هذه التطورات الميدانية على الساحة العراقية، شهدت يوم أمس فصلاً آخرًا، إذ انسحب المعتصمون كما اصدرت اللجنة المنظمة للتظاهرات بيانًا شمل المطالب والشروط، مهددة بتصعيد العصيان المدني في حال لم يتمّ الاستجابة.
هذا الصوت العراقي الذي يعدّ سابقة برفضه للإختراق الإيراني لهذه البيئة الشيعية، استوقف المراقبون الذين قرأوا من خلاله بذور تغيير بدأت تنضج بين الفئة الشعبية التي اختنقت من بالفساد المالي والإداري وبالخلل الأمني الذي شهد تدهور بسبب إيران وسياستها.
فما الصورة الحقيقية لهذا الصوت الذي ارتفع عراقًا، وما انعكاساته، وما علاقة التيار الصدري به؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، كان لموقع جنوبية حديثًا مع الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص، الذي “يعتبر أنّها ليست ثورة بالكامل ولا انقلابا ضد ايران وإنّما هي انتفاضة الشعب العراقي، وأهدافها محددة وهي موجهة ضد الفاسدين في الحكم وليس الفساد المالي فحسب، وإنّما السياسي الذي أساسه فشل العملية السياسة وهذا الفشل تتحمل إيران الجزء الكبير فيه، بسبب فشلها وكونها كانت الراعي الأول للعملية السياسية طوال عشر سنوات، وحاولت حماية شخصيات قادت هذه العملية تمّ تعيينهم أو حتى فرضهم على العراقيين بضغوط ايرانية”
إقرأ أيضًا: لم يهتفوا ضد العبادي… هتفوا ضد إيران!
وأضاف فحص، أنّ “ما يحدث في العراق يؤدي إلى اضعاف الهيمنة الإيرانية وليس انهاؤها بمعنى تراجع الدور”
وعمّا إذا كانت الانتفاضة مرتبطة بمقتدى الصدر، أشار فحص أنّها “ليس مرتبطة بالصدر وإنّما مقتدى الصدر تذاكى وقرر أن يقفز من سفينة العملية السياسية التي غرقت لأسباب عدّة، أوًّلاً أنّه يريد الانتقام من نوري المالكي خصمه التاريخي، ثانيًا، يريد تحجيم خصومه التقليديين (بيت الحكيم)، وثالثًا يريد أن يتخلص من مراكز القوة داخل التيار الصدري، رابعًا هو يرى أنّ الشارع الشيعي العراقي تحرك مطلبيًا فأعلن الإنتماء لهذه الحركة المطلبية، ولأنّ الصدر قوي ولديه جمهور عريض، ظهر وكأنّه يقود هذه الحركة ولكن في الواقع الشارع هو من يقود هذه الحركة التي دخل إليها مقتدى ولم يطلقها”
إقرأ أيضًا: بعد هتاف أنصاره ضدها…مقتدى الصدر يعتكف في ايران!
وعن الانعكاس اللبناني لهذه الحركة أو الامتداد اللبناني لها، أوضح أنّ “الامتداد هو خاص بالشيعة إذ كان هناك دور وسطوة لحزب الله في العراق ولكن الآن نستطيع أن نقول هذه السطوة قد تراجعت لأنّ حزب الله مثل الايرانيين ربط مصالحه بطرف معين في البيت السياسي الشيعي، وهذا الطرف قد أُثبتت تهمة الفساد عليه”
وختم فحص “أنّ لا معركة سياسية في الشارع العراقي وإنّما إصلاحات يتخللها بعض النواحي السياسية”