أهالي بعلبك يردون على حزب الله ويشكلون بلدية «بعلبك بالقلب»

بعلبك
لائحتان بعلبكيتان ستتنافسان في المعركة البلدية، كما كلّ انتخابات، ولكن هذه المرّة تغيّر المزاج البعلبكي بات أكثر وضوحًا من الماضي، خصوصًا أنّ الانماء الغائب عن المدينة بدأ يؤثر على الوضع المعيشي والاقتصادي على المدينة.

قبل عشرة أيام من موعد الانتخابات البلدية في مدينة بعلبك بدأت معالم صورة المعركة المقبلة تتضح، فالمنافسة في مدينة «الشمس» تنحصر بين لائحتين الأولى حملت شعار «بعلبك بالقلب» ويترأسها رئيس البلدية السابق المحامي غالب ياغي، ولائحة «الوفاء لبعلبك» التي يدعمها حزب الله وحركة أمل.

مصادر بعلبكية كشفت لـ«جنوبية» أنّ «أبناء المدينة يندفعون نحو التغيير، خصوصًا بعد فشل حزب الله والقائمين على البلدية منذ 12 عامًا في تسيير أمور الناس، الذين باتوا يعانون من تراجع إقتصادي وإجتماعي وأمني ملحوظ. إضافةً إلى تراجع الحركة السياحية التي يعتمد عليها أبناء بعلبك، فبعلبك ليست مدينة زراعية أو صناعية هي مدينة سياحية، وتراجع السياحة الكبير بسبب التدهور الأمني أثّر على قطاع التجارة والخدمات، كل هذه الأسباب تجعل احتمالات خرق اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل والقومي السوري كبيرة».

إقرأ أيضاً: انتخابات صيدا… حضور سياسي وغياب تنموي

وتابع المصدر «إضافة إلى أنّ فرض حزب الله اسم الرئيس ونائبه وتقسيم الولاية الذي بدأ يتردد داخل أروقة العائلات المحسوبة تقليديًا على الحزب خلقت خلافات يمكنها أن تؤثر على مجرى النتائج». أمّا عن الصوت السني الذي يشكل حوالي 35 % في بعلبك والذي استطاع حزب الله تجييره لصالحه في الانتخابات الماضية أكّد المصدر «أنّ أكثرية السنّة يؤيدون لائحة “بعلبك بالقلب” وهذا اتغيّر الواضح في المزاج السني نابع من تصرفات الحزب في المدينة إضافة إلى تأثير دخول الحزب في الحرب السورية، أمّا الأحباش فهم مستمرين بالتحالف مع حزب الله».

غالب ياغي
غالب ياغي

وهذا ما أكّد عليه رئيس البلدية سابق غالب ياغي الذي شكّل لائحة من عائلات بعلبكية مستقلين سيكشف عنها في اليومين المقبلين بوجه لائحة «الوفاء لبعلبك» بحسب ما قال لـ«جنوبية»، اللائحة ستكون مكتملة أي ستتألف من 21 عضو بعكس الانتخابات الماضية كانت مؤلفة من 17 عضو لأنّ الكثير من الشيعة انسحبو في اللحظات الأخيرة من اللائحة.

ورأى ياغي أنّ «مصادرة قرار المدينة من قبل حزب الله منذ 2004 أدّى إلى تراجع المدينة السياحية الأثرية، مدينة المهرجانات والحياة، فالتفلت الأمني والفوضى حوّل المدينة التي كانت تضجّ بالحياة إلى المدينة شبه خالية حتّى من جوارها الذين أصبحوا يخافون زيارتها».

إقرأ أيضاً: معركة بلدية في النبطية: مستقلون ضد المحاصصة الحزبية‏

وتابع ياغي «هدفنا الأول والأخير هو عودة بعلبك مدينة تنبض بالحياة وليس فقط بالحزب، لذلك صرختنا بوجه لائحة التحالف هي من أجل التغيير لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المدينة»، وكشف ياغي أنّ « كل الاحتمالات واردة في مواجهة تحالفنا المستقل من قبل حزب الله ولكننا سنحاول نحن وأبناء بعلبك لاستعادة قرار المدينة».

المحامي حسان الرفاعي
حسان الرفاعي

في المقلب الآخر رأى المحامي حسان الرفاعي في حديث لـ«جنوبية» أنّ «هيمنة حزب الله على مدينة بعلبك عبر محاولة ازلال العائلات الشيعية، خصوصًا في مصادرة قرارهم، فحزب الله يسمي المرشحين ويقسم الولاية، ويرشد العائلات إلى انتخاب لائحته البعيدة كل البعد عن الانماء الذي تحتاجه المدينة».

وكشف الرفاعي «أنّ الوضع السوري وغرق حزب الله في الحرب السورية دفعه يهتم أكثر في إطفاء الأصوات المعارضة عبر استخدام المال السياسي، ومحاولة تشتيت الصوت السني والمسيحي عن طريق ضم عائلات سنية ومسيحية إلى لائحته، خصوصًا العائلات السنية الناقمة على على الوضع الداخلي وغياب تيار المستقبل عن المنطقة وحماية مناصريه، إضافة إلى إغراق حزب الله سرايا المقاومة بالمال لاختراق الأحياء السنية».

إقرأ أيضاً: الحريري لا يخاف من «بيروت مدينتي»… بل من اختراقات على حساب المسيحيين

ورأى الرفاعي «أنّ لائحة “بعلبك بالقلب” ستؤمن غطاءً لحزب الله في إظهار المعركة في بعلبك وكأنّها ديمقراطية، فلولا ترشح هذه اللائحة كان سيظهر أمام جميع اللبنانيين هيمنة حزب الله على قرار المدينة، عبر الخدمات والمال السياسي لإخضاع الناس لإرادته».

إذًا بعدما كانت مدينة بعلبك مدينة تاريخية وتراثية يعتمد أبناؤها على السياحة والمهرجانات في معيشتهم، تحولت اليوم إلى مدينة شبه مغلقة على نفسها أمنها مختل وأبناؤها يحاولون الخروج منها من أجل تأمين لقمة العيش، وهذا تحوّل يلقيه أبناء المدينة على حزب الله الذي غيّر معالمها، فهل ستشهد الانتخابات المقبلة خرقا للائحة حزب الله وحركة أمل بعد 12 عامًا من المبايعة!

السابق
ايلي باسيل: يا ريت النهار متل المنار… وهيدي قيمتكم
التالي
كامل مروة الذكرى الخمسون: حياته في صُوَر