خدعة «المقاومة» لم تعد تخفي الكارثة الانمائية والأمنية في بعلبك

الاستحقاق البلدي أصبح وشيكًا، ومع كل ما تردد في الأروقة السياسية مؤخرًا عن محاولات بعض الأطراف لتعطيله وتأجيله، إلا أنّ قرار وزارة الداخلية والبلديات هو ما ظلّ نافذًا وهذا ما عاد واكد عليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اليوم، لتبدأ هذه الانتخابات من مناطق بعلبك، الهرمل، البقاع وبيروت يوم الأحد المقبل.

بعلبك، مدينة الشمس، تخوض صراعًا بلديًا بين الحزبية وسلاح الأمر الواقع من جهة، وبين القلم والإنماء من جهة ثانية، هذا الصراع بين حزب الله وسطوته وفعالياته وسراياه وبين الأهالي الذين ضاقوا ذرعًا بالفقر والحرمان وبالتهميش وبدفع فواتير السيطرة السياسية والحروب الإقليمية، يتخلّله متاجرة بالشهداء والمقاومة و وضع الانتخابات في خانة “الجهاد المقدس”، ليصبح استحقاق مدني بمثابة التكليف الشرعي لتابعية الحزب، ولتتحول اللائحة المدعومة من هذا الحزب إلى لائحة الإمام الحسين..

هذه الحملة الإعلامية والترويجية التي يتبعها حزب الله في تسويق مرشحيه والتأثير على ناخبيه، وما يترافق معها من أموال تستثمر للتأثير على الناخبين لا سيما المجنّسين الجدد من العرب والتركمان بحسب ما أوضح مصدر متابع لهذا الاستحقاق لموقع جنوبية، يجعل المعركة البلدية ضربًا من المذهبية وصراع الدماء، ويضع «بعلبك مدينتي» أمام تحدٍّ حقيقي، وهو انتصار التنمية والسياحة والحضارة على ثقافة الموت ولغة الرصاص، ولوائح الدماء.

لائحة بعلبك مدينتي
لائحة بعلبك مدينتي

في هذا السياق أوضح ل “جنوبية” المرشح للمقعد البلدي في لائحة «بعلبك مدينتي» الأستاذ خالد الصلح، أنّهم “يتمنون لو كانت المنافسة بعيدة عن كل هذه المعايير، وأن تكون المعايير المتبعة التنمية والسياحة والأمن”.

مشيراً إلى أنّ “بعلبك يفتقد بها الأمن وحينما يتم تأمين هذا العامل لأهالي بعلبك يمكن حينها أن يتمّ تحقيق الإنماء والتنمية”.

وتأسف الصلح لهذه الشعارات من تكليف شرعي وغيره، قائلًا ” أنّها نزعة نحو المذهبية سوف يتخطونها”.

وفيما يتعلق بالضغوطات، أشار “لاستعمال المال والاغراءات والوعود في المعركة البلدية، إلا أنّ أبناء بعلبك الذين لهم مواقف ومبدأ لا يمكن شراءهم”، مؤكدًا أنّهم “يتفاءلون بنتائج الانتخابات لأن الأهالي يتعاطفون معهم لا سيما أنّ لا انتماء سياسي للائحتهم ولا إمكانيات مادية وأنّ المندوبين العاملين معهم هم مجموعة من المتطوعين الذين يؤمنون بالمبدأ”.

إقرأ أيضًا: أهالي بعلبك يردون على حزب الله ويشكلون بلدية «بعلبك بالقلب»

كذلك أشار الطبيب مصطفى الرفاعي المرشح أيضًا للمقعد البلدي في لائحة «بعلبك مدينتي»، أنّ “كل مرشح لديه وجهة نظر يستخدمها لشحذ همم الناس، وأنّهم ضد هذه الطريقة غير المبررة وعير المقبولة للتأثير على الناخبين إن عبر التكليف الشرعي أو استخدام فكرة المقاومة والدم والشهداء”.

واعتبر أنّ “الواقع الجماهيري غير المؤيد لهم وغير المتحمس لانتخابهم هو ما يدفعهم لهذه الأساليب” فيما شدد ان لائحة “بعلبك مدينتي” تعتمد على محبة الناس وسيرة اعضائها وكفاءاتهم، وبرنامجها هو تطوير مدينة بعلبك ولتحسين الأداء البلدي والانمائي فيها “.

إقرأ أيضًا: بعلبك (1998 – 2016): هل ينتصر الإنماء على سلاح حزب الله مجددًا؟!

وعن تأثير هذا الجو الذي يربط الانتخابات البلدية بالمقاومة على الناخبين، أوضح الرفاعي انّ ” هذه المواضيع أصبحت مستهلكة، إذ استخدمت كمقياس لاستقطاب الجماهير في مراحل عديدة ولم تعد تأثر كما بدايتها، لا سيما وأنّ العمل البلدي والتطوير والإنماء لا يرتبط بهذه الفكرة التي يتمّ ترويجها بأسلوب استغلالي غير مستحب “، مضيفًا أنّ “حظوظ لائحة “بعلبك مدينتي” ما زالت قوية وبشكل كبير”.

إذًا، بعلبك يفصلها عدةّ أيام عن استحقاق مفصلي، فما بين أن تظل أسيرة شعارات المقاومة التي لم تنتج الا مزيدًا من التردي الانمائي والامني، وإنما أن تنتفض بوجه هذه الفرضية لتقول في صناديق الاقتراع “بعلبك مدينة الحياة أيضًا، مدينة السياحة، مدينة الإنماء والتطوّر والعودة الى الحياة والى للخارطة اللبنانية”.

السابق
أعمال فنية رائعة على رؤوس الأقلام
التالي
فيسبوك يحجب صفحة الاسد والميادين