لبلدته الخدمات وأن يساهم في تطويرها فهو يملك من خلفية منصبه الحيثية التي تمكنه من ذلك، غير أنّ (إن الشرطية) في عبارة “إن أراد” تدفع الشريحة الكبرى من المرشحين لهذا المنصب خصوصًا والمعنيين به كمخاتير مارسوا المنصب سابقًا وما زالوا حتى الآن عمومًا، يستسهلون المهمّة فيحوّلون مراكزهم إلى “قهوة”، ويجلسون وراء مكتب ضخم حيث يستقبلون المواطنين ويسعّرون الختم حسب أهمية الورقة، ويتلكؤون بإصدار إخراج القيد حسب المزاج والنشاط.

عبد المجيد رهيف الرفاعي مرشح مختارية الحدادين
عبد المجيد رهيف الرفاعي مرشح مختارية الحدادين

في الحدادين تختلف الصورة، فمرشحها لا يحتاج للمقعد الاختياري بقدر ما يحتاج المقعد لأمثاله، هو عبد المجيد رهيف الرفاعي، والذي ينحدر من عائلة لعبت دورًا رائدًا في المراكز الاختيارية منذ أكثر من 70 سنة من الشيخ رشيد الرفاعي للشيخ رفيق الرفاعي الذي أسس رئاسة رابطة المخاتير وصولاً للمختار فواز الرفاعي وغيرهم.

الحدادين تشهد دائمًا معارك انتخابية حامية، نظرًا لوصول عدد الناخبين بها لـ 32 ألف ، السيد عبد المجيد رهيف الرفاعي وفي حديث لـ”جنوبية”، يتوقف كثيرًا عند هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها، ويسترسل في تسليط الضوء عمّا تحتاجه وعن الخدمات التي لا بدّ من تقديمها.

إقرأ أيضًا: التوافق الطرابلسي ينهي الإنتخابات البلدية ويكشف المجتمع المدني
الرفاعي حينما يتحدث عن طرابلس عمومًا وعن الحدادين خصوصًا، يسمعك الكثير من الأفكار والعديد من الرؤيا والخطط التي تصب بمصلحة المدينة، وعند سؤاله إن كان سيستطيع تحقيق كل ما يحاورنا به من منصب المختار، يقول بثقة “أول وصيّة حملتها لابني الإعلامي في تلفزيون لبنان نبيل الرفاعي أن تكون مدينته أولاً، وها هو اليوم لا يهمل طرابلس من تقاريره ومن مهنته فتأخذ الحيز الأوّل ويعمل جاهدًا لأجلها”، ويضيف “إن كانت وصيتي لابني كذلك فكيف أنا؟”.
وعن السبل التي سوف توصله لهذا المنصب، يقول “أنا ترشحت من حيثية عائلية تاريخية وبابي مفتوح لكل من يريدون تبني ترشيحي من سياسي المدينة ولست على خلافٍ مع أحد إذ لا اتوقف عند المسببات السياسية وإنّما عند المجتمع وتطويره وهذا ما يجمع كل أقطاب المنطقة على اختلاف توجهاتهم”.

إقرأ أيضًا: مخاتير صيدا يكشفون أسرار المهنة ويقولون: لسنا معقبي معاملات!
يتابع الرفاعي في سياق الحديث عن مهمات المختار، معلقًا “مضحك أن يخلصوا عمل المختار بورقة وقلم وطابع، المختار الذي يحب بلدته يملك من الصلاحية ما يكفي للعمل من أجلها إن بالتواصل مع السياسيين أو مع المنظمات الدولية”، مضيفًا “بمخترة وبدونها أنا أعمل لمدينتي وسأظل ولكن المنصب يمنحك حيثية للتعامل بجدية أكثر”.

ويختم الرفاعي كلامه مؤكدًا “ الانتخابات هي لعبة ديمقراطية ونحن جميعنا عائلة واحدة، من يحقق الفوز سوف نقول له مبارك ونمد له يد العون، ومن لم يوفق فالتجربة بحد نفسها هي شرف ومحاولة، وفي نهاية المطاف سنظلّ نعمل لأجل البلدة يدًا بيد”.

السابق
ياغي: حزب الله اضطر ان يستخدم الرشاوي في بعلبك
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الاثنين 9-5-2016