نصرالله يحمّل دمّ حلب للسعودية ويستبعد العائلات بلديًا

حزبه والنظام السوري والروس يقتلون أطفال حلب ويحاصرون مساجين حماة، ثم يقول لنا "سعوديتكم أرهبت سوريا".

بمفهوم السيد حسن نصرالله المستجد، فإنّ كل خطيئة بالشرق الأوسط، بات تتحملها المملكة العربية السعودية وبشكل مباشر لتستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومشروع ولاية الفقيه المعتدل والمناسب لكل دولة في كل زمان ومكان (بمفهوم الحزب)، وأصبحت اسرائيل الخصم الايديولوجي والتاريخي، شمّاعة تعلق عليها الحروب الإقليمية ويغسل عند ناصيتها الدم البريء.

سوريا، تحوّلت بدورها من ثورة شعب لميدان ضيّق تستهدف به المقاومة و “يكسر ضهرها”، هذا ما عبّر عنه السيد حسن نصرالله علنية في إطلالته اليوم متخطيًا أنّ المعركة في سوريا هي معركة شعب وحرية ضد نظام طاغية وقاتل، وأنّه دفاعًا عن بشار وسطوته والمخطط الإيراني في المنطقة العربية اندفع هو ومقاتلوه “بالجهاد المقدس” وتحت أكذوبة حماية المقامات، فدخلوا سوريا واستباحوها واحتلوا أرضها ونكلّوا بشعبها.
كذلك لم يتوقف السيد، لا عند تطورات الجولان الأخيرة، ولا عند التقارير الصادرة عن الصحافة الاسرائيلية والتي تؤكد وتوثق أنّ المستفيد الأوّل من إطالة الحرب السورية وبقاء بشار في سدّة هو العدو الصهيوني نفسه الآمن في الجولان والذي يعقد علنية الاجتماعات لمخططاته الاستيطانية.

إقرأ أيضًا: إطلالة السيد حسن نصرالله مغمّسة بدماء أطفال حلب..

السيد، وصف أيضًا المعارضة السورية بالمرتزقة، في سخرية جانحة وسقطة كان لخطابه أن يترفع عنها، فبين ابن الأرض ومالك الحق بها، وبين الوافد إليها متدخلاً بشؤونها الداخلية محاربًا ضد فئة بها، المرتزقة تسقط على الثاني وترفع عن الأول.

خطاب السيد لم يقدم شيئًا جديدًا، فعاود التأكيد على عمالة العرب ولا سيما السعودية، وأنّ توصيفه بالارهاب هو توصيف صادر عن منظمات إجرامية، ودون أن يراجع تاريخ الجامعة العربية استنتج السيد أنّ هذه اللائحة استحدثت له، متناسيًا أنّ القاعدة قد وضعت عليها قبله.

السيد حسن نصرالله
السيد حسن نصرالله

كذلك طمأن جمهوره على الإمدادت، وألمح أنّ التبرع للمقاومة من أهلها ومن عوائل الشهداء ومن الشباب ومن العجزة هو “جهاد”، كما أشار إلى أنّ “الخزنة الإيرانية” ما زالت مفتوحة على مصراعيها، وافتح يا سمسم، وستظلّ تمد الحزب بالمال والسلاح.

في الملف الرئاسي، يظهر السيد بعيدًا عن الواقعية، فيتعامل مع مرشحيه وكأنّهم في فريق الخصم، ويطلب من السعودية و من معها لبنانيًا أن يحلّوا المعضلة بينه وبين عينيه “عون وفرنجية”…

إقرأ أيضًا: إحراق حلب: خطّة روسيا للإبقاء على نظام الأسد

اما بالنسبة للانتخابات البلدية فان نصرالله استنكر ما يقال عن وجوب ترك الاختيار للعائلات واضحا بذلك حدا للاقوال التي تحدثت ان حزب الله سيستشير العائلات عند تشكيل اللوائح، قائلا ” ان البلديات هي سلطة وادارة وهذا من اختصاص الاحزاب”، معلنا ان حزب الله وامل سيشكلان اللوائح حسب المصلحة العامة حتى لو ان البعض انتقد وعارض، فهذا الامر متوقع.

بالمحصلة فان خطاب السيد حسن جنح نحو التطرف كما كان متوقعاً، فهو هاجم السعودية واعتبرها مسؤولة عن كل ما يحدث في المنطقة مبرئاً حزبه وايران وشريكهم الاكبر الروسي، كما اعتبر ان لا دخل له ولا لمعسكر 8 اذار في الازمة الرئاسية التي يعيشها البلد منذ عامين، وكذلك فان استبعاده لرأي الناس والعائلات في تشكيل اللوائح البلدية اظهر ان شهية حزب الله مفتوحة على مزيد من تحكم وسيطرة تبلغ حد الاطباق على المجتمع الشيعي عن طريق سيطرته على الادارات المحلية المتمثلة بالبلديات.

السابق
رامي الأمين: بعد ناقص ناخد اذن من المشنوق والحجيري تنفوت عالحمام!
التالي
المسلم صادق خان يفوز بمنصب عمدة لندن