الاصلاحيون يتمددون في البرلمان الايراني الجديد

تلقى التيار الأصولي الذي مازال حاكما في إيران، صفعة مدوية في البرلمان المنتخب حديثا، حيث ظهرت إلى العلن، أولى تباشير التكتلات النيابية، إثر صدور نتائج الدورة الثانية للانتخابات التشريعية، التي تلوح من خلالها ملامح إصلاحية.

تبشر الاجتماعات الجارية بين المكونات السياسية التي تمكنت من إيصال ممثليها إلى الندوة البرلمانية، بولادة تحالف ضخم يضم الإصلاحيين والمعتدلين إضافة إلى العدد الأكبر من المستقلين والأقليات، بغية تشكيل أوسع تكتل نيابي بوجه التيار الأصولي، الذي ظل حتى الإعلان عن انتهاء هذه الدورة الانتخابية مسيطرا على البرلمان الإيراني.

اقرأ أيضاً: «الدولة الإسلامية» في إيران 2/1: انقلاب… لا ثورة

فالمعلومات المبنية على النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، التي تم الإعلان عنها يوم السبت الماضي في 30 نيسان، تؤكد أن “لائحة الأمل” أو “ليست اميد” المؤلفة من تحالف الإصلاحيين وأنصار روحاني، بقيادة مستشار الرئيس الإيراني الأسبق السيد محمد خاتمي الإصلاحي محمد رضا عارف، توسعت رقعتها في البرلمان بعد صدور نتائج الدورة الثانية، ومن الممكن أن تشكل كتلة وازنة، من خلال التحالفات التي بدأت تلوح في الأفق.

التدخل الايراني في سوريا

ملامح التكتلات النيابية بدأت بالظهور تدريجا، والجدل حول شكلها النهائي سوف يحسم في غضون أيام، رغم أن الخلاف ما زال محتدما بين الإصلاحيين والمتشددين على تسمية الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية. فالمتشددون يدعون أنهم الفائزون وكذلك الإصلاحيون، ولكل واحد من الطرفين قراءته الخاصة لنتائج الانتخابات، وكل طرف منهما يدعي اجتذاب المستقلين الذين يشكلون “بيضة القبان”، إلى جانبه.

فقد أوردت وكالة “إيسنا”، النتائج النهائية على الشكل التالي: فاز الإصلاحيون ب 121 مقعدا، والاصوليون ب83 مقعدا، بينما حصل المستقلون على 81 مقعدا، مع إتاحة 5 مقاعد للأقليات (يهود، أرمن، أشوريون وزرادشتيون).

وكالة “فارس” أكدت أن الأصوليين حصلوا على 126 مقعدا، الإصلاحيين 112 مقعدا، المستقلين 43 مقعدا، المعتدلين 9 مقاعد ولم تأت على ذكر مقاعد الأقليات.

ورأت وكالة “مهر” أن مناوئي رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، قد انخفض عددهم بشكل كبير، في المجلس المنتخب، نسبة إلى عددهم في المجلس المنتهية ولايته، ولم يتمكنوا من الفوز بثقة الشعب، بسبب مواقفهم المتحجرة.

اقرأ أيضاً: موت ولاية الفقيه: إيران الجديدة هل ستحترم العلاقات بين الدول

ووفق صحيفة “اعتماد” فإن 12 نائبا فقط، من أصل 80 نائبا، كانوا قد صوتوا في البرلمان التاسع، ضد توقيع الاتفاق النووي، تمكنوا من دخول الندوة البرلمانية. إضافة إلى فوز 13 نائبا فقط من أصل 97 نائبا، كانوا يشكلون “تكتل الأصوليين” في المجلس، الذي يرأسه غلام علي حداد عادل نسيب المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. ومن تكتل “أتباع خط الولاية”، المشهور باسم تيار “داعمي علي لاريجاني” الذي يبلغ تعداده 151 نائبا، تمكن من الاحتفاظ بمقعده في البرلمان العاشر 43 نائبا فقط.

 

السابق
انتخابات بيروت… انتصار بطعم الهزيمة ام ماذا؟
التالي
نديم قطيش: من عاقب من في بيروت؟