لقد ظننا و لوهلة أن الترشح لمنصب عام في هذه البلد يلزمه كشف حساب مالي بدلا عن السجل العدلي، أو بأسوء الأحوال هو يحتاج إلى كفالة أحد الأثرياء أو المتمولين النافذين ليكتمل طلب الترشح و تصح شروط الترشيح.
إقرأ أيضًا: من هو نائب بيروت الذي غاب عن إطلاق «لائحة البيارتة» البلدية؟
جمهورية الألوان زودت علوم السياسة و مراجعها بمئات المفردات التي حيرت الأخصائين و يقيناً هي دوختهم و دعتهم مجازاً إلى القول أن ما يحق لهذا البلد لا يحق لسواه، حتى أن الطريقة اللبنانية باتت مثالاً للتسوية التوافقية المصلحية بين الأطراف لكن حتماً بشكل محمود محدود لا يزعج خاطر القوى الإقليمية و لا يتعارض مع القرارات الدولية و إن حصل و أشكل عليها الأمر إتخذت مواقف صمائية فراغية لا تغني و لا تثمن، ذلك أن ما يدفعها إلى هذا هو إنتهاء عهد الإتكالية و الوصاية الفوقية و الديمقراطية المنزلة وحلول تلك الخلاقة المبتكرة الإبداعية مكانها بهدف إبطاء الحل أو الحؤول دون حدوثه.
أما الأنكى و الأكثر سوءً و إغاظةً و ضرراً فيكمن في إضمحلال قدرة كبار الممولين التقليدين أو من يعرف منهم بالرجال السمان و إنكماش مصادر تمويلهم، و هو ما سمح لمن هم أقل منهم ثروة و تمويل الدخول إلى نادي المؤثرين في الحياة العام . حتى أن الأمر وصل بالبعض منهم إلى إعتبار نفسه و في غفلة من الزمن أبو غايتس أو أبو كارلوس.
إقرأ أيضًا: اللمسات الأخيرة وضعت… والمعارك البلدية سياسية بامتياز
وحده الماء إذا طبخته لا ينعقد، و ما لا ينعقد لا يأتي منه لا عظم و لا لحم و إنل وجدنا من يقتاد عليه لا يعيش،.و كذا هم هؤلاء القادمون الجدد و مثلهم كانوا القواطع لن ينعقد منهم شيء، وهم و إن أذابوا البلد لم يقووا على نواته. ذلك أن في توافقهم قنى وفي صوت الناس غنى.
