“ايران برا برا…بغداد تبقى حرة” و” يا قاسم سليماني …هذا الصدر رباني”، هذه هي الهتافات حسبما نشر من فيديوهات موثقة في مواقع التواصل الاجتماعي التي دوت في أرجاء المنطقة الخضراء يوم أمس السبت وأطلقها المتظاهرون التابعون للسيد مقتدى الصدر الذين اقتحموا المنطقة الخضراء واحتلوا البرلمان عدة ساعات احتجاجًا على عدم تصويته على حكومة التكنوقراط التي عرضها رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي.
ولكن ما علاقة إيران؟ ولماذا هتف آلاف المحتجين عندما خرجوا من البرلمان وتجمعوا خارجًا بناء على طلب زعيمهم السيد مقتدى بهذا الهتاف العنيف ضد إيران وضد الجنرال سليماني رمزها العسكري الذي تتباهى ببطولاته مؤسسة الحرس الثوري الايراني؟
مراقبون مختصون بالشأن العراقي اكدوا لموقع جنوبية حقيقة ما نشرته تلك الفيديوهات، فقد كانت اصوات المتظاهرين تتردد في جميع ارجاء المنطقة الخضراء التي تقارب مساحتها العاصمة اللبنانية بيروت، وقد سمعها الدبلوماسيون العرب والاجانب بوضوح، كون المنطقة الخضراء تضم اغلب السفارات الاجنبية وعددا من السفارات العربية.
إقرأ أيضًا: موقع إيراني يطالب الصدر بترك السياسة.. ويسأل: ماذا يريد؟
وجوابا على هذه التساؤلات يقول احد هؤلاء المراقبين ان الكتل الشيعية الرافضة لاعطاء الثقة للحكومة العراقية التي اقترحها العبادي وتصر على المحاصصة السياسية ولها تاريخ حافل بالفساد، هي كتل مدعومة من ايران.
وهذه الكتل اصبحت عقبة حقيقية في وجه مشروع الاصلاح السياسي الذي اقترحه العبادي وأيدته مرجعية السيد علي السيستاني، ووجده السيد مقتدى الصدر فرصة للانقضاض على خصميه اللدودين المدعومين من ايران وهما حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق والمجلس الاعلى الذي يقوده السيد عمار الحكيم، وذلك بوصفهما الفريقين الرئيسيين الذين يعرقلان الاصلاحات والتصويت على حكومة الكفاءات التي اقترحها رئيس الوزراء.
إقرأ أيضًا: العراق : إيران برا برا
ويبدو أنّ ما حصل فاجأ ايران التي لم تتوقع هذه النقمة العارمة أن تصدر عن جماعات شيعية عراقية بهذه الحدة والعنف تجاه سياستها الكولونية في بلدهم، فأعلنت طهران اليوم الأحد عن ايقاف رحلاتها الجوية الى بغداد، وحذر رئيس منظمة الحج والزيارة سعيد اوحدي مواطني بلاده من التوجه إلى العاصمة العراقية بسبب تفاقم الاوضاع الامنية فيها بعد المظاهرات والاحداث التي تلتها مساء امس السبت.
التفاهم الاميركي الايراني قائم في العراق حول قتال داعش، وحول وجوب الاستقرار السياسي، وعدم السماح بسقوط العملية السياسية، لكن التجاذبات بين الكتل السياسية واصرار ايران على التدخل في تفاصيل السياسة والادارة في العراق بواسطة قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني حسب ما يقول مصدرنا المراقب العراقي، هذا التدخل اصبح عبئه ثقيلا على الشيعة، كما على كل الشعب العراقي وهو انعكس حالة من الفوضى السياسية ومن فساد مالي واداري في الدولة اصبح لا بد معه من الاشارة لمكمن العلة، وهي حماية ايران لهؤلاء الفاسدين وكتلهم، كما تكمن باستمرار سليماني في التدخل بشؤون بلادهم وتفريخ المليشيات الشيعية الموالية لبلاده بحجة قتال داعش.