«بعلبك مدينتي»: المرأة والسياحة بمواجهة التكليف الشرعي

لا شيء يمنع بعلبك من التغيير، فصناديق الاقتراع يوم الأحد هي وحدها من تمتلك الشرعية لتكون صوت الحق في وجه قوى الأمر الواقع، معركة بعلبك البلدية المنتظرة لا يمكن اختزالها بأنّها مجرد منافسة بين لائحتين، وإنّما هي بتوصيف أدق معركة بين مشروعين أحدهما إنمائي بحت، والآخر سياسي عناوينه العريضة شهداء ومقاومة...

في هذا الاستحقاق، الكل يعوّل على أهل بعلبك، فبعد سنوات من الحرمان والتهميش ومن ثقافة الموت وتفشّي السلاح واللغة المذهبية، آن لهم أن يغلّبوا صوت العقل على صوت العاطفة، وآن للوعي أن يبدل نظرتهم للواقع فيؤمنون بأحقية التغيير ويندفعون إليه.

“بعلبك مدينتي”، لائحة بأسمائها المتواضعة سياسة ومالاً، والغنية علمًا وثقافة وخبرة ونشاطًا اجتماعيًا وإنماءً، قررت خوض هذا الاستحقاق أمام الصوت الحزبي وسطوته، هذه اللائحة المدنية لا تمتاز فقط بالنخبة وإنّما بالصوت الذي يمثل “المرأة اللبنانية”، والذي تمظهر باسمين طرحا باللائحة وهما، الدكتوره خولة الطفيلي والمهندسة مايا الشل.

للمرة الأولى في بعلبك، هناك أكثر من امرأة في لائحة واحدة، الصوت النسوي الذي يعدّ وصوله لمراكز ذات سلطة أمرًا صعبًا ومستجدَّا لا سيما في المجتمعات العشائرية القائمة على الذكورية وعلى سلطة الرجل، يعتبر أنّ الوظائف الريادية هي حصًرا للذكور ومحظورة على الإناث..

مدينة بعلبك

فكيف واجهت كل من المرشحتين للمقعد البلدي خولة ومايا هذا الواقع، وما هي الضغوطات التي تعرضتا لها؟

الدكتورة خولة الطفيلي وفي حديث لـ”جنوبية”، اعتبرت أنّ”للمرأة تأثيرا كبيرا في كل المناطق والمواقع إذ لديها ثقافتها التي تساعدها على العطاء وخلق آليات التطوير، وأنّ المرأة في هذه المجالات مثلها مثل الرجل، فهي نصف المجتمع وتستطيع أن تصل لأعلى المراتب وأن تعمل بالتغيير”.

وعن ردّة الفعل على الترشح، تشير الطفيلي أنّ “صدى الترشح كان ايجابيًا، وأنّ الشارع في بعلبك يتفاعل مع هذه الخطوة، لافتةً ان إيعازا وصل لها من اللائحة المنافسة بأنّ تنسحب، موصفة اياه بالإيجابي والدال على دور المرأة الفعال وقدرته على التأثير”.

واعتبرت الطفيلي أنّ “الحماسة ليست مقتصرة على طبقة معينة فحتى النساء ممّن هن في طبقة فكرية متواضعة قد أيّدن هذه الخطوة”.

إقرأ أيضًا: بعلبك (1998 – 2016): هل ينتصر الإنماء على سلاح حزب الله مجددًا؟!

وفيما يتعلق بالحملة الإنتخابية التي يعتمدها الطرف الاخر والتي يركز فيها على التعبئة العاطفية إن من حيث التركيز على الشهداء والمقاومة، أو من خلال التكليف الشرعي الديني، قالت الطفيلي: “أصبح هناك وعي حتى في البيئة المرتبطة باللائحة نفسها وأنّها قد حاورت البعض منهم واستمعت إليهم وإلى مطالبهم”، مستبعدة أن “تشكل هذه الحملة تأثيرًا قويًا، وأملت بنتيجة ايجابية في الانتخابات لأنّ هناك أملا وعملا، وهناك رغبة بالفصل بين السياسة والعمل الإنمائي”.

وعن النتيجة المتوقعة يوم الأحد تقول “نحن متفائلون ولدينا الكثير من الأمل بأن تفوز اللائحة كاملة لأن الأغلبية تريد تطوير بعلبك وإعادتها لصورتها”، مستشهدة بقول العالم الكيمائي باولو كويلو ” عندما تريد شيئاً بحق فالعالم كله يتآمر لتحققه.
المهندسة مايا الشل وفي حوار عن تقبل دور المرأة البلدي في بعلبك، أشارت “أنّ لائحة “بعلبك مدينتي” شجعت دور المرأة، ونحن حينما بدأنا بالجولات الانتخابية كان البعض يتفاجأ بالترشح ولكن الأصداء أصبحت ايجابية والناس اصبحت تأمل بإبصار وجوه جديدة مرشحة للمجلس البلدي.”

إقرأ أيضًا: خدعة «المقاومة» لم تعد تخفي الكارثة الانمائية والأمنية في بعلبك

أما عن الضغوطات التي تعرضت لها فلخصتها بالإحباط، أيّ “ما يتردد عن أنّ المعركة صعبة ومحسومة لا سيما وأنّ الجو في بعلبك عائلي والمرأة لم تصل بعد لتكون ممثلة عن عائلة”.

وفيما يتعلق بالحملة المنافسة والتي تقوم على تجييش العواطف واستخدام مفاهيم الشهادة والمقاومة، أشارت الشل أنّ “المشوار صعب ويطلب منهم أحيانًا ان يكون خطابهم أقوى ويتضمن بعض التحريض، إلا انّهم يصرّون على لغة الإنماء، فلائحتهم هي إنماء وسياحة وعمل لصالح المدينة وهدفها إعادة بعلبك لوجهها الحضاري عبر إعادة الأمن اليها والذي هو موضوع أساسي ومحوري لحل لكل المشاكل الأخرى”.

وعن التفاؤل بالنتيجة، أشارت أنّ “هناك تفاؤلا والصدى مقبول، ولكن حتى لو لم تنجح اللائحة فهذا ليس فشلا والمسيرة لن تنتهي بعد الانتخابات وسوف نستمر”.

السابق
من جعل الملك سلمان يبكي؟‏
التالي
ولايتي في زيارة دعم لنصرالله: حزب الله سينتصر