الدولة الإسلامية في إيران2/2: مذهب أحمدي نجاد

احمدي نجاد
يعتبر أحمدي نجاد واحد من أخطر العقول التي حكمت إيران، وكان قد صرح في مرة من المرات أنه "على علاقة بعالم دين قادر إذا نظر إلى الصحراء أن يحدد أين تقع المناجم".

بالعودة إلى نتائج الإنتخابات الرئاسية عام 2009 التي أوصلته إلى سدة الحكم مرة ثانية والتي شكك الإصلاحيين بنتائجها وما لحق ذلك من إستنكار وتوجيه التهم إلى المحافظين القدامى والجدد بقيامهم بتزوير نتائج الإنتخابات الرئاسية، مما دفع عدد ضخم من الإيرانيين إلى النزول للشارع من أجل الإحتجاج. وقد قامت حينها السلطات الإيرانية بعزل كل من المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي والإصلاحي الشيخ مهدي كاروبي وإحالتهم إلى الإقامة الجبرية ومنعهم من التداول بالشؤون السياسية.

محمود أحمدي نجاد هو أول رئيس إيراني إستبدل لفظ “الجمهورية الإسلامية” بلفظ “الدولة الإسلامية الإيرانية”. وحاول جاهداً في جل خطاباته التي ألقاها خلال دورته الثانية في الرئاسة للعمل على تعويم المصطلح والتركيز عليه وذلك على غرار ما يشيع له تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بزعامة أبو بكر البغدادي. إن ما يسمو إليه نجاد باللفظ هو دولة الإمام المهدي العابرة للحدود على غرار دولة “داعش”، ولكن دولة الإمام يتزعمها مؤقتاً حجة الإسلام والمسلمين الإمام علي خامنئي ويقع العراق في دائرة حلم الدول الإسلامية النجادية فعمل المحافظين على تصدير مفهوم دولة الإمام المهدي إلى مدينة النجف وكربلاء كمركز ثقل الطائفة الشيعية والمحبوكة تفاصيلها في مدينة قم الإيرانية.

الشاه أو الخليفة علي الخامنئي:

علي خامنئي
السيد علي الخامنئي

لا حدود تعيق سلطة ولي الفقيه في إيران، وتكفل المادة 107 من الدستور الإيراني الصلاحيات المطلقة للمرشد.

تشبه سلطة ولاية الفقيه إلى حد كبير سطوة التفكيرالمظلم في أوروبا المهيمن عليها من قبل سلطة البابوية التي كانت تنطق بلسان الله مباشرة وتأخذ شرعيتها من السماء دون المرور عبر إرادة الشعب.
عام 1989 إنتخب الخامنئي قائداً للثورة الإيرانية، وكان قد سبق الإنتخاب بأن تقدم عدد من أعضاء مجلس الخبراء بإقتراح يتناول مسألة “قيادة الثورة الإيرانية” بشكل جماعي لا بشكل فردي إلا أن أكبر هاشمي رفسنجاني لعب دوراً بارزاً في التراجع عن مشروع القيادة الجماعية للثورة وتعيين الخامنئي قائداً وذلك عبر نشره وصية الخميني بين الأوساط السياسية والعسكرية والأمنية والتي تنص على أن الخميني أوصاه بالخامنئي كي يكون المرشد الأعلى للنظام الإيراني.
وتمكن القائد الجديد من خلق دائرة نفوذ قوية تتألف من رجال أمن وإقتصاد ورموز دينية ذات تأثير قوي في مدينة قم ومشهد بالإضافة إلى شخصيات بارزة في الحرس الثوري، وتظهر هذه الدائرة قدرتها الفاعلة مع صمود ولاية الفقيه وتطوير أليات ممارستها كلما تحسست خطر يهدد إستمراريتها وتكريس خطابها العدائي بوجه حركة الإصلاح عبر محاربتها بكافة الوسائل الأمنية والفكرية، معتمدة على سلوك أمني يخون ويعزل الآخر ويبيح دمه متماهياً بسلوك الأجهزة الامنية التي كانت موجودة في حقبة الشاه.

إقرأ أيضاً: «الدولة الإسلامية» في إيران 2/1: انقلاب… لا ثورة
إن نطاق حرية القرار التي يتمتع بها علي خامنئي ومتلازمة الإلهام الإلهي تترك له مساحة التصرف كشاه احياناً أو كخليفة للمسلمين، إذ لا يغيب عن سلوكه نزعة كونه نائباً للإمام الثاني عشر للشيعة المهدي، وتفوق سلطته حتى ما يرويه ويتناقله الشيعة من صلاحيات يمنحها الله للإمام المهدي عندما سيخرج “ليملأ الأرض نوراً وعدلاً بعد أن مُلأت ظلماً وجوراً” بحسب زعم الطائفة الشيعية، وبالتالي فإن إرادة الله العابرة من خلال الولي تفوق وستفوق دائماً إرادة الشعب الإيراني إلى أجل غير مسمى.

السابق
الثنائية الشيعية ليست قدرا في بلديات بعلبك الهرمل…«مقنة» أنموذجاً
التالي
كفررمان: مفاوضات أمل – الشيوعي فشلت… وغبريس الأوفر حظا للبلديّة