آل الخليل يواجهون تحالف أمل – حزب الله في بلدية صور‏

يبدو أنّ قرار أبناء مدينة صور هو عدم تكرار ما حصل في الانتخابات الماضية بفوز لائحة التوافق بالتزكية، فعلى الرغم من الضغوطات التي يمارسها الثنائي امل وحزب الله، ستشهد مدينة صور لائحة مستقلة مدعومة من السفير السابق خليل الخليل، مع الأمل بعودة الحياة الديمقراطية الى المدينة.

بدأ العدّ العكسي لموعد الانتخابات البلدية المقررة في مختلف المحافظات اللبنانية، وفي الثاني والعشرين من أيار المقبل سيكون جنوب لبنان على موعد مع الاستحقاق البلدي الذي بدأ ينضج على نار هادئة مع انتظار أن تضح معالم المعركة المقبلة وسط تساؤلات عن امكانية تحقيق خروقات للوائح المستقلة، أم أنّ انتخابات 2016 ستكون شبيهة بالانتخابات الماضية التي اكتسح فيها تحالف (حزب الله – حركة أمل) أغلب بلديات الجنوب بالتزكية؟

مدينة صور واحدة من أبرز المدن اللبنانية تستعد كباقي المدن لخوض المعركة سياسيًا بعكس أغلب البلدات اللبنانية التي تتخذ فيها المعركة البلدية طابع التحالفات العائلية. حتى اللحظة تتحدث المعلومات في صور عن لائحتان ستتواجهان عبر صناديق الاقتراع بهدف الوصول إلى المجلس البلدي، اللائحة الأولى لائحة توافق «أمل-حزب الله»، أمّا اللائحة الثانية مدعومة من السفير السابق خليل الخليل المعارض لسياسة حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى محاولات لترشيح مستقلين ومعارضين بوجه توافق أمل-حزب الله لإظهار التعددية التي تتمتع بها مدينة صور.

وفي هذا السياق تحدث السفير السابق خليل كاظم الخليل لـ«جنوبية» عن التحضير لخوض السباق البلدي، فأكدّ أنّ «التحضير للائحة مستمر ولكن لم يصل إلى النهاية»، وتابع «نحن كعائلة الخليل لن نترشح للانتخابات البلدية، بل سندعم شبابًا ومثقفين ومستقلين بوجه الطغيان الذي يسيطر على قرار المدينة منذ سنوات».

حزب الله وحركة أمل

ورأى الخليل «أنّ أهالي قضاء صور كما باقي اللبنانيين ملّوا من الفساد الذي وصل إلى أقصاه، فالحالة المعيشية والاجتماعية والسياسية القائمة حاليًا تجعل شعور الناس يميل إلى التغيير، إضافة إلى الشكاوي الكثيرة التي ازدادت في الآونة الأخيرة بسبب تكابر المسؤولين في البلدية في التعامل مع أبناء مدينتهم، فمسؤولو البلدية لا يمرون على طرقات صور إلاّ إذا فتحت الطريق أمامهم وإن عصى أي مواطن أوامر الحراس فبكل سهولة يُشهر بوجهه المسدس».

وشرح الخليل «استياء الناس بسبب مشروع الارث الثقافي الذي نفذته البلدية في المدينة من دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح الناس، فوسعت الأرصفة وضيقت الطرقات، إضافة إلى استياء التجار بسبب إلغاء مرائب السيارات، وسرقة الحجارة الرملية وبيعها، إضافة إلى فضيحة سرقة الرمل وبيعه، وهدر أموال البلدية، وتحويل دور البلدية من تقديم خدمات لجميع أبناء المدينة إلى تقديم خدمات حصرية للمنتمين والمؤيدين إلى حزب الله وحركة أمل».

إقرأ أيضًا:  بلديات «الضاحية»… ضحية حزب الله

ولفت الخليل «من الممكن أن تكون حظوظنا بالفوز ضئيلة، ولكن خطورة الوضع والاستئثار بقرار المدينة من قبل الثنائي حزب الله وحركة أمل يجعلنا مصرين للوقوف بالمرصاد والسعي للتغيير بشتى الوسائل الممكنة لدينا، على الرغم من أنّ تاريخهم يشهد يتصرفاتهم غير الأخلاقية مع المعارضين لتحالفهم، وهذا ما حدث في انتخابات البلدية عام 2008 عندما قام القاضي عرفات شمس الدين بتزوير سجل عدلي بأنه محكوم عليه لمرشح مستقل لإبطال ترشيحه، من اجل فوز لائحة توافق أمل – حزب الله بالتزكية».

وفي الاطار نفسه رأى نائب رئيس منتدى صور الثقافي عمر خالد في حديث لـ«جنوبية» «يبدو أنّ المعارضين في صور لا يودّون خوض معركة بوجه قوى الأمر الواقع الذين فازوا ولايات متعددة بالتزكية»، وأكّد خالد أنّ «الاعتراض على الثنائية الشيعية حزب الله وحركة أمل هو من باب اقصاء باقي مكونات المدينة التي تتمتع بالتعددية الطائفية والحزبية، فالحركات اليسارية والقومية والشيوعية الموجودة في المدينة غير ممثلة في المجلس البلدي».

أمّا لائحة التوافق التي يتم تشكيلها بين حزب الله وحركة أمل لخوض المعركة أكّدت مصادر في المدينة لـ«جنوبية» أنّ «هناك توجه بين الطرفين لإبقاء أغلب اعضاء البلدية في المجلس الحالي الذي يتألف من 21 عضوًا 15 تابعين لحركة أمل، و5 أعضاء لحزب الله وعضو للحزب القومي السوري الاجتماعي، في اللائحة المرتقبة، ومن بينهم رئيس البلدية الحالي حسن دبوق ونائبه صلاح صبراوي والتغيير لن يتعدى 30% من الأعضاء».

إقرأ أيضًا: البازورية بلدة امين عام حزب الله ترفض التوافق وتستعد للمعركة البلدية‏

وبحسب المعلومات فإنّ عدم التوصل إلى اللائحة النهائية يعود إلى خلافات بين حركة أمل وحزب الله، على الأسماء التي ستحلّ مكان بعض الأعضاء في المجلس الحالي، وتبرز الخلافات بحسب مصادر مطلعة أنّ الخلاف داخل أجنحة حركة أمل هي بسبب ترؤس مدير عام الريجي ناصيف السقلاوي رئيس الماكينة الانتخابية لمدينة صور منذ سنوات، ويذكر أنّ ترأسه للماكينة الانتخابية في المدينة سجل في تقرير الذي سجّل الخروقات في الانتخابات الماضية كونه موظف في مؤسسة الدولة لا يحق له ترؤس ماكينة انتخابية».

إذًا يبدو أنّ المحاولات لكسر الاستئثار بقرار مدينة صور من قبل حزب الله وحركة أمل لن تنتهي، على الرغم من كل الضغوطات التي يواجهها هؤلاء المعارضون، واذا كانت زعامة آل الخليل قبل الحرب الاهلية اللبنانية كانت هي الغالبة في مدينة صور والجوار فان الزعامة الحزبية الطائفية لا يبدو انها يمكن ان تتزحزح بسهولة في ظل هذا الاستنفار المذهبي والاستقطاب الاقليمي الذي يشهده لبنان وتشهده المنطقة .

السابق
البازورية بلدة امين عام حزب الله ترفض التوافق وتستعد للمعركة البلدية‏
التالي
الياس المر: هل يجوز ان ننزل الى المجلس ونصوت على قانون انتخاب ولا ننتخب رئيسًا