طريق الجديدة انتخبت «البيارتة» بديمقراطية… وكسل!‏

بأربع لوائح خاض البيروتيون اليوم معركتهم البلدية، تعدد اللوائح هذا أبقى نسبة الاقتراع في بيروت متدنية نسبةً لباقي المناطق اللبنانية رغم الزخم الاعلامي والاعلاني الذي سبق المعركة الانتخابية ومحاولة زيادة حماسة أهالي بيروت لممارسة حقهم في الاقتراع.

«عرس ديمقراطي» ولكن بحضور خجول هكذا باختصار يمكن توصيف اليوم الانتخابي الطويل في مدينة بيروت.

عند السابعة صباحًا انطلقت الانتخابات البلدية التي كثرت التوقعات حول تأجيلها بعد التمديدين للمجلس النيابي، في المحافظات الثلاث بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل.

جولة في أحياء الطريق الجديدة معقل «تيار المستقبل» تظهر الروح الديمقراطية التي يتمتع بها أبناء هذه المنطقة، ففي شوارعها تنتشر خيم لمندوبي اللوائح المتنافسة للمجلس البلدي التي تعلو فيها الأغاني الحماسية من مكبرات الصوت، مندوبي الجوالة لـ«لائحة البيارتة»، و«بيروت مدينتي» ولجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية والجماعة الاسلامية..يقيمون الحواجز لتوزيع لوائحهم على المارة جنبًا إلى جنب دون تشكيل أي إشكال سوى تلاسن وحيد بين مندوبة للائحة «بيروت مدينتي» وأحد مناصري تيار المستقبل.
كثيرون أتوا «كرمال عيون الشيخ سعد» وآخرون «لانتخاب الأوادم» وبعضهم قرّر ممارسة حقه في الإقتراع لأنّه يريد التغيير، وبعضهم كانوا على مقربة من مراكز الاقتراع لكنهم التزموا منازلهم ومحالهم التجارية لأنّهم ملّوا من الوضع «ما في شي رح يتغير لو مين ما انتخبنا».

إقرأ ايضًا: بين البيارتة و«الجلب»: وأهديناك مكان الوردة سكينا!

أمّا قائد جمهور نادي «الأنصار» الرياضي عصام عيّاد الرجل السبعيني فقد قرّر في هذا اليوم ارتداء طربوشه والجلوس على كرسي تحت خيمة علّق عليها صور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الملعب البلدي لمراقبة الأجواء الانتخابية قال لـ«جنوبية» بلهجته البيروتية «أنا لابس الطربوش اليوم لأنو بدل على اللون البيروتي القديم» وأضاف «لو كانت نسبة الاقتراع متدنية لكن المزاج البيروتي معروف من يؤيد، فبيروت وفية لرفيق الحريري الذي أعاد إعمارها ولنهجه الذي يحمل هذا الارث»، وعلّل تدني نسبة الاقتراع «أنا أرى أنّ هناك كسل وملل لدى الناس أو أنّهم مطمئنون أنّ النتيجة ستكون على هواهم».

وبحسب المندوبين أمام ثانوية خالد ابن الوليد المقاصد لوحظ أنّ نسبة المشاركة بين شريحة الشباب كانت ضئيلة وأغلب المقترعين هم من كبار السن، وعملية الاقتراع لا تتجاوز العشر دقائق لدخول المقترع وخروجه من مركز الاقتراع للإدلاء بصوته.

إقرأ أيضًا: الحريري لا يخاف من «بيروت مدينتي».. بل من اختراقات على حساب المسيحيين

انتهى اليوم الديمقراطي الطويل الذي اشتاق له اللبنانيون، ولكن أهالي بيروت الذين لم تتخطَ نسبة مشاركتهم في انتخابات البلدية في عام 2010 20%، لم تغير كلّ الحملات التي سبقت عملية الاقتراع لامبالاتهم لهذا الاستحقاق. والتعويل على دخول المجتمع المدني المعركة الانتخابية عبر لائحة «بيروت مدينتي» لتغيير المزاج «البيروتي» وزيادة الحماس عند الشباب للإقبال على الاقتراع لم تجدِ نفعًا ايضا.

السابق
جنبلاط عن انتخابات زحلة: أرغيلة مغسلة بوحلً
التالي
في بيروت: 95870 مقترع و 650 شكوى