كفرصير: اليسار يفرض نفسه على الثنائيةالشيعية في البلدية‏

تسير عجلة الانتخابات البلدية في محافظة النبطية بوتيرة بطيئة، فعلى الرغم من فتح باب الترشيحات منذ 21-4-2016 إلا أنه وحتى اليوم لا تزال حركة طلبات الترشيح المسجلة في الدوائر الرسمية المعنية في السراي الحكومي في مدينة النبطية شحيحة. وذلك نسبة للطابع السياسي والحزبي الذي يتحكم بالمناخ العام في معظم بلدات الجنوب الذي فرضته سياسة الأمر الواقع لـ"الثنائية الشيعية" باستثناء بعض الثغرات حيث للقوى اليسارية والوطنية تمثيل شعبي ولو نسبي من شأنه أن يحدث خروقات في مسار الاستحقاق البلدي.

في بلدة “كفرصير” الجنوبية المتميزة بتنوعها السياسي، وعلى الرغم من عدم تبلور صيغة نهائية للتحالفات الانتخابية فيها إلا أنه وبحسب ما تشير المعطيات لا تبدو الأمور تسري باتجاه التسوية بين الأحزاب كما حدث في الدورة السابقة في الـ 2010. إذ لم يعد على ما يبدو التحالف الماضي بين “حزب الله” و”حركة أمل” واليسار جاري المفعول. وسيكون “حلف الثنائي الشيعي” هذه المرة ليس فقط في مواجهة الترشحات الانفرادية واللوائح العائلية انما ستكون المعركة أيضا بوجه اليسار.

إلى ذلك، لا تزال مصادر من داخل البلدة تراهن على ان يتجه مسار الاستحقاق نحو التوافق كما جرى الدورة السابقة سيما أنه إلى الآن لم تشكل بعد لوائح وطلبات ترشيح.
وأشار الناشط السياسي اليساري محمود قميحة في حديثه لـ”جنوبية” إلى أنه “جرى لقاء بين حزب الله وحركة أمل واليسار من أجل التوصل إلى لائحة توافقية لاستعادة وضعية 2010″. غير انه “تم ابلاغ الجميع في اللقاء أننا كأحزاب يسارية وديمقراطية نرفض هذا التوجه”. مع العلم أن المجلس البلدي المؤلف من 15 عضوا تناوب حينها عضو من “أمل” و آخر من الحزب على رئاسته فيما حدد لليسارعضوان بلديان.

وقد اوضح قميحة سبب رفض التوافق الماضي إلى أن التجربة الأخيرة أفضت إلى التوافق بأن يكون لليسار مقاعدان بلديان، إلّا أنه جرى اختيارهما من قبل الحركة وحزب الله”. وتابع “لذا رفضنا هذا التوجه على الإطلاق لأن اليسار هو ضمانة هذا المجلس ونحن كديمقراطيين ويساريين لنا تاريخنا وعلاقاتنا ونرفض أن نؤخذ من حصة أحد انما نحن من حصة كفرصير”.

كما أضاف قميحة إلى أن هناك “توجها لعقد لقاء اجتماع آخر للوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة”. مؤكدا “لن يجري توافق إلا إذا كان جديا ومنصف ولن “نكرر تلك التجربة الفاشلة التي أنتجت مجلسا بلديا معطلا بسب هذه المحاصصة حيث أمعن كل طرف بتعطيل الطرف الآخر “أمل ، حزب الله” “. كاشفا إلى أنه “في حال فشل اللقاء سيكون التوجه هو تشكيل لائحة معارضة للائحة التوافق”.

الانتخابات البلدية

وخلص قميحة “إما أن تكون انتخابات ديمقراطية يكون فيها تمثيلا وازنا لديمقرطيين يليق باسمنا وتوجهاتنا او اننا لن ندخل بهذا الحلف”. وأعلن أنه “كمحمود قميحة لن يكون مرشحا لدى أحد بل أنا مرشح التيار الديمقرطي في كفرصير”.

ومن جهتها افادت مصادر حركة “أمل” لجنوبية عن رغبتها “باعادة ترشيح رئيس البلدية السابق عفيف قميحة رئيسا للبلدية لمدة ثلاث سنوات بعدما أثبت جدارته على الصعيد التنموي مع تغييرات في تركيبة المجلس البلدي وفق الحسابات العائلية والإنتاجية”. غير ان صحيفة “النهار” ذكرت ان” مرشح الحزب لرئاسة المجلس البلدي في الجزء الثاني من الولاية سيكون طبيباً ويقطن في البلدة ولا يتجاوز عمره الـ35 سنة. و من المرجح أن يعاد تحالف الثنائية مع اليسار في البلدة”.

وعلى الضفة الأخرى سيكون هناك” ترشيحات إعتراضية مع إمكانية وجود لائحة عائلية بمواجهة لائحة الثنائية المتحالفة مع اليسار” بحسب الأهالي.

إقرأ أيضًا: للمبدع لي كتب هل يافطة!!

ومن جهته، رأى رئيس منتدى الثقافة والتنمية المحامي مصطفى حساوي ان “التوجه بشكل عام يجري باتجاه التوافق إلا ان حزب الله وأمل في صدد محاولة الاستفادة من تمثيل القوى المستقلة والديمقراطية ولكن من خلال اعادة تجربة الـ 2004 “. مشيرا إلى أن الدورة السابقة ” كانت تجربة سيئة إذ تشكلت على أساس المحاصصة السياسية وعلى حساب النوعية والخدمات وجرى تحجيم دور اليسار من خلال اعطائهم حصة صغيرة تمثلت بكرسيين بلديين فقط ومن اختيارهما”.

ولفت حساوي إلى “الخلافات الحاصلة في هذه الدورة إذ يحاول اليسار الضغط من أجل الحصول على حصة أفضل وبالتالي تحسين التمثيل البلدي”. مضيفا إلى أنه “إلى الآن لا يوجد معركة انتخابية “.

كما أكد “إلى أن العمل يجري في سبيل تشكيل فريق عمل لخدمة البلدة مقابل تخفيف من العامل السياسي لأن المحاصصة عطلت المجلس”.وكشف كذلك “حجم الخلافات بين أمل وحزب الله في المجلس البلدي الحالي وكيف عمل كل منهما إلى عرقلة عمل الطرف الآخر”.

إقرأ أيضًا: بعلبك (1998 – 2016): هل ينتصر الإنماء على سلاح حزب الله مجددًا؟!

وخلص حساوي إلى أنه “كفرصير لها خصوصية بأن القوى الديمقراطية لها وزن ولا أحد يتجاهلها”.

في المقلب الآخر، واذا كانت حركة امل كما اسلفنا ستعيد ترشيح عفيف قميحة رئيسا للبلدية لمدة ثلاث سنوات بعدما أثبت جدارته حسب مصادرها، فان حزب الله متحفظ إلى الآن على اسماء مرشحيه. وعلى الضفة الأخرى سيكون هناك” ترشيحات اعتراضية مع إمكانية وجود لائحة عائلية بمواجهة لائحة الثنائية المتحالفة مع اليسار” بحال نجحت المفاوضات فيما بينهم بالنسبة لتوزيع المقاعد.

السابق
جنبلاط: حلب تغرق بشرًا وحجرًا وسط صمت عربي ودولي مخيف
التالي
جنسية إيرانية لعائلات «الشهداء» الأجانب: موتوا… كي نحيا