برج البراجنة تنتفض في وجه حزب الله وتشكل لائحتها البلدية‏

تستعد بلدة برج البراجنة في الخامس عشر من أيار المقبل لخوض المعركة البلدية والاختيارية على نار حامية، الماكينات الانتخابية في البلدة تعمل بشكل مكوكي، بعض المرشحين باتوا معروفين بانتظار الاعلان عن لائحة عائلات برج البراجنة التي تضمّ مرشحين مستقلين بمواجهة اللائحة المدعومة من حزب الله وحركة أمل.

برج البراجنة التي ينتمي أغلب أبناؤها الى الطائفة الشيعية، استطاع حزب الله منذ دخوله معترك العمل السياسي أن يهيمن على القرار البلدي فيها عبر وصول من يدعمهم إلى مقاعدها منذ عام 1998، وحوّل البلدة التابعة لساحل المتن الجنوبي إلى جزء من الضاحية الجنوبية لبيروت تحت سلطته.

يرفض أبناء البرج الصبغة التي يفرضها حزب الله في بلدتهم، عبر نشر الأعلام والصور، وتحويل «ضيعتهم» إلى مدينة عشوائية تسيطر عليها المخالفات العمرانية والكثافة السكانية والسلاح المتفلت، إضافةً إلى تحويل بعض الأحياء إلى بؤرةً لتجارة المخدرات والخارجين عن القانون خصوصًا في حيّ الرمل العالي كما يقول احد اعيانها.

أمّا مخالفات البلدية بحق أبناء برج البراجنة الأصليين فهي لا تعدّ ولا تحصى بحسب نفس مصدرنا من آل رحّال الذي فضّل عدم ذكر اسمه، وقد شرح رحّال المتابع لمخالفات البلدية عن كثب في حديث لـ«جنوبية» عن «الغبن الذي يتعرض له إبن البرج، فالآمر الناهي في البلدة هو رئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، القرارات التي تصدر في البلدية يجب أن يوافق عليها هو، وأسماء المرشحين يفرضهم صفي الدين الذي لا تربطه بالبرج أي صلة».

وكشف ابن رحّال أنّ «75% من الموظفي ومن شرطة البلدية هم من أبناء الجنوب والبقاع التابعين لحزب الله، حتى مفوض الشرطة هو مرافق النائب علي عمّار وهو من خارج البلدة، والمساعدات من صندوق البلدية هي موجّهة تحديدًا لمؤيدي الحزب. أمّا السرقات لصالح النافذين في حزب الله فهي باتت مكشوفة، فهناك أكثر من عقار تمّ بيعه في منطقة طريق المطار بأسعار أقل من سعرها الحقيقي. هذ عدا عن قيام البلدية بتوقيع عقود استثمار نفعية طويلة الأمد يصل بعضها إلى 99 عامًا بسعر ضئيل لصالح نافذين بالحزب وأبرزهم المقاول ادهم طباجة صاحب “شركة انماء” للمقاولات التي ورد اسمها في العقوبات الأميركية».

وعن الوضع الأمني المتفلت في البلدة يتحدث إبن البرج من آل اسماعيل ويروي لـ«جنوبية» معاناة الأهالي فيها فقال «حزب الله الذي يمنع تدخل القوى الأمنية في أمن الضاحية والبرج حوّلها إلى بؤرًا سائبة أمام مؤيديه وخصوصًا أبناء العشائر التي يحميها، فإطلاق النار العشوائي، القتل والزعرنات والسرقات والتشبيحات. كل هذا مع تخلف وضعف البنى التحتية كما غياب المشاريع الانمائية التي يجب ان تدرّ الارباح على أبناء البرج».

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت أبناء البرج يقررون تشكيل لائحة مستقلة تجمع أبرز أبنائها من «آل منصور، حرب والحركة، السبع والسباعي، رحال والسيد، السيد اسماعيل، والعائلات السنية» لمواجهة هيمنة الحزب على البلدة.

يؤكّد أحد مرشحي عائلات برج البراجنة الذي أراد انتظار الاعلان عن اللائحة لكشف هويته «أنّهم ليسوا ضدّ المقاومة فأبناء البرج تاريخهم يشهد لهم في مقاومة أي محتل، ولكن نحن ضدّ التعصب ضد الآخر، هدفنا عودة البرج لأهلها ليعود إبن البرج هو القيم الأساسي على البلدة وعودة القيمة للعائلات، فحزب الله يختار في كثير من الأحيان مرشحين منبوذين في عائلاتهم ويفرضهم كمرشحين للبلدية، وهذا بات غير مقبول».

إقرأ أيضًا: أهالي بعلبك يردون على حزب الله ويشكلون بلدية «بعلبك بالقلب»

ولكن هل تستطيع لائحة عائلات برج البراجنة مواجهة لائحة الثنائي حزب الله وحركة أمل؟

يقول المرشح «تنقسم بلدة البرج إلى ثلاث أحياء أساسية هي «حي السياد، السنديان والمنشية» في انتخابات 2010 استطاعت لائحة المختار حسن السبع المؤلفة من أربع مخاتير في حي السياد أن تفوز بالكامل بوجه اللائحة المدعومة من حزب الله، وبفارق حوالي 2000 صوت. ولو شكّلت حينها لائحة بلدية لكانت فازت بالكامل فنسبة الأوراق الملغاة كانت عالية جدَا، لكن الوضع السياسي والأمني لم يسمح حينها».
وتابع «حتى شقيق النائب علي عمار، المختار فاروق عمار تخلى عن الحزب وهو يترشح على لائحة المختار السبع، لأنّ الناس تثق به فهو من حافظ على البرج بوجه أي تغيير ديمغرافي كان يحضّر لها».

إقرأ أيضًا: الثنائية الشيعية ليست قدرا في بلديات بعلبك الهرمل…«مقنة» أنموذجاً
وقال المرشح «نحن نعرف كل الوسائل التي سيستخدمها حزب الله لمواجهة تحالف العائلات، ففي.انتخابات عامي 2004 و2010 كان المسؤولون في حزب الله يقولون لأهالي البرج إن اللائحة المدعومة منهم هي لائحة الامام الحسين، وأنّ دعمهم لأي لائحة أخرى هو انتصار لليهود والأميركيين والآن أضيف عليهم داعش والسعودية، ووصل الأمر إلى التكليف الشرعي لتوجيه الناس. إنها سياسة الالغاء التي يتبعها حزب الله فإبن البرج النائب السابق باسم السبع لا يستطيع زيارة بلدته منذ تسع سنوات، وهم لا يملون من محاولة إلغاء هذا البيت واقفاله الذي لولاه لكانت البرج في قبضة الحزب بشكل كامل».

وعلى الرغم من تأكيد المرشحين في لائحة عائلات البرج على ترشحهم بشكل مستقل كشفت معلومات خاصة لـ«جنوبية» أنّ اعضاءها مدعومون من المختار حسن السبع.

السابق
نديم قطيش لم يخطئ.. يا ليت اسرائيل في حلب
التالي
يا أطباء سوريا حلب تنتظركم